{ يَا أَهْلَ ٱلْكِتَابِ قَدْ جَآءَكُمْ رَسُولُنَا } محمد صلى الله عليه وسلم { يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ ٱلْكِتَابِ } من صفة محمد صلى الله عليه وسلم ونعته والرجم وغير ذلك { وَيَعْفُواْ عَن كَثِيرٍ } يترك كثيراً فلا يبين لكم { قَدْ جَآءَكُمْ مِّنَ ٱللَّهِ نُورٌ } رسول يعني محمداً { وَكِتَابٌ مُّبِينٌ } بالحلال والحرام { يَهْدِي بِهِ } بمحمد والقرآن { ٱللَّهُ مَنِ ٱتَّبَعَ رِضْوَانَهُ } توحيده { سُبُلَ ٱلسَّلاَمِ } دين الإسلام والسلام هو الله { وَيُخْرِجُهُمْ مِّنِ ٱلظُّلُمَاتِ إِلَى ٱلنُّورِ } من الكفر إلى الإيمان { بِإِذْنِهِ } بأمره ويقال بتوفيقه وكرامته { وَيَهْدِيهِمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } يثبتهم على ذلك الدين بعد الإجابة { لَّقَدْ كَفَرَ ٱلَّذِينَ قَآلُوۤاْ إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْمَسِيحُ ٱبْنُ مَرْيَمَ } وهي مقالة الماريعقوبية { قُلْ } لهم يا محمد للنصارى { فَمَن يَمْلِكُ مِنَ ٱللَّهِ } يقدر أن يمنع من عذاب الله { شَيْئاً إِنْ أَرَادَ أَن يُهْلِكَ } أن يعذب { ٱلْمَسِيحَ ٱبْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَن فِي ٱلأَرْضِ جَمِيعاً } جميع من عبدها { وَللَّهِ مُلْكُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ } خزائن السموات والأرض { وَمَا بَيْنَهُمَا } من الخلق والعجائب { يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ } كما يشاء بأب أو بغير أب { وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ } من خلق الخلق والثواب لأوليائه والعقاب لأعدائه { قَدِيرٌ وَقَالَتِ ٱلْيَهُودُ } يعني يهود أهل المدينة { وَٱلنَّصَارَىٰ } نصارى أهل نجران { نَحْنُ أَبْنَاءُ ٱللَّهِ } أبناء أنبياء الله { وَأَحِبَّاؤُهُ } على دينه ويقال نحن على دين الله كأبنائه وأحبائه ويقال قالوا نحن على الله كأبنائه ونحن على دينه { قُلْ } يا محمد لليهود { فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم } بعبادتكم العجل أربعين يوماً إن كنتم عليه كأبنائه هل رأيتم أباً يعذب ابنه بالنار { بَلْ أَنتُمْ بَشَرٌ } خلق عبيد { مِمَّنْ } كمن { خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَن يَشَآءُ } لمن تاب من اليهودية والنصرانية { وَيُعَذِّبُ مَن يَشَآءُ } من مات على اليهودية والنصرانية { وَلِلَّهِ مُلْكُ } خزائن { ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا } من الخلق والعجائب { وَإِلَيْهِ ٱلْمَصِيرُ } المرجع مصير من آمن ومن لم يؤمن.