الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ أَوْفُواْ بِٱلْعُقُودِ أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ ٱلأَنْعَامِ إِلاَّ مَا يُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي ٱلصَّيْدِ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ إِنَّ ٱللَّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ } * { يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُحِلُّواْ شَعَآئِرَ ٱللَّهِ وَلاَ ٱلشَّهْرَ ٱلْحَرَامَ وَلاَ ٱلْهَدْيَ وَلاَ ٱلْقَلاۤئِدَ وَلاۤ آمِّينَ ٱلْبَيْتَ ٱلْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّن رَّبِّهِمْ وَرِضْوَاناً وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَٱصْطَادُواْ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَن صَدُّوكُمْ عَنِ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ أَن تَعْتَدُواْ وَتَعَاوَنُواْ عَلَى ٱلْبرِّ وَٱلتَّقْوَىٰ وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى ٱلإِثْمِ وَٱلْعُدْوَانِ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ إِنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ } * { حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ ٱلْمَيْتَةُ وَٱلْدَّمُ وَلَحْمُ ٱلْخِنْزِيرِ وَمَآ أُهِلَّ لِغَيْرِ ٱللَّهِ بِهِ وَٱلْمُنْخَنِقَةُ وَٱلْمَوْقُوذَةُ وَٱلْمُتَرَدِّيَةُ وَٱلنَّطِيحَةُ وَمَآ أَكَلَ ٱلسَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى ٱلنُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُواْ بِٱلأَزْلاَمِ ذٰلِكُمْ فِسْقٌ ٱلْيَوْمَ يَئِسَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَٱخْشَوْنِ ٱلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ ٱلإِسْلٰمَ دِيناً فَمَنِ ٱضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لإِثْمٍ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }

وبإسناده عن ابن عباس في قوله تعالى { يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ أَوْفُواْ بِٱلْعُقُودِ } أتموا العقود التي بينكم وبين الله أو بين الناس ويقال أتموا الفرائض التي فرضت عليكم مع القبول يوم الميثاق وفي هذا الكتاب { أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ ٱلأَنْعَامِ } رخصت عليكم صيد البرية مثل بقر الوحش وحمر الوحش والظباء { إِلاَّ مَا يُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ } إلا ما حرم عليكم في هذه السورة { غَيْرَ مُحِلِّي ٱلصَّيْدِ } غير مستحلي الصيد { وَأَنْتُمْ حُرُمٌ } أو في الحرم { إِنَّ ٱللَّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ } يقول يحل ويحرم ما يريد في الحل والحرم { يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُحِلُّواْ شَعَآئِرَ ٱللَّهِ } لا تستحلوا ترك المناسك كلها { وَلاَ ٱلشَّهْرَ ٱلْحَرَامَ } يقول ولا الغارة في الشهر الحرام { وَلاَ ٱلْهَدْيَ } يقول ولا أخذ الهدي الذي يهدى إلى البيت { وَلاَ ٱلْقَلاۤئِدَ } يقول ولا أخذ القلائد التي تقلد بمجيء الشهر الحرام { وَلاۤ آمِّينَ ٱلْبَيْتَ ٱلْحَرَامَ } يقول ولا الغارة على المتوجهين إلى بيت الله الحرام وهم حجاج اليمامة قوم بكر بن وائل المشرك وتجار شريح بن ضبيعة المشرك { يَبْتَغُونَ فَضْلاً } يطلبون رزقاً { مِّن رَّبِّهِمْ } بالتجارة { وَرِضْوَاناً } من ربهم بالحج ويقال يبتغون يطلبون فضلاً رزقاً بالتجارة ورضواناً من ربهم مقدم ومؤخر { وَإِذَا حَلَلْتُمْ } خرجتم من الحرم بعد أيام التشريق { فَٱصْطَادُواْ } صيد البرية إن شئتم { وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ } ولا يحملنكم { شَنَآنُ قَوْمٍ } بغض أهل مكة { أَن صَدُّوكُمْ } بأن صرفوكم { عَنِ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ } عام الحديبية { أَن تَعْتَدُواْ } تظلموا على حجاج قوم بكر بن وائل { وَتَعَاوَنُواْ عَلَى ٱلْبرِّ } على الطاعة { وَٱلتَّقْوَىٰ } ترك المعاصي { وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى ٱلإِثْمِ } على المعصية { وَٱلْعُدْوَانِ } الاعتداء والظلم على حجاج بكر بن وائل { وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ } اخشوا الله فيما أمركم ونهاكم { إِنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ } إذا عاقب لمن ترك ما أمر به ثم بيَّن ما حرم عليهم فقال { حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ ٱلْمَيْتَةُ } يقول حرمت عليكم أكل الميتة التي أمر بذبحها { وَٱلْدَّمُ } الدم المسفوح { وَلَحْمُ ٱلْخِنْزِيرِ وَمَآ أُهِلَّ لِغَيْرِ ٱللَّهِ بِهِ } يقول وما ذبح بغير اسم الله متعمداً { وَٱلْمُنْخَنِقَةُ } وهي التي اختنقت بالحبل حتى تموت { وَٱلْمَوْقُوذَةُ } وهي التي تضرب بالخشب حتى تموت { وَٱلْمُتَرَدِّيَةُ } وهي التي تتردى من جبل أو من بئر فتموت { وَٱلنَّطِيحَةُ } وهي التي نطحت صاحبتها فتموت { وَمَآ أَكَلَ ٱلسَّبُعُ } وهي فريسته { إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ } إلا ما أدركتم وفيه الروح فذبحتم { وَمَا ذُبِحَ عَلَى ٱلنُّصُبِ } الصنم { وَأَنْ تَسْتَقْسِمُواْ بِٱلأَزْلاَمِ } وهي القداح التي كانوا يقتسمون بها السهام الناقصة ويقال حرم عليكم الاشتغال بالأزلام وهي القداح التي كانت مكتوبة على جانب أمرني ربي وعلى جانب آخر نهاني ربي يعملون بها في أمورهم فنهاهم الله عن ذلك { ذٰلِكُمْ } الذي ذكرت لكم من المعاصي والحرام { فِسْقٌ } استعماله فسق واستحلاله كفر { ٱلْيَوْمَ } يوم الحج الأكبر حجة الوداع { يَئِسَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } كفار مكة { مِن دِينِكُمْ } من رجوع دينكم إلى دينهم بعدما تركتم دينهم وشرائع دينهم { فَلاَ تَخْشَوْهُمْ } في اتباع محمد صلى الله عليه وسلم ومخالفتهم { وَٱخْشَوْنِ } في ترك اتباع محمد ودينه وموافقتهم { ٱلْيَوْمَ } يوم الحج { أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ } بينت لكم شرائع دينكم من الحلال والحرام والأمر والنهي { وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي } منتي أن لا يجتمع معكم بعد هذا اليوم مشرك بعرفات ومنى والطواف والسعي بين الصفا والمروة { وَرَضِيتُ لَكُمُ } اخترت لكم { ٱلإِسْلاَمَ دِيناً فَمَنِ ٱضْطُرَّ } أجهد إلى أكل الميتة عند الضرورة { فِي مَخْمَصَةٍ } في مجاعة { غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لإِثْمٍ } غير متعمد للمعصية ويقال غير متعمد للأكل بغير ضرورة.

السابقالتالي
2