الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَآ أَنَّ ٱلنَّفْسَ بِٱلنَّفْسِ وَٱلْعَيْنَ بِٱلْعَيْنِ وَٱلأَنْفَ بِٱلأَنْفِ وَٱلأُذُنَ بِٱلأُذُنِ وَٱلسِّنَّ بِٱلسِّنِّ وَٱلْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَآ أنزَلَ ٱللَّهُ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلظَّالِمُونَ } * { وَقَفَّيْنَا عَلَىٰ آثَارِهِم بِعَيسَى ٱبْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ ٱلتَوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ ٱلإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ ٱلتَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ } * { وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ ٱلإِنْجِيلِ بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ فِيهِ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْفَاسِقُونَ } * { وَأَنزَلْنَآ إِلَيْكَ ٱلْكِتَابَ بِٱلْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ ٱلْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَٱحْكُم بَيْنَهُم بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَآءَهُمْ عَمَّا جَآءَكَ مِنَ ٱلْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً وَلَوْ شَآءَ ٱللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَـٰكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَآ آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ إِلَىٰ الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ }

{ وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ } فرضنا على بني إسرائيل { فِيهَآ } في التوراة { أَنَّ ٱلنَّفْسَ بِٱلنَّفْسِ } عمداً وفاء { وَٱلْعَيْنَ بِٱلْعَيْنِ } عمداً وفاء { وَٱلأَنْفَ بِٱلأَنْفِ } عمداً وفاء { وَٱلأُذُنَ بِٱلأُذُنِ } عمداً وفاء { وَٱلسِّنَّ بِٱلسِّنِّ } عمداً وفاء { وَٱلْجُرُوحَ قِصَاصٌ } حكومة عدل { فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ } بالجراحة على الجارح { فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ } للجريح ويقال للجارح { وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَآ أنزَلَ ٱللَّهُ } يقول ومن لم يبين ما بيَّن الله في القرآن ولم يعمل { فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلظَّالِمُونَ } الضارون لأنفسهم في العقوبة { وَقَفَّيْنَا } أتبعنا وأردفنا { عَلَىٰ آثَارِهِم بِعَيسَى ٱبْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقاً } موافقاً { لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ ٱلتَوْرَاةِ } بالتوحيد وبعض الشرائع { وَآتَيْنَاهُ } أعطيناه { ٱلإِنجِيلَ فِيهِ } في الإنجيل { هُدًى } من الضلالة { وَنُورٌ } بيان الرجم { وَمُصَدِّقاً } موافقاً { لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ ٱلتَّوْرَاةِ } بالتوحيد والرجم { وَهُدًى } من الضلالة { وَمَوْعِظَةً } نهياً { لِّلْمُتَّقِينَ } الكفر والشرك والفواحش { وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ ٱلإِنْجِيلِ } ولكي يبين أهل الإنجيل { بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ فِيهِ } بما بيَّن الله في الإنجيل من صفة محمد صلى الله عليه وسلم ونعته والرجم { وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ } يقول ومن لم يبين ما بيَّن الله في الإنجيل { فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْفَاسِقُونَ } هم العاصون الكافرون { وَأَنزَلْنَآ إِلَيْكَ ٱلْكِتَابَ } جبريل بالكتاب يعني القرآن { بِٱلْحَقِّ } لبيان الحق والباطل { مُصَدِّقاً } موافقاً بالتوحيد وبعض الشرائع { لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ } لما قبله { مِنَ ٱلْكِتَابِ } يعني الكتب { وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ } شهيداً على الكتب كلها ويقال على الرجم ويقال أميناً على الكتب { فَٱحْكُم بَيْنَهُم } بين بني قريظة والنضير وأهل خيبر { بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ } بما بيَّن الله لك في القرآن { وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَآءَهُمْ } في الجلد وترك الرجم { عَمَّا جَآءَكَ مِنَ ٱلْحَقِّ } بعد ما جاءك من البيان { لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً } لكل نبي منكم بيَّنا له شرعة { وَمِنْهَاجاً } فرائض وسنناً { وَلَوْ شَآءَ ٱللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً } لجمعكم على شريعة واحدة { وَلَـٰكِن لِّيَبْلُوَكُمْ } ليختبركم { فِي مَآ آتَاكُم } أعطاكم من الكتاب والسنن والفرائض فيقول أنا فرضته عليكم ولا يدخل في قلوبكم شيء من التوهم { فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ } فسابقوا يا أمة محمد صلى الله عليه وسلم الأمم في السنن والفرائض والصالحات ويقال بادروا بالطاعات يا أمة محمد صلى الله عليه وسلم { إِلَىٰ الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً } جميع الأمم { فَيُنَبِّئُكُم } فيخبركم { بِمَا كُنتُمْ فِيهِ } في الدين والشرائع { تَخْتَلِفُونَ } تخالفون.