الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ سَيَقُولُ ٱلْمُخَلَّفُونَ إِذَا ٱنطَلَقْتُمْ إِلَىٰ مَغَانِمَ لِتَأْخُذُوهَا ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ يُرِيدُونَ أَن يُبَدِّلُواْ كَلاَمَ ٱللَّهِ قُل لَّن تَتَّبِعُونَا كَذَٰلِكُمْ قَالَ ٱللَّهُ مِن قَبْلُ فَسَيَقُولُونَ بَلْ تَحْسُدُونَنَا بَلْ كَانُواْ لاَ يَفْقَهُونَ إِلاَّ قَلِيلاً } * { قُل لِّلْمُخَلَّفِينَ مِنَ ٱلأَعْرَابِ سَتُدْعَوْنَ إِلَىٰ قَوْمٍ أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ فَإِن تُطِيعُواْ يُؤْتِكُمُ ٱللَّهُ أَجْراً حَسَناً وَإِن تَتَوَلَّوْاْ كَمَا تَوَلَّيْتُمْ مِّن قَبْلُ يُعَذِّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً } * { لَّيْسَ عَلَى ٱلأَعْمَىٰ حَرَجٌ وَلاَ عَلَى ٱلأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلاَ عَلَى ٱلْمَرِيضِ حَرَجٌ وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّٰتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَٰرُ وَمَن يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذَاباً أَلِيماً } * { لَّقَدْ رَضِيَ ٱللَّهُ عَنِ ٱلْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ ٱلشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأنزَلَ ٱلسَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً }

{ سَيَقُولُ ٱلْمُخَلَّفُونَ } عن غزوة الحديبية يعني بني غفار وأسلم وأشجع وقوماً من مزينة وجهينة { إِذَا ٱنطَلَقْتُمْ إِلَىٰ مَغَانِمَ } مغانم خيبر { لِتَأْخُذُوهَا } لتغتنموها { ذَرُونَا } اتركونا { نَتَّبِعْكُمْ } إلى خيبر { يُرِيدُونَ أَن يُبَدِّلُواْ } يغيروا { كَلاَمَ ٱللَّهِ } لنبيه حين قال له لا تأذن لهم بالخروج إلى غزوة أخرى بعد تخلفهم عن غزوة الحديبية { قُل } لهم لبني عامر وديل وأشجع وقوم من مزينة وجهينة { لَّن تَتَّبِعُونَا } إلى غزوة خيبر إلا مطوعين ليس لكم من الغنيمة شيء { كَذَٰلِكُمْ } كما قلنا لكم { قَالَ ٱللَّهُ مِن قَبْلُ } هذا هو ما ذكرنا في سورة التوبة { فقل لن تخرجوا معي أبداً } إلى آخر الآية أي لا تأذن لهم بالخروج إلى غزوة أخرى فقالوا للمؤمنين لم يأمركم الله بذلك ولكن تحسدوننا على الغنيمة فأنزل الله في قولهم { فَسَيَقُولُونَ بَلْ تَحْسُدُونَنَا } على الغنيمة { بَلْ كَانُواْ لاَ يَفْقَهُونَ } أمر الله { إِلاَّ قَلِيلاً } لا قليلاً ولا كثيراً { قُل } يا محمد { لِّلْمُخَلَّفِينَ مِنَ ٱلأَعْرَابِ } ديل وأشجع وقوم من مزينة وجهينة { سَتُدْعَوْنَ } بعد النبي صلى الله عليه وسلم { إِلَىٰ قَوْمٍ } إلى قتال قوم { أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ } ذوي قتال شديد أهل اليمامة بني حنيفة قوم مسيلمة الكذاب { تُقَاتِلُونَهُمْ } على الدين { أَوْ يُسْلِمُونَ } حتى يسلموا { فَإِن تُطِيعُواْ } تجيبوا وتوافقوا على القتال وتخلصوا بالتوحيد { يُؤْتِكُمُ ٱللَّهُ أَجْراً } يعظكم الله ثواباً { حَسَناً } في الجنة { وَإِن تَتَوَلَّوْاْ } عن التوحيد والتوبة والإخلاص والإجابة إلى قتال مسيلمة الكذاب { كَمَا تَوَلَّيْتُم } عن غزوة الحديبية { مِّن قَبْلُ } من قبل هذا { يُعَذِّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً } وجيعاً ثم جاء أهل الزمانة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول الله قد أوعد الله بعذاب أليم لمن يتخلف عن الغزوة فكيف لنا ونحن لا نقدر على الخروج إلى الغزو فأنزل الله فيهم { لَّيْسَ عَلَى ٱلأَعْمَىٰ حَرَجٌ } مأثم أن لا يخرج إلى الغزو { وَلاَ عَلَى ٱلأَعْرَجِ حَرَجٌ } مأثم أن لا يخرج إلى الغزو { وَلاَ عَلَى ٱلْمَرِيضِ حَرَجٌ } مأثم أن لا يخرج إلى الغزو { وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ } في السر والعلانية والإجابة والمواماة إلى قتال العدو { يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ } بساتين { تَجْرِي } تطرد { مِن تَحْتِهَا } من تحت شجرها ومساكنها وغرفها { ٱلأَنْهَارُ } أنهار الخمر والماء والعسل واللبن { وَمَن يَتَوَلَّ } عن طاعة الله ورسوله والإجابة { يُعَذِّبْهُ عَذَاباً أَلِيماً } وجيعاً. ثم ذكر رضوانه على من بايع من أهل بيعة الرضوان فقال { لَّقَدْ رَضِيَ ٱللَّهُ عَنِ ٱلْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ ٱلشَّجَرَةِ } يوم الحديبية شجرة السمرة وكانوا نحو ألف وخمسمائة رجل بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالفتح والنصرة وأن لا يفروا من الموت { فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ } من الصدق والوفاء { فَأنزَلَ } الله تعالى { ٱلسَّكِينَةَ } الطمأنينة { عَلَيْهِمْ } وأذهب عنهم الحمية { وَأَثَابَهُمْ } أي أعطاهم بعد ذلك { فَتْحاً قَرِيباً } يعني فتح خيبر سريعاً على أثر ذلك.