الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَآ أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لأَقْتُلَكَ إِنِّيۤ أَخَافُ ٱللَّهَ رَبَّ ٱلْعَالَمِينَ } * { إِنِّيۤ أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ ٱلنَّارِ وَذَلِكَ جَزَآءُ ٱلظَّالِمِينَ } * { فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ ٱلْخَاسِرِينَ } * { فَبَعَثَ ٱللَّهُ غُرَاباً يَبْحَثُ فِي ٱلأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ قَالَ يَاوَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَـٰذَا ٱلْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ ٱلنَّادِمِينَ } * { مِنْ أَجْلِ ذٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي ٱلأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ ٱلنَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً وَلَقَدْ جَآءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِٱلّبَيِّنَٰتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيراً مِّنْهُمْ بَعْدَ ذٰلِكَ فِي ٱلأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ } * { إِنَّمَا جَزَآءُ ٱلَّذِينَ يُحَارِبُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي ٱلأَرْضِ فَسَاداً أَن يُقَتَّلُوۤاْ أَوْ يُصَلَّبُوۤاْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ ٱلأَرْضِ ذٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي ٱلدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي ٱلآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ }

{ لَئِن بَسَطتَ } مددت { إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي } ظلماً { مَآ أَنَاْ بِبَاسِطٍ } بماد { يَدِيَ إِلَيْكَ لأَقْتُلَكَ } ظلماً { إِنِّيۤ أَخَافُ ٱللَّهَ رَبَّ ٱلْعَالَمِينَ } بقتلك ظلماً { إِنِّيۤ أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي } أن تؤخذ بذنبي { وَإِثْمِكَ } ذنبك الذي لقبل دمي { فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ ٱلنَّارِ } فتصير من أهل النار { وَذَلِكَ جَزَآءُ ٱلظَّالِمِينَ } النار جزاء المعتدين بالظلم { فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ } فتابعت له نفسه { قَتْلَ أَخِيهِ } على قتل أخيه { فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ ٱلْخَاسِرِينَ } فصار من المغبونين بالعقوبة { فَبَعَثَ ٱللَّهُ غُرَاباً يَبْحَثُ فِي ٱلأَرْضِ } يثير التراب من الأرض ليواري غراباً ميتاً { لِيُرِيَهُ } ليري قابيل { كَيْفَ يُوَارِي } يغطي { سَوْءَةَ أَخِيهِ } عورة أخيه في التراب { قَالَ يَاوَيْلَتَىٰ أَعَجَزْتُ } أضعفت عن الحيلة { أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَـٰذَا ٱلْغُرَابِ } في الحيلة { فَأُوَارِيَ } فأغطي { سَوْءَةَ أَخِي } عورة أخي بالتراب { فَأَصْبَحَ مِنَ ٱلنَّادِمِينَ } فصار نادماً على ما لم يوار عورة أخيه ولم يكن نادماً على قتله { مِنْ أَجْلِ ذٰلِكَ } من أجل قتل قابيل هابيل ظلماً { كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ } أوجبنا على بني إسرائيل في التوراة { أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ } قتل نفساً متعمداً { أَوْ فَسَادٍ } شرك { فِي ٱلأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ ٱلنَّاسَ جَمِيعاً } يقول وجبت عليه النار بقتل نفس واحدة ظلماً كما لو قتل الناس جميعاً { وَمَنْ أَحْيَاهَا } كف عن قتلها { فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً } يقول وجبت له الجنة بعفو نفس واحدة كما لو عفا الناس جميعاً { وَلَقَدْ جَآءَتْهُمْ } يعني إلى بني إسرائيل { رُسُلُنَا بِٱلْبَيِّنَـٰتِ } بالأمر والنهي والعلامات { ثُمَّ إِنَّ كَثِيراً مِّنْهُمْ } من بني إسرائيل { بَعْدَ ذٰلِكَ } بعد الرسل { فِي ٱلأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ } لمشركون ثم نزلت في قوم هلال بن عويمر لأنهم قتلوا قوماً من بني كنانة أرادوا الهجرة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليسلموا فقتلوهم وأخذوا ما كان معهم من السلب فبيَّن الله عقوبتهم يعني قوم هلال وكانوا مشركين فقال { إِنَّمَا جَزَآءُ } مكافأة { ٱلَّذِينَ يُحَارِبُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ } يكفرون بالله ورسوله { وَيَسْعَوْنَ فِي ٱلأَرْضِ فَسَاداً } يعملون في الأرض بالمعاصي وهو القتل وأخذ المال ظلماً { أَن يُقَتَّلُوۤاْ } يقول جزاء من قتل ولم يأخذ المال القتل { أَوْ يُصَلَّبُوۤاْ } يقول جزاء من قتل وأخذ المال ظلماً الصلب { أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ } اليد اليمنى والرجل اليسرى يقول جزاء من أخذ المال ولم يقتل قطع اليد والرجل { أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ ٱلأَرْضِ } أو يحبسوا في السجن حتى يبدو صلاحهم وتظهر توبتهم يقول جزاء من يخوف الناس على الطريق ولم يأخذ المال ولم يقتل السجن { ذٰلِكَ } الذي ذكرت { لَهُمْ خِزْيٌ } عذاب { فِي ٱلدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي ٱلآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ } شديد أشد مما يكون في الدنيا لمن لم يتب ثم بيَّن عفوه لمن تاب.