الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ فَذُوقُواْ عَذَابِي وَنُذُرِ } * { وَلَقَدْ يَسَّرْنَا ٱلْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُدَّكِرٍ } * { وَلَقَدْ جَآءَ آلَ فِرْعَوْنَ ٱلنُّذُرُ } * { كَذَّبُواْ بِئَايَاتِنَا كُلِّهَا فَأَخَذْنَاهُمْ أَخْذَ عِزِيزٍ مُّقْتَدِرٍ } * { أَكُفَّٰرُكُمْ خَيْرٌ مِّنْ أُوْلَٰئِكُمْ أَمْ لَكُم بَرَآءَةٌ فِي ٱلزُّبُرِ } * { أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُّنتَصِرٌ } * { سَيُهْزَمُ ٱلْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ ٱلدُّبُرَ } * { بَلِ ٱلسَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَٱلسَّاعَةُ أَدْهَىٰ وَأَمَرُّ } * { إِنَّ ٱلْمُجْرِمِينَ فِي ضَلاَلٍ وَسُعُرٍ } * { يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي ٱلنَّارِ عَلَىٰ وُجُوهِهِمْ ذُوقُواْ مَسَّ سَقَرَ } * { إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ } * { وَمَآ أَمْرُنَآ إِلاَّ وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِٱلْبَصَرِ } * { وَلَقَدْ أَهْلَكْنَآ أَشْيَاعَكُمْ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ } * { وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي ٱلزُّبُرِ } * { وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُّسْتَطَرٌ } * { إِنَّ ٱلْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ } * { فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ }

{ فَذُوقُواْ عَذَابِي وَنُذُرِ } فقلت لهم ذوقوا عذابي ونذر منذري من أنذرهم لوط فلم يؤمنوا { وَلَقَدْ يَسَّرْنَا ٱلْقُرْآنَ } هونا القرآن { لِلذِّكْرِ } للحفظ والقراءة والكتابة { فَهَلْ مِن مُدَّكِرٍ } متعظ يتعظ بما صنع بقوم لوط فيترك المعصية { وَلَقَدْ جَآءَ آلَ فِرْعَوْنَ ٱلنُّذُرُ } إلى فرعون وقومه موسى وهارون { كَذَّبُواْ بِئَايَاتِنَا كُلِّهَا } التسع { فَأَخَذْنَاهُمْ أَخْذَ عِزِيزٍ } منيع قوي بالعقوبة { مُّقْتَدِرٍ } قادر بالعذاب { أَكُفَّارُكُمْ } يا محمد ويقال يا أهل مكة { خَيْرٌ مِّنْ أُوْلَٰئِكُمْ } من الذين قصصنا عليكم { أَمْ لَكُم بَرَآءَةٌ فِي ٱلزُّبُرِ } نجاة في الكتب من العذاب { أَمْ يَقُولُونَ } كفار مكة { نَحْنُ جَمِيعٌ مُّنتَصِرٌ } ممتنع من العذاب { سَيُهْزَمُ ٱلْجَمْعُ } جمع الكفار يوم بدر { وَيُوَلُّونَ ٱلدُّبُرَ } منهزمين يعني أبا جهل وأصحابه فمنهم من قتل يوم بدر ومنهم من هزم { بَلِ ٱلسَّاعَةُ } بل قيام الساعة { مَوْعِدُهُمْ } بالعذاب { وَٱلسَّاعَةُ } بالعذاب { أَدْهَىٰ } أعظم { وَأَمَرُّ } أشد من عذاب يوم بدر { إِنَّ ٱلْمُجْرِمِينَ } المشركين أبا جهل وأصحابه { فِي ضَلاَلٍ } في خطأ بين في الدنيا { وَسُعُرٍ } تعب وعناء في النار { يَوْمَ } وهو يوم القيامة { يُسْحَبُونَ } يجرون { فِي ٱلنَّارِ } تجرهم الزبانية { عَلَىٰ وُجُوهِهِمْ } إلى النار فتقول لهم الزبانية { ذُوقُواْ مَسَّ سَقَرَ } عذاب سقر { إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ } من أعمالكم { خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ } فجحدتم ذلك نزلت هذه الآية في أهل القدر { وَمَآ أَمْرُنَآ } بقيام الساعة { إِلاَّ وَاحِدَةٌ } كلمة واحدة لا تثنى { كَلَمْحٍ بِٱلْبَصَرِ } في السرعة كطرف البصر ويقال إنا كل شيء خلقناه بقدر يقول خلقنا لكل شيء شكله وما يوافقه من الثياب والمتاع { وَلَقَدْ أَهْلَكْنَآ أَشْيَاعَكُمْ } أهل دينكم وأشباهكم يا أهل مكة { فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ } متعظ يتعظ بما صنع بهم فيترك المعصية { وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ } في الشرك بالله من المعصية والجفاء بالأنبياء { فِي ٱلزُّبُرِ } في الكتب مكتوب ويقال في اللوح المحفوظ نزلت هذه الآية في أهل القدر أيضاً { وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ } من الخير والشر { مُّسْتَطَرٌ } مكتتب في اللوح المحفوظ نزلت هذه الآية أيضاً في أهل القدر وجحدوا ذلك { إِنَّ ٱلْمُتَّقِينَ } الكفر والشرك والفواحش { فِي جَنَّاتٍ } بساتين { وَنَهَرٍ } أنهار كثيرة ويقال في رياض وسعة { فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ } في أرض كريمة أرض الجنة { عِندَ مَلِيكٍ } ملك عليهم { مُّقْتَدِرِ } قادر بالثواب والعقاب على عباده.