الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَاراً } * { عُرُباً أَتْرَاباً } * { لأَصْحَابِ ٱلْيَمِينِ } * { ثُلَّةٌ مِّنَ ٱلأَوَّلِينَ } * { وَثُلَّةٌ مِّنَ ٱلآخِرِينَ } * { وَأَصْحَابُ ٱلشِّمَالِ مَآ أَصْحَابُ ٱلشِّمَالِ } * { فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ } * { وَظِلٍّ مِّن يَحْمُومٍ } * { لاَّ بَارِدٍ وَلاَ كَرِيمٍ } * { إِنَّهُمْ كَانُواْ قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِينَ } * { وَكَانُواْ يُصِرُّونَ عَلَى ٱلْحِنثِ ٱلْعَظِيمِ } * { وَكَانُواْ يِقُولُونَ أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَاماً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ } * { أَوَ آبَآؤُنَا ٱلأَوَّلُونَ } * { قُلْ إِنَّ ٱلأَوَّلِينَ وَٱلآخِرِينَ } * { لَمَجْمُوعُونَ إِلَىٰ مِيقَاتِ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ } * { ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا ٱلضِّآلُّونَ ٱلْمُكَذِّبُونَ } * { لأَكِلُونَ مِن شَجَرٍ مِّن زَقُّومٍ } * { فَمَالِئُونَ مِنْهَا ٱلْبُطُونَ } * { فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ ٱلْحَمِيمِ } * { فَشَارِبُونَ شُرْبَ ٱلْهِيمِ } * { هَـٰذَا نُزُلُهُمْ يَوْمَ ٱلدِّينِ } * { نَحْنُ خَلَقْنَاكُمْ فَلَوْلاَ تُصَدِّقُونَ } * { أَفَرَأَيْتُمْ مَّا تُمْنُونَ } * { ءَأَنتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَم نَحْنُ ٱلْخَالِقُونَ } * { نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ ٱلْمَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ } * { عَلَىٰ أَن نُّبَدِّلَ أَمْثَـٰلَكُمْ وَنُنشِئَكُمْ فِي مَا لاَ تَعْلَمُونَ }

{ فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَاراً } عذارى { عُرُباً } شكلات غنجات عاشقات متحببات إلى أزواجهن { أَتْرَاباً } مستويات في السن والميلاد على مقدار ثلاثة وثلاثين سنة { لأَصْحَٰبِ ٱلْيَمِينِ } لأهل الجنة وكلهم أهل الجنة { ثُلَّةٌ مِّنَ ٱلأَوَّلِينَ } جماعة من أوائل الأمم كلها قبل أمة محمد صلى الله عليه وسلم { وَثُلَّةٌ مِّنَ ٱلآخِرِينَ } جماعة من أواخر الأمم كلها وهي أمة محمد صلى الله عليه وسلم ويقال كلتا الثلتين من أمة محمد صلى الله عليه وسلم { وَأَصْحَابُ ٱلشِّمَالِ } أهل النار { مَآ أَصْحَابُ ٱلشِّمَالِ } ما يدريك يا محمد ما لأهل النار من الهوان والعذاب { فِي سَمُومٍ } في لهب النار ويقال لفيح النار ويقال في ريح باردة ويقال حارة { وَحَمِيمٍ } ماء حار { وَظِلٍّ } عليهم { مِّن يَحْمُومٍ } من دخان جهنم أسود { لاَّ بَارِدٍ } مقيلهم { وَلاَ كَرِيمٍ } حسن ويقال لا بارد شرابهم ولا كريم عذاب { إِنَّهُمْ كَانُواْ قَبْلَ ذَلِكَ } في الدنيا { مُتْرَفِينَ } مسرفين ويقال متنعمين ويقال متحيرين { وَكَانُواْ يُصِرُّونَ } في الدنيا يقيمون ويمكثون { عَلَى ٱلْحِنثِ ٱلْعَظِيمِ } على الذنب العظيم يعني الشرك بالله ويقال اليمين الغموس { وَكَانُواْ يِقُولُونَ } إذا كانوا في الدنيا { أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا } صرنا { تُرَاباً } رميماً { وَعِظَاماً } بالية { أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ } لمحيون فقال لهم الأنبياء نعم فقالوا للأنبياء { أَوَ آبَآؤُنَا ٱلأَوَّلُونَ } قبلنا { قُلْ } يا محمد لأهل مكة { إِنَّ ٱلأَوَّلِينَ وَٱلآخِرِينَ لَمَجْمُوعُونَ إِلَىٰ مِيقَاتِ } ميعاد { يَوْمٍ مَّعْلُومٍ } معروف يجتمع فيه الأولون والآخرون وهو يوم القيامة { ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا ٱلضِّآلُّونَ } عن الإيمان والهدى { ٱلْمُكَذِّبُونَ } بالله والرسول والكتاب يعني أبا جهل وأصحابه { لآكِلُونَ مِن شَجَرٍ مِّن زَقُّومٍ } من شجر الزقوم { فَمَالِئُونَ مِنْهَا ٱلْبُطُونَ } من شجر الزقوم البطون وهي شجرة نابتة في أصل الجحيم { فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ } على الزقوم { مِنَ ٱلْحَمِيمِ } الماء الحار { فَشَارِبُونَ شُرْبَ ٱلْهِيمِ } شرب الإبل الظماء إذا أخذها الداء الهيام لا تكاد أن تروي ويقال كشرب الإبل العطاش إذا أكلت الحمض ويقال الهيم هي الأرض السهلة { هَـٰذَا نُزُلُهُمْ } طعامهم وشرابهم { يَوْمَ ٱلدِّينِ } يوم الحساب { نَحْنُ خَلَقْنَاكُمْ } يا أهل مكة { فَلَوْلاَ تُصَدِّقُونَ } فهلا تصدقون بالرسول { أَفَرَءَيْتُم مَّا تُمْنُونَ } ما تهريقون في أرحام النساء { ءَأَنتُمْ } يا أهل مكة { تَخْلُقُونَهُ } نسماً في الأرحام ذكراً أو أنثى شقياً أو سعيداً { أَم نَحْنُ ٱلْخَالِقُونَ } بل نحن الخالقون لا أنتم { نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ ٱلْمَوْتَ } سوينا بينكم بالموت تموتون كلكم ويقال قسمنا بينكم الآجال إلى الموت فمنكم من يعيش مائة سنة أو ثمانين سنة أو خمسين سنة أو أقل أو أكثر من ذلك { وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ } بعاجزين { عَلَىٰ أَن نُّبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ } نهلككم ونأتي بغيركم خيراً منكم وأطوع لله { وَنُنشِئَكُمْ } نخلقكم يوم القيامة { فِي مَا لاَ تَعْلَمُونَ } في صورة لا تعرفون سود الوجوه زرق الأعين ويقال في صورة القردة والخنازير ويقال نجعل أرواحكم فيما لا تعلمون فيما لا تصدقون وهي النار.