الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُّبِيناً } * { لِّيَغْفِرَ لَكَ ٱللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطاً مُّسْتَقِيماً } * { وَيَنصُرَكَ ٱللَّهُ نَصْراً عَزِيزاً } * { هُوَ ٱلَّذِيۤ أَنزَلَ ٱلسَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ ٱلْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوۤاْ إِيمَٰناً مَّعَ إِيمَٰنِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً } * { لِّيُدْخِلَ ٱلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَكَانَ ذَلِكَ عِندَ ٱللَّهِ فَوْزاً عَظِيماً } * { وَيُعَذِّبَ ٱلْمُنَافِقِينَ وَٱلْمُنَافِقَاتِ وَٱلْمُشْرِكِينَ وَٱلْمُشْرِكَاتِ ٱلظَّآنِّينَ بِٱللَّهِ ظَنَّ ٱلسَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَآئِرَةُ ٱلسَّوْءِ وَغَضِبَ ٱللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَآءَتْ مَصِيراً } * { وَلِلَّهِ جُنُودُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَكَانَ ٱللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً }

وبإسناده عن ابن عباس في قوله تعالى { إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُّبِيناً } بغير قتال وصلح الحديبية منه غير أن كان بينهم رمي بالحجارة ويقال إنا فتحنا لك فتحاً بيناً يقول قضينا لك قضاءً بيناً يقول أكرمناك بالإسلام والنبوة وأمرناك أن تدعو الخلق إليهما { لِّيَغْفِرَ لَكَ ٱللَّهُ } لكي يغفر الله لك { مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ } ما سلف من ذنوبك قبل الوحي { وَمَا تَأَخَّرَ } وما يكون بعد الوحي إلى الموت { وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ } منته { عَلَيْكَ } بالنبوة والإسلام والمغفرة { وَيَهْدِيَكَ صِرَاطاً مُّسْتَقِيماً } يثبتك على طريق قائم يرضاه وهو الإسلام { وَيَنصُرَكَ ٱللَّهُ } على عدوك { نَصْراً عَزِيزاً } منيعاً بلا ذل { هُوَ ٱلَّذِيۤ أَنزَلَ ٱلسَّكِينَةَ } الطمأنينة { فِي قُلُوبِ ٱلْمُؤْمِنِينَ } المخلصين يوم الحديبية { لِيَزْدَادُوۤاْ إِيمَاناً } يقيناً وتصديقاً وعلماً { مَّعَ إِيمَانِهِمْ } بالله ورسوله وهو تكرير الإيمان مع إيمانهم بالله ورسوله { وَلِلَّهِ جُنُودُ ٱلسَّمَاوَاتِ } الملائكة { وَٱلأَرْضِ } المؤمنون يسلط على من يشاء من أعدائه { وَكَانَ ٱللَّهُ عَلِيماً } بما صنع بك من الفتح والمغفرة والهدى والنصرة وإنزال السكينة في قلوب المؤمنين { حَكِيماً } فيما صنع بك فقال المؤمنون المخلصون حين سمعوا بكرامة الله لنبيه هنيئاً لك يا رسول الله بما أعطاك الله من الفتح والمغفرة والكرامة فما لنا عند الله فأنزل الله { لِّيُدْخِلَ ٱلْمُؤْمِنِينَ } المخلصين من الرجال { وَٱلْمُؤْمِنَاتِ } المخلصات من النساء { جَنَّاتٍ } بساتين { تَجْرِي مِن تَحْتِهَا } من تحت شجرها ومساكنها وغرفها { ٱلأَنْهَارُ } أنهار الخمر والماء والعسل واللبن { خَالِدِينَ فِيهَا } مقيمين في الجنة لا يموتون ولا يخرجون منها { وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ } ذنوبهم في الدنيا { وَكَانَ ذَٰلِكَ } الذي ذكرت للمؤمنين { عِندَ ٱللَّهِ فَوْزاً عَظِيماً } نجاة وافرة فازوا بالجنة وما فيها ونجوا من النار وما فيها فجاء عبد الله بن أبي ابن سلول حين سمع بكرامة الله للمؤمنين فقال يا رسول الله والله ما نحن إلا كهيئتهم فما لنا عند الله فأنزل فيهم { وَيُعَذِّبَ } ليعذب { ٱلْمُنَافِقِينَ } من الرجال بإيمانهم { وَٱلْمُنَافِقَاتِ } من النساء { وَٱلْمُشْرِكِينَ } بالله من الرجال بإيمانهم { وَٱلْمُشْرِكَاتِ } من النساء أيضاً ثم ذكر أيضاً المنافقين فقال { ٱلظَّآنِّينَ بِٱللَّهِ ظَنَّ ٱلسَّوْءِ } أن لا ينصر الله نبيه { عَلَيْهِمْ } على المنافقين { دَآئِرَةُ ٱلسَّوْءِ } منقلبة السوء وعاقبة السوء { وَغَضِبَ ٱللَّهُ } سخط الله { عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ } طردهم من كل خير { وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ } في الآخرة { وَسَآءَتْ مَصِيراً } بئس المصير صاروا إليه في الآخرة { وَلِلَّهِ جُنُودُ ٱلسَّمَاوَاتِ } الملائكة { وَٱلأَرْضِ } المؤمنون ينصر بهم من يشاء { وَكَانَ ٱللَّهُ عَزِيزاً } بنقمة الكافرين والمنافقين { حَكِيماً } بكرامة المؤمنين المخلصين بإيمانهم ويقال عزيزاً في ملكه وسلطانه حكيماً في أمره وقضائه وفيما نصر نبيه على أعدائه.