الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قَالَ أَلاَ تَأْكُلُونَ } * { فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُواْ لاَ تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ بِغُلاَمٍ عَلِيمٍ } * { فَأَقْبَلَتِ ٱمْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ } * { قَالُواْ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ إِنَّهُ هُوَ ٱلْحَكِيمُ ٱلْعَلِيمُ } * { قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا ٱلْمُرْسَلُونَ } * { قَالُوۤاْ إِنَّآ أُرْسِلْنَآ إِلَىٰ قَوْمٍ مُّجْرِمِينَ } * { لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن طِينٍ } * { مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ } * { فَأَخْرَجْنَا مَن كَانَ فِيهَا مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ } * { فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِّنَ ٱلْمُسْلِمِينَ } * { وَتَرَكْنَا فِيهَآ آيَةً لِّلَّذِينَ يَخَافُونَ ٱلْعَذَابَ ٱلأَلِيمَ } * { وَفِي مُوسَىٰ إِذْ أَرْسَلْنَاهُ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ } * { فَتَوَلَّىٰ بِرُكْنِهِ وَقَالَ سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ } * { فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي ٱلْيَمِّ وَهُوَ مُلِيمٌ } * { وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ ٱلرِّيحَ ٱلْعَقِيمَ } * { مَا تَذَرُ مِن شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلاَّ جَعَلَتْهُ كَٱلرَّمِيمِ } * { وَفِي ثَمُودَ إِذْ قِيلَ لَهُمْ تَمَتَّعُواْ حَتَّىٰ حِينٍ } * { فَعَتَوْاْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ فَأَخَذَتْهُمُ ٱلصَّاعِقَةُ وَهُمْ يَنظُرُونَ }

{ فَقَرَّبَهُ } يعني العجل المشوي { إِلَيْهِمْ } إلى أضيافه فلم يمدوا أيديهم إلى الطعام { قَالَ } إبراهيم { أَلاَ تَأْكُلُونَ } من الطعام { فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً } فأضمر إبراهيم في نفسه خيفة حيث لم يأكلوا من طعامه فظن أنهم لصوص وكان في زمانه إذا أكل الرجل من طعام صاحبه أمنه فلما علموا خوف إبراهيم { قَالُواْ لاَ تَخَفْ } منا يا إبراهيم إنا رسل ربك { وَبَشَّرُوهُ } من الله { بِغُلاَمٍ } بولد { عَلَيمٍ } في صغره حليم عظيم في كبره وهو إسحاق { فَأَقْبَلَتِ ٱمْرَأَتُهُ } أخذت امرأته سارة { فِي صَرَّةٍ } في صيحة وولولة { فَصَكَّتْ وَجْهَهَا } فجمعت أطراف أصابعها وضربت على وجهها وجبهتها { وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ } أعجوز عقيم تلد كيف هذا { قَالُواْ } قال جبريل ومن معه { كَذَٰلِكِ } كما قلنا يا سارة { قَالَ رَبُّكِ إِنَّهُ هُوَ ٱلْحَكِيمُ } يحكم بالولد من العقيم وغير العقيم { ٱلْعَلِيمُ } يعلم بما يكون منكما { قَالَ } إبراهيم { فَمَا خَطْبُكُمْ } فما شأنكم وما بالكم وبماذا جئتم { أَيُّهَا ٱلْمُرْسَلُونَ قَالُوۤاْ إِنَّآ أُرْسِلْنَآ إِلَىٰ قَوْمٍ مُّجْرِمِينَ } مشركين اجترموا الهلاك على أنفسهم بعملهم الخبيث يعنون قوم لوط { لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن طِينٍ } مطبوخ كالآجر { مُّسَوَّمَةً } مخططة بالسواد والحمرة { عِندَ رَبِّكَ } من عند ربك تأتي تلك الحجارة { لِلْمُسْرِفِينَ } على المشركين { فَأَخْرَجْنَا مَن كَانَ فِيهَا } في قريات لوط { مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ } من الموحدين { فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا } في قريات لوط { غَيْرَ بَيْتٍ } غير أهل بيت { مِّنَ ٱلْمُسْلِمِينَ } من المقربين وهو لوط وابنتاه زاعورا وريثا { وَتَرَكْنَا فِيهَآ } يعني وتركنا في قريات لوط { آيَةً } علامة وعبرة { لِّلَّذِينَ يَخَافُونَ ٱلْعَذَابَ ٱلأَلِيمَ } في الآخرة فلا يقتدون بفعلهم { وَفِي مُوسَىٰ } أيضاً عبرة { إِذْ أَرْسَلْنَاهُ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ } بحجة بينة: اليد والعصا { فَتَوَلَّىٰ بِرُكْنِهِ } فأعرض فرعون عن الإيمان بالآية وبموسى بركنه بجنوده { وَقَالَ سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ } يختنق { فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ } جموعه { فَنَبَذْنَاهُمْ } فأغرقناهم { فِي ٱلْيَمِّ } في البحر { وَهُوَ مُلِيمٌ } مذموم عند الله يلوم نفسه { وَفِي عَادٍ } في قوم هود أيضاً عبرة { إِذْ أَرْسَلْنَا } سلطنا { عَلَيْهِمُ ٱلرِّيحَ ٱلْعَقِيمَ } الشديدة التي لا فرج لهم فيها وهي الريح الدبور { مَا تَذَرُ } ما تترك { مِن شَيْءٍ } منهم ولهم { أَتَتْ عَلَيْهِ } مرت عليه الريح { إِلاَّ جَعَلَتْهُ كَٱلرَّمِيمِ } كالتراب { وَفِي ثَمُودَ } أي في قوم صالح أيضاً عبرة { إِذْ قِيلَ لَهُمْ } قال لهم صالح بعد عقرهم الناقة { تَمَتَّعُواْ } عيشوا { حَتَّىٰ حِينٍ } إلى حين العذاب { فَعَتَوْاْ } فأبوا { عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ } عن قبول أمر ربهم { فَأَخَذَتْهُمُ ٱلصَّاعِقَةُ } الصيحة بالعذاب { وَهُمْ يَنظُرُونَ } إلى العذاب نازلاً عليهم.