الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ } * { وَلَقَدْ يَسَّرْنَا ٱلْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ } * { كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِٱلنُّذُرِ } * { فَقَالُوۤاْ أَبَشَراً مِّنَّا وَاحِداً نَّتَّبِعُهُ إِنَّآ إِذاً لَّفِي ضَلاَلٍ وَسُعُرٍ } * { أَءُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِن بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ } * { سَيَعْلَمُونَ غَداً مَّنِ ٱلْكَذَّابُ ٱلأَشِرُ } * { إِنَّا مُرْسِلُواْ ٱلنَّاقَةِ فِتْنَةً لَّهُمْ فَٱرْتَقِبْهُمْ وَٱصْطَبِرْ } * { وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ ٱلْمَآءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ كُلُّ شِرْبٍ مُّحْتَضَرٌ } * { فَنَادَوْاْ صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَىٰ فَعَقَرَ } * { فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ } * { إِنَّآ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَكَانُواْ كَهَشِيمِ ٱلْمُحْتَظِرِ } * { وَلَقَد يَسَّرْنَا ٱلْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ } * { كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ بِٱلنُّذُرِ } * { إِنَّآ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَاصِباً إِلاَّ آلَ لُوطٍ نَّجَّيْنَاهُم بِسَحَرٍ } * { نِّعْمَةً مِّنْ عِندِنَا كَذَلِكَ نَجْزِي مَن شَكَرَ } * { وَلَقَدْ أَنذَرَهُمْ بَطْشَتَنَا فَتَمَارَوْاْ بِٱلنُّذُرِ } * { وَلَقَدْ رَاوَدُوهُ عَن ضَيْفِهِ فَطَمَسْنَآ أَعْيُنَهُمْ فَذُوقُواْ عَذَابِي وَنُذُرِ } * { وَلَقَدْ صَبَّحَهُم بُكْرَةً عَذَابٌ مُّسْتَقِرٌّ }

{ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي } انظر يا محمد كيف كان عذابي عليهم { وَنُذُرِ } فكيف كان حال منذري لمن أنذرهم هود فلم يؤمنوا { وَلَقَدْ يَسَّرْنَا ٱلْقُرْآنَ } هونا القرآن { لِلذِّكْرِ } للحفظ والقراءة { فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ } متعظ يتعظ بما صنع بقوم هود فيترك المعصية { كَذَّبَتْ ثَمُودُ } قوم صالح { بِٱلنُّذُرِ } صالحاً وجملة الرسل { فَقَالُوۤاْ أَبَشَراً مِّنَّا } آدمياً مثلنا { وَاحِداً نَّتَّبِعُهُ } في دينه وأمره { إِنَّآ إِذاً } إن فعلنا { لَّفِي ضَلاَلٍ } في خطأ بين { وَسُعُرٍ } تعب وعناء { أَءُلْقِيَ الذِّكْرُ } أخص بالنبوة { عَلَيْهِ مِن بَيْنِنَا } ونحن أشرف منه { بَلْ هُوَ كَذَّابٌ } يكذب على الله { أَشِرٌ } بطر مرح يعنون صالحاً فقال لهم صالح { سَيَعْلَمُونَ غَداً } يوم القيامة { مَّنِ ٱلْكَذَّابُ } على الله { ٱلأَشِرُ } البطر المرح فقال الله لصالح { إِنَّا مُرْسِلُو ٱلنَّاقَةِ } مخرجو الناقة من الصخرة { فِتْنَةً لَّهُمْ } بلية لقومك { فَٱرْتَقِبْهُمْ } فانتظرهم إلى خروج الناقة { وَٱصْطَبِرْ } اصبر على أذاهم وعلى قتلهم الناقة { وَنَبِّئْهُمْ } أخبرهم { أَنَّ ٱلْمَآءَ } ماء البئر { قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ } وبين الناقة يوم لها ويوم لهم { كُلُّ شِرْبٍ مُّحْتَضَرٌ } كل شارب لحضور صاحبه فأخبرهم صالح فرضوا بذلك ومكثوا على ذلك زماناً فغلب عليهم الشقاء { فَنَادَوْاْ صَاحِبَهُمْ } نادى مصدع وقدار بن سالف بعد ما رماها مصدع بن دهر بسهم { فَتَعَاطَىٰ } فتناول قدار بسهم آخر { فَعَقَرَ } فقتلوا الناقة وقسموا لحمها { فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ } فانظر يا محمد كيف كان عذابي عليهم وكيف كان حال منذري لمن أنذرهم صالح فلم يؤمنوا { إِنَّآ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً } أي صيحة جبريل بالعذاب بعد ثلاثة أيام من قتل الناقة { فَكَانُواْ كَهَشِيمِ ٱلْمُحْتَظِرِ } فصاروا كالشيء الذي داسته الغنم في الحظيرة { وَلَقَد يَسَّرْنَا ٱلْقُرْآنَ } هونا القرآن { لِلذِّكْرِ } للعظة والحفظ والقراءة { فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ } فهل من متعظ فيتعظ بما صنع بقوم صالح فيترك المعصية ويقال فهل من طالب علم فيعان عليه { كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ بِٱلنُّذُرِ } لوطاً وجملة الرسل { إِنَّآ أَرْسَلْنَا } أنزلنا { عَلَيْهِمْ حَاصِباً } حجارة { إِلاَّ آلَ لُوطٍ } إلا على لوط وابنتيه زاعورا وريثا { نَّجَّيْنَاهُم بِسَحَرٍ } عند السحر { نِّعْمَةً } رحمة { مِّنْ عِندِنَا كَذَٰلِكَ } هكذا { نَجْزِي مَن شَكَرَ } من وحد وشكر نعمة الله بالنجاة { وَلَقَدْ أَنذَرَهُمْ } خوفهم لوط { بَطْشَتَنَا } عذابنا { فَتَمَارَوْاْ بِٱلنُّذُرِ } فتجاحدوا بالرسل أي كذبوا لوطاً بما قال لهم { وَلَقَدْ رَاوَدُوهُ عَن ضَيْفِهِ } أرادوا أضيافه جبريل ومن معه من الملائكة بعملهم الخبيث { فَطَمَسْنَآ } ففقأنا { أَعْيُنَهُمْ } أعمى جبريل أعينهم { فَذُوقُواْ عَذَابِي وَنُذُرِ } فقلت لهم ذوقوا عذابي ونذر منذري { وَلَقَدْ صَبَّحَهُم } أخذهم { بُكْرَةً } وهي طلوع الفجر { عَذَابٌ مُّسْتَقِرٌّ } دائم موصول بعذاب الآخرة.