الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ فَإِنْ عُثِرَ عَلَىٰ أَنَّهُمَا ٱسْتَحَقَّآ إِثْماً فَآخَرَانِ يَقُومَانِ مَقَامَهُمَا مِنَ ٱلَّذِينَ ٱسْتَحَقَّ عَلَيْهِمُ ٱلأَوْلَيَانِ فَيُقْسِمَانِ بِٱللَّهِ لَشَهَادَتُنَا أَحَقُّ مِن شَهَادَتِهِمَا وَمَا ٱعْتَدَيْنَآ إِنَّا إِذاً لَّمِنَ ٱلظَّالِمِينَ } * { ذٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يَأْتُواْ بِٱلشَّهَادَةِ عَلَىٰ وَجْهِهَآ أَوْ يَخَافُوۤاْ أَن تُرَدَّ أَيْمَانٌ بَعْدَ أَيْمَانِهِمْ وَٱتَّقُوا ٱللَّهَ وَٱسْمَعُواْ وَٱللَّهُ لاَ يَهْدِي ٱلْقَوْمَ ٱلْفَاسِقِينَ } * { يَوْمَ يَجْمَعُ ٱللَّهُ ٱلرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَآ أُجِبْتُمْ قَالُواْ لاَ عِلْمَ لَنَآ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ ٱلْغُيُوبِ } * { إِذْ قَالَ ٱللَّهُ يٰعِيسَى ٱبْنَ مَرْيَمَ ٱذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَىٰ وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ ٱلْقُدُسِ تُكَلِّمُ ٱلنَّاسَ فِي ٱلْمَهْدِ وَكَهْلاً وَإِذْ عَلَّمْتُكَ ٱلْكِتَابَ وَٱلْحِكْمَةَ وَٱلتَّوْرَاةَ وَٱلإِنْجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ ٱلطِّينِ كَهَيْئَةِ ٱلطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِي وَتُبْرِىءُ ٱلأَكْمَهَ وَٱلأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ ٱلْمَوتَىٰ بِإِذْنِيِ وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ عَنكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِٱلْبَيِّنَاتِ فَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ إِنْ هَـٰذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ }

فقال الله { فَإِنْ عُثِرَ } فإن اطلع { عَلَىٰ أَنَّهُمَا } يعني النصرانيين { ٱسْتَحَقَّآ } استوجبا { إِثْماً } خيانة { فَآخَرَانِ } وليان من أولياء الميت وهما عمرو بن العاص ومطلب بن أبي وداعة { يَقُومَانُ مَقَامَهُمَا } مقام النصرانيين { مِنَ ٱلَّذِينَ ٱسْتَحَقَّ عَلَيْهِمُ } الخيانة يعني النصرانيين ويقال من الذين استكتم المال منهما يعني من أولياء الميت { ٱلأَوْلَيَانِ } بالمال مقدم ومؤخر { فَيُقْسِمَانِ بِٱللَّهِ } فيحلفان بالله أي أولياء الميت أن المال أكثر مما أتيا به { لَشَهَادَتُنَا } شهادة المسلمين { أَحَقُّ } أصدق { مِن شَهَادَتِهِمَا } شهادة النصرانيين { وَمَا ٱعْتَدَيْنَآ } وليقولا وما اعتدينا فيما ادعينا { إِنَّا إِذاً } إن اعتدينا فيما ادعينا { لَّمِنَ ٱلظَّالِمِينَ } الضارين الكاذبين { ذٰلِكَ أَدْنَىٰ } أحرى وأجدر { أَن يَأْتُواْ بِٱلشَّهَادَةِ } يعني النصرانيين { عَلَىٰ وَجْهِهَآ } كما كانت { أَوْ يَخَافُوۤاْ } أو يخافا النصرانيان { أَن تُرَدَّ أَيْمَانٌ } أيمانهما { بَعْدَ أَيْمَانِهِمْ } بعد شهادة الرجلين المسلمين فلا يكتمان { وَٱتَّقُوا ٱللَّهَ } اخشوا الله في أمانته { وَٱسْمَعُواْ } ما تؤمرون به وأطيعوا الله { وَٱللَّهُ لاَ يَهْدِي ٱلْقَوْمَ ٱلْفَاسِقِينَ } لا يرشد العاصين الكاذبين الكافرين إلى دينه وحجته من لم يكن أهلاً لذلك { يَوْمَ يَجْمَعُ ٱللَّهُ ٱلرُّسُلَ } وهو يوم القيامة { فَيَقُولُ } لهم في بعض المواطن في وقت الدهشة { مَاذَآ أُجِبْتُمْ } ماذا أجابكم القوم { قَالُواْ } من شدة المسألة وهول ذلك الموطن { لاَ عِلْمَ لَنَآ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ ٱلْغُيُوبِ } بما غاب عنا من إجابة القوم ثم يجيبون بعد ذلك فيشهدون على قومهم بالبلاغ { إِذْ قَالَ ٱللَّهُ } قد قال الله { يٰعِيسَى ٱبْنَ مَرْيَمَ ٱذْكُرْ نِعْمَتِي } احفظ منتي { عَلَيْكَ } بالنبوة { وَعَلَىٰ وَالِدَتِكَ } بالإسلام والعبادة { إِذْ أَيَّدتُّكَ } أعنتك { بِرُوحِ ٱلْقُدُسِ } بجبريل المطهر لقنك وأعانك في تكليم الناس { تُكَلِّمُ ٱلنَّاسَ فِي ٱلْمَهْدِ } في الحجر والسرير بأني عبد الله ومسيحه { وَكَهْلاً } وأعانك بعد ثلاثين سنة بأني رسول الله إليكم { وَإِذْ عَلَّمْتُكَ ٱلْكِتَابَ } كتب الأنبياء ويقال الخط بالقلم { وَٱلْحِكْمَةَ } حكمة الحكماء ويقال الحلال والحرام { وَٱلتَّوْرَاةَ } وعلمتك التوراة في بطن أمك { وَٱلإِنْجِيلَ } بعد خروجك { وَإِذْ تَخْلُقُ } تصور { مِنَ ٱلطِّينِ كَهَيْئَةِ ٱلطَّيْرِ } شبه الطير وهو الخفاش { بِإِذْنِي } بأمري { فَتَنفُخُ فِيهَا } كنفخ النائم { فَتَكُونُ طَيْراً } فتصير طيراً تطير بين السماء والأرض { بِإِذْنِي } بأمري وإرادتي { وَتُبْرِئُ } تصحح { ٱلأَكْمَهَ } الذي يولد أعمى { وَٱلأَبْرَصَ بِإِذْنِي } بأمري وإرادتي وقدرتي { وَإِذْ تُخْرِجُ } تحيي { ٱلْمَوتَىٰ بِإِذْنِيِ } بإرادتي وإحيائي { وَإِذْ كَفَفْتُ } منعت { بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ عَنكَ } إذ هموا بقتلك { إِذْ جِئْتَهُمْ } حيث جئتهم { بِٱلْبَيِّنَاتِ } بالأمر والنهي والعجائب التي أريتهم { فَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ } من بني إسرائيل { إِنْ هَـٰذَا } ما هذا الذي يرينا عيسى { إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ } ظاهر وإن قرأت ساحر مبين أرادوا به عيسى.