الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَابُ ٱلرَّسِّ وَثَمُودُ } * { وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ وَإِخْوَانُ لُوطٍ } * { وَأَصْحَابُ ٱلأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُّبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ ٱلرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ } * { أَفَعَيِينَا بِٱلْخَلْقِ ٱلأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِّنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ } * { وَلَقَدْ خَلَقْنَا ٱلإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ ٱلْوَرِيدِ } * { إِذْ يَتَلَقَّى ٱلْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ ٱلْيَمِينِ وَعَنِ ٱلشِّمَالِ قَعِيدٌ } * { مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } * { وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ } * { وَنُفِخَ فِي ٱلصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ ٱلْوَعِيدِ } * { وَجَآءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّعَهَا سَآئِقٌ وَشَهِيدٌ } * { لَّقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَـٰذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَآءَكَ فَبَصَرُكَ ٱلْيَوْمَ حَدِيدٌ } * { وَقَالَ قَرِينُهُ هَـٰذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ } * { أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ } * { مَّنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُّرِيبٍ } * { ٱلَّذِي جَعَلَ مَعَ ٱللَّهِ إِلَـٰهاً آخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِي ٱلْعَذَابِ ٱلشَّدِيدِ }

{ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ } قبل قومك يا محمد { قَوْمُ نُوحٍ } نوحاً { وَأَصْحَابُ ٱلرَّسِّ } والرس بئر دون اليمامة وهم قوم شعيب كذبوا شعيباً { وَثَمُودُ } قوم صالح صالحاً { وَعَادٌ } قوم هود هوداً { وَفِرْعَوْنُ } كذب فرعون وقومه موسى { وَإِخْوَانُ لُوطٍ } قوم لوط لوطاً { وَأَصْحَابُ ٱلأَيْكَةِ } الغيضة من الشجر وهم قوم شعيب كذبوا شعيباً { وَقَوْمُ تُّبَّعٍ } تبعاً وتبع كان ملك حمير وكان اسمه أسعد بن ملكيكرب وكنيته أبو كرب وسمي تبعاً لكثرة تبعه وكان رجلاً مسلماً { كُلٌّ } كل هؤلاء { كَذَّبَ ٱلرُّسُلَ } كما كذبك قومك قريش { فَحَقَّ وَعِيدِ } فوجبت عليهم عقوبتي وعذابي عند تكذيبهم { أَفَعَيِينَا بِٱلْخَلْقِ ٱلأَوَّلِ } أفأعيانا خلقهم الأول حين خلقناهم حتى يعيينا خلقهم الآخر حين نخلقهم للبعث بعد الموت { بَلْ هُمْ } يعني قريشاً { فِي لَبْسٍ } في شك { مِّنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ } بعد الموت { وَلَقَدْ خَلَقْنَا ٱلإِنسَانَ } يعني ولد آدم ويقال هو أبو جهل { وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ } ما تحدث به { نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ } أعلم به وأقدر عليه { مِنْ حَبْلِ ٱلْوَرِيدِ } وهو العرق الذي بين العلباء والحلقوم وليس في الإنسان أقرب إليه منه والحبل والوريد واحد { إِذْ يَتَلَقَّى ٱلْمُتَلَقِّيَانِ } إذ يكتب الملكان الكائنان { عَنِ ٱلْيَمِينِ } عن يمين بني آدم { وَعَنِ ٱلشِّمَالِ } شمال بني آدم { قَعِيدٌ } قعود هذا على نابه وهذا على نابه { مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ } ما يتكلم العبد بكلام حسن أو سيئ { إِلاَّ لَدَيْهِ } عليه { رَقِيبٌ } حافظ { عَتِيدٌ } حاضر لا يزايله يكتب له أو عليه { وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ } نزعات الموت { بِٱلْحَقِّ } بالشقاء والسعادة { ذَٰلِكَ } يا ابن آدم { مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ } تفر وتكره { وَنُفِخَ فِي ٱلصُّورِ } وهي نفخة البعث { ذَٰلِكَ يَوْمُ ٱلْوَعِيدِ } وعيد الأولين والآخرين أن يجتمعوا فيه { وَجَآءَتْ } يوم القيامة { كُلُّ نَفْسٍ مَّعَهَا سَآئِقٌ } يسوقها إلى ربها وهو الملك الذي يكتب عليها السيئات { وَشَهِيدٌ } يشهد عليها عند ربها وهو الملك الذي يكتب لها الحسنات ويقال الشهيد عمله { لَّقَدْ كُنتَ } يا ابن آدم { فِي غَفْلَةٍ } في جهالة وعمى { مِّنْ هَـٰذَا } اليوم { فَكَشَفْنَا } فرفعنا { عَنكَ غِطَآءَكَ } عملك ما كان محجوباً عنك في دار الدنيا { فَبَصَرُكَ ٱلْيَوْمَ حَدِيدٌ } حاد ويقال فعلمك اليوم نافذ في البعث { وَقَالَ قَرِينُهُ } كاتبه الذي يكتب حسناته، ويقال الذي يكتب سيئاته { هَـٰذَا مَا لَدَيَّ } هذا الذي وكلتني عليه { عَتِيدٌ } حاضر فيقول الله له { أَلْقِيَا } يعني ألق { فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ } كافر بالله وهو الوليد بن المغيرة المخزومي { عَنِيدٍ } معرض عن الإيمان { مَّنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ } للإسلام بنيه وبني بنيه وبني أخيه وذويه ولحمته وقرابته { مُعْتَدٍ } غشوم ظلوم { مُّرِيبٍ } ظاهر الشك مفتر على الله { ٱلَّذِي جَعَلَ مَعَ ٱللَّهِ إِلَـٰهاً آخَرَ } الذي قال لله ولد وشريك { فَأَلْقِيَاهُ } فيقول الله للملك كاتبه ألقه { فِي ٱلْعَذَابِ ٱلشَّدِيدِ } الغليظ.