الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ يَا أَهْلَ ٱلْكِتَابِ قَدْ جَآءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَىٰ فَتْرَةٍ مِّنَ ٱلرُّسُلِ أَن تَقُولُواْ مَا جَآءَنَا مِن بَشِيرٍ وَلاَ نَذِيرٍ فَقَدْ جَاءَكُمْ بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } * { وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ يَاقَوْمِ ٱذْكُرُواْ نِعْمَةَ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَآءَ وَجَعَلَكُمْ مُّلُوكاً وَآتَاكُمْ مَّا لَمْ يُؤْتِ أَحَداً مِّن ٱلْعَٱلَمِينَ } * { يَٰقَوْمِ ٱدْخُلُوا ٱلأَرْضَ ٱلمُقَدَّسَةَ ٱلَّتِي كَتَبَ ٱللَّهُ لَكُمْ وَلاَ تَرْتَدُّوا عَلَىٰ أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَٰسِرِينَ } * { قَالُوا يَامُوسَىٰ إِنَّ فِيهَا قَوْماً جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا حَتَّىٰ يَخْرُجُواْ مِنْهَا فَإِن يَخْرُجُواْ مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ } * { قَالَ رَجُلاَنِ مِنَ ٱلَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ ٱللَّهُ عَلَيْهِمَا ٱدْخُلُواْ عَلَيْهِمُ ٱلْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى ٱللَّهِ فَتَوَكَّلُوۤاْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ } * { قَالُواْ يَامُوسَىۤ إِنَّا لَنْ نَّدْخُلَهَآ أَبَداً مَّا دَامُواْ فِيهَا فَٱذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلاۤ إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ } * { قَالَ رَبِّ إِنِّي لاۤ أَمْلِكُ إِلاَّ نَفْسِي وَأَخِي فَٱفْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ ٱلْقَوْمِ ٱلْفَاسِقِينَ } * { قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي ٱلأَرْضِ فَلاَ تَأْسَ عَلَى ٱلْقَوْمِ ٱلْفَاسِقِينَ } * { وَٱتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ٱبْنَيْ ءَادَمَ بِٱلْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَاناً فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ ٱلآخَرِ قَالَ لأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ ٱللَّهُ مِنَ ٱلْمُتَّقِينَ }

{ يَا أَهْلَ ٱلْكِتَابِ } يا أهل التوراة والإنجيل { قَدْ جَآءَكُمْ رَسُولُنَا } محمد صلى الله عليه وسلم { يُبَيِّنُ لَكُمْ } ما أمرتم به وما نهيتم عنه { عَلَىٰ فَتْرَةٍ مَّنَ ٱلرُّسُلِ } على انقطاع من الرسل { أَن تَقُولُواْ } لكي لا تقولوا يوم القيامة { مَا جَآءَنَا مِن بَشِيرٍ } بالجنة { وَلاَ نَذِيرٍ } من النار { فَقَدْ جَاءَكُمْ } محمد صلى الله عليه وسلم { بَشِيرٌ } بالجنة { وَنَذِيرٌ } من النار { وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ } من إرسال الرسل والثواب لمن أجاب الرسل والعقاب لمن لم يجب الرسل { قَدِيرٌ وَإِذْ قَالَ } وقد قال { مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ يَاقَوْمِ ٱذْكُرُواْ نِعْمَةَ ٱللَّهِ } منة الله { عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ } منكم { أَنْبِيَآءَ وَجَعَلَكُمْ مُّلُوكاً } بعد ما كنتم مماليك فرعون { وَآتَاكُمْ } أعطاكم { مَّا لَمْ يُؤْتِ أَحَداً مِّن ٱلْعَالَمِينَ } عالمي زمانكم في التيه من المن والسلوى { يَاقَوْمِ ٱدْخُلُوا ٱلأَرْضَ ٱلمُقَدَّسَةَ } وهي دمشق وفلسطين وبعض الأردن المطهرة { الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ } وهب الله لكم وجعلها ميراثاً لأبيكم إبراهيم { وَلاَ تَرْتَدُّوا عَلَىٰ أَدْبَارِكُمْ } لا ترجعوا إلى خلفكم { فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ } فترجعوا مغبونين بالعقوبة بأخذ الله المن والسلوى منكم { قَالُوا يَامُوسَىٰ إِنَّ فِيهَا قَوْماً جَبَّارِينَ } قتالين { وَإِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا } أرض الجبارين { حَتَّىٰ يَخْرُجُواْ مِنْهَا فَإِن يَخْرُجُواْ مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ } فيها { قَالَ رَجُلاَنِ مِنَ ٱلَّذِينَ يَخَافُونَ } اثني عشر رجلاً خافوا من الجبارين { أَنْعَمَ ٱللَّهُ عَلَيْهِمَا } بيقين الخطرات وهما يوشع بن نون وكالب بن يوحنا { ٱدْخُلُواْ عَلَيْهِمُ ٱلْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ } عليهم { وَعَلَى ٱللَّهِ فَتَوَكَّلُوۤاْ } بالنصرة.

{ إِن كُنتُم } إذ كنتم { مُّؤْمِنِينَ } ويقال وقال رجلان من الذين يخافون موسى خافوا من موسى وهما من الجبارين أنعم الله عليهما بالتوحيد الآية { قَالُواْ يَامُوسَىٰ إِنَّا لَنْ نَّدْخُلَهَآ } أرض الجبارين { أَبَداً مَّا دَامُواْ فِيهَا فَٱذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ } سيدك هارون { فَقَاتِلاۤ } فإن ربكما يعينكما كما أعانكما على فرعون وقومه { إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ } منتظرون { قَالَ رَبِّ } قال موسى يا رب { إِنِّي لاۤ أَمْلِكُ إِلاَّ نَفْسِي وَأَخِي } يقول لا أقدر إلا على نفسي وأخي هارون { فَٱفْرُقْ بَيْنَنَا } فاقض بيننا { وَبَيْنَ ٱلْقَوْمِ ٱلْفَاسِقِينَ } العاصين { قَالَ } الله يا موسى { فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ } الدخول فيها بعد ما سميتهم فاسقين { أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي ٱلأَرْضِ } يتحيرون في أرض التيه وهي سبع فراسخ لا يقدرون أن يخرجوا ولا يهتدون سبيلاً { فَلاَ تَأْسَ } فلا تحزن { عَلَى ٱلْقَوْمِ ٱلْفَاسِقِينَ وَٱتْلُ عَلَيْهِمْ } اقرأ عليهم يا محمد { نَبَأَ } خبر { ٱبْنَيْ آدَمَ بِٱلْحَقِّ } بالقرآن { إِذْ قَرَّبَا قُرْبَاناً فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا } من هابيل { وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ ٱلآخَرِ } من قابيل { قَالَ } قابيل لهابيل { لأَقْتُلَنَّكَ } يا هابيل { قَالَ } لم قال لأن الله تقبل قربانك ولم يتقبل قرباني قال هابيل { إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ ٱللَّهُ مِنَ ٱلْمُتَّقِينَ } من الصادقين بالقول والفعل الزاكية القلوب ولم تكن زاكي القلب.