الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ ٱلَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ سَاهُونَ } * { يَسْأَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ ٱلدِّينِ } * { يَوْمَ هُمْ عَلَى ٱلنَّارِ يُفْتَنُونَ } * { ذُوقُواْ فِتْنَتَكُمْ هَـٰذَا ٱلَّذِي كُنتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ } * { إِنَّ ٱلْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ } * { آخِذِينَ مَآ آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُواْ قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ } * { كَانُواْ قَلِيلاً مِّن ٱللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ } * { وَبِٱلأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ } * { وَفِيۤ أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لَّلسَّآئِلِ وَٱلْمَحْرُومِ } * { وَفِي ٱلأَرْضِ آيَاتٌ لِّلْمُوقِنِينَ } * { وَفِيۤ أَنفُسِكُمْ أَفَلاَ تُبْصِرُونَ } * { وَفِي ٱلسَّمَآءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ } * { فَوَرَبِّ ٱلسَّمَآءِ وَٱلأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَآ أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ } * { هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ ٱلْمُكْرَمِينَ } * { إِذْ دَخَلُواْ عَلَيْهِ فَقَالُواْ سَلاَماً قَالَ سَلاَمٌ قَوْمٌ مُّنكَرُونَ } * { فَرَاغَ إِلَىٰ أَهْلِهِ فَجَآءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ }

{ ٱلَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ } في جهالة وعمى من أمر الآخرة { سَاهُونَ } لاهون عن الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن { يَسْأَلُونَ } يا محمد بنو مخزوم { أَيَّانَ يَوْمُ ٱلدِّينِ } متى يوم القيامة الذي نعذب فيه قال الله { يَوْمَ } وهو يوم القيامة { هُمْ عَلَى ٱلنَّارِ يُفْتَنُونَ } يحرقون ويقال ينضحون ويقال في النار يعذبون ويقال على النار يجرون تقول لهم الزبانية { ذُوقُواْ فِتْنَتَكُمْ } حرقكم وعذابكم ونضجكم { هَـٰذَا } العذاب { ٱلَّذِي كُنتُم بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ } في الدنيا ثم بين مستقر المؤمنين أبي بكر وأصحابه فقال { إِنَّ ٱلْمُتَّقِينَ } الكفر والشرك والفواحش { فِي جَنَّاتٍ } بساتين { وَعُيُونٍ } ماء طاهر { آخِذِينَ } قابلين راضين { مَآ آتَاهُمْ } ما أعطاهم ربهم في الجنة ويقال عاملين بما أمرهم { رَبُّهُمْ } في الدنيا { إِنَّهُمْ كَانُواْ قَبْلَ ذَٰلِكَ } الثواب والكرامة { مُحْسِنِينَ } في الدنيا بالقول والفعل { كَانُواْ قَلِيلاً مِّن ٱللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ } يقول قلما ينامون من الليل { وَبِٱلأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ } يصلون { وَفِيۤ أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ } ويرون في أموالهم حقاً معلوماً { لَّلسَّآئِلِ } الذي يسأل { وَٱلْمَحْرُومِ } الذي لا يسأل ولا يعطى ولا يفطن به ويقال المحروم الذي قد حرم أجره وغنيمته ويقال المحروم هو المحترف المقتر عليه معيشته والذي لا يلقى قوت يومه { وَفِي ٱلأَرْضِ آيَاتٌ } علامات وعبرات مثل الشجر والدواب والجبال والبحار { لِّلْمُوقِنِينَ } المصدقين بمحمد عليه الصلاة والسلام والقرآن { وَفِيۤ أَنفُسِكُمْ } أيضاً علامات من الأوجاع والأمراض والبلايا حتى يأكل الرجل من مكان واحد ويخرج من مكانين { أَفَلاَ تُبْصِرُونَ } أفلا تعقلون فتتفكروا فيما خلق الله { وَفِي ٱلسَّمَآءِ رِزْقُكُمْ } ومن السماء يأتي رزقكم يعني المطر { وَمَا تُوعَدُونَ } يعني الجنة ويقال وفي السماء رزقكم على رب السماء رزقكم وما توعدون من الثواب والعقاب { فَوَرَبِّ ٱلسَّمَآءِ وَٱلأَرْضِ } أقسم بنفسه { إِنَّهُ } إن الذي قصصت لكم من أمر الرزق { لَحَقٌّ } لصدق كائن { مِّثْلَ مَآ أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ } تقولون لا إله إلا الله { هَلْ أَتَاكَ } يا محمد { حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ } خبر أضياف إبراهيم { ٱلْمُكْرَمِينَ } أكرمهم بالعجل { إِذْ دَخَلُواْ عَلَيْهِ } على إبراهيم عليه السلام جبريل وملكان معه ويقال جبريل واثنا عشر ملكاً كانوا معه { فَقَالُواْ سَلاَماً } سلموا على إبراهيم { قَالَ سَلاَمٌ } رد عليهم إبراهيم السلام أنتم { قَوْمٌ مُّنكَرُونَ } لم يعرفهم ولم يعرف سلامهم في تلك الأرض في ذلك الزمان { فَرَاغَ إِلَىٰ أَهْلِهِ } فرجع إبراهيم إلى أهله { فَجَآءَ } إلى أضيافه { بِعِجْلٍ سَمِينٍ } صغير مشوي.