الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ فَأَثَابَهُمُ ٱللَّهُ بِمَا قَالُواْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذٰلِكَ جَزَآءُ ٱلْمُحْسِنِينَ } * { وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِآيَٰتِنَآ أُوْلَـۤئِكَ أَصْحَٰبُ ٱلْجَحِيمِ } * { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُحَرِّمُواْ طَيِّبَاتِ مَآ أَحَلَّ ٱللَّهُ لَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُوۤاْ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُحِبُّ ٱلْمُعْتَدِينَ } * { وَكُلُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ ٱللَّهُ حَلَـٰلاً طَيِّباً وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ ٱلَّذِيۤ أَنتُم بِهِ مُؤْمِنُونَ } * { لاَ يُؤَاخِذُكُمُ ٱللَّهُ بِٱللَّغْوِ فِيۤ أَيْمَانِكُمْ وَلَـٰكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ ٱلأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ ذٰلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَٱحْفَظُوۤاْ أَيْمَانَكُمْ كَذٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } * { يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا ٱلْخَمْرُ وَٱلْمَيْسِرُ وَٱلأَنصَابُ وَٱلأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ ٱلشَّيْطَانِ فَٱجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }

{ فَأَثَابَهُمُ ٱللَّهُ } فأوجب الله لهم { بِمَا قَالُواْ } بتوحيدهم بالطوع { جَنَّاتٍ } بساتين { تَجْرِي مِن تَحْتِهَا } من تحت شجرها ومساكنها { ٱلأَنْهَارُ } أنهار الماء واللبن والخمر والعسل { خَالِدِينَ فِيهَا } مقيمين في الجنة لا يموتون ولا يخرجون منها { وَذٰلِكَ } الذي ذكرت { جَزَآءُ ٱلْمُحْسِنِينَ } الموحدين ويقال المحسنين بالقول والفعل { وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } بالله { وَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَآ } بمحمد والقرآن { أُوْلَـٰئِكَ أَصْحَابُ ٱلْجَحِيمِ } أهل النار { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُحَرِّمُواْ طَيِّبَاتِ مَآ أَحَلَّ ٱللَّهُ لَكُمْ } نزلت هذه الآية في عشرة نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم منهم أبو بكر الصديق وعمر وعلي وعبد الله بن مسعود وعثمان بن مظعون الجمحي ومقداد بن الأسود الكندي وسالم مولى أبي حذيفة بن عتبة وسلمان الفارسي وأبو ذر وعمار بن ياسر توافقوا في بيت عثمان بن مظعون أن لا يأكلوا ولا يشربوا إلا قوتاً ولا يأووا بيتاً ولا يأتوا النساء ولا يأكلون لحماً ولا دسماً وأن يجبوا أنفسهم فنهاهم الله عن ذلك ونزلت فيهم هذه الآية { يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُحَرِّمُواْ طَيِّبَاتِ مَآ أَحَلَّ ٱللَّهُ لَكُمْ } من الطعام والشراب والجماع { وَلاَ تَعْتَدُوۤاْ } بقطع المذاكير { إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُحِبُّ ٱلْمُعْتَدِينَ } من الحلال إلى الحرام في المثلة { وَكُلُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ ٱللَّهُ حَلاَلاً طَيِّباً } من الطعام والشراب { وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ ٱلَّذِيۤ أَنتُم بِهِ مُؤْمِنُونَ } في المثلة وتحريم ما أحل الله لكم { لاَ يُؤَاخِذُكُمُ ٱللَّهُ بِٱللَّغْوِ فِيۤ أَيْمَانِكُمْ } بكفارة أيمانكم باللغو { وَلَـٰكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ ٱلأَيْمَانَ } بضمير قلوبكم بالأيمان { فَكَفَّارَتُهُ } كفارة اليمين التي ليست بلغو { إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ } من أعدل { مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ } من الخبز والأدم تغدونهم وتعشونهم { أَوْ كِسْوَتُهُمْ } أو كسوة عشرة مساكين بقدر ما يواري به عورتهم ملحفة أو قميصاً أو إزاراً { أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ } كيفما يكون { فَمَن لَّمْ يَجِدْ } من هؤلاء الثلاثة شيئاً { فَصِيَامُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ } تتابعاً { ذٰلِكَ } الذي ذكرت { كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ } ثم حنثتم { وَٱحْفَظُوۤاْ أَيْمَانَكُمْ } لفظ أيمانكم وكفارة أيمانكم { كَذٰلِكَ } هكذا { يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ } أمره ونهيه كما بيَّن كفارة اليمين { لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } لكي تشكروا بيانه في الأمر والنهي { يَـٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا ٱلْخَمْرُ } الشراب الذي خامر العقل { وَٱلْمَيْسِرُ } القمار كله { وَٱلأَنصَابُ } عبادة الأوثان { وَٱلأَزْلاَمُ } استعمال القدح { رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ ٱلشَّيْطَانِ } حرام بأمر الشيطان ووسوسته { فَٱجْتَنِبُوهُ } فاتركوه { لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } لكي تنجوا من السخطة والعذاب وتأمنوا في الآخرة.