الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ وَلاَ تُبْطِلُوۤاْ أَعْمَالَكُمْ } * { إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ ثُمَّ مَاتُواْ وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَن يَغْفِرَ ٱللَّهُ لَهُمْ } * { فَلاَ تَهِنُواْ وَتَدْعُوۤاْ إِلَى ٱلسَّلْمِ وَأَنتُمُ ٱلأَعْلَوْنَ وَٱللَّهُ مَعَكُمْ وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ } * { إِنَّمَا ٱلْحَيَٰوةُ ٱلدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَإِن تُؤْمِنُواْ وَتَتَّقُواْ يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ وَلاَ يَسْأَلْكُمْ أَمْوَٰلَكُمْ } * { إِن يَسْأَلْكُمُوهَا فَيُحْفِكُمْ تَبْخَلُواْ وَيُخْرِجْ أَضْغَانَكُمْ } * { هَا أَنتُمْ هَـٰؤُلاَءِ تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ وَٱللَّهُ ٱلْغَنِيُّ وَأَنتُمُ ٱلْفُقَرَآءُ وَإِن تَتَوَلَّوْاْ يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لاَ يَكُونُوۤاْ أَمْثَالَكُم }

{ يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ } بالعلانية { أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ } في السر { وَلاَ تُبْطِلُوۤاْ أَعْمَالَكُمْ } حسناتكم بالنفاق والبغض والعداوة ومخالفة الرسول ويقال نزلت هذه الآية في المخلصين يقول { يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ } بمحمد عليه الصلاة والسلام والقرآن { أَطِيعُواْ اللَّهَ } فيما أمركم من الفرائض والصدقة { وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ } فيما أمركم من السنة والغزو والجهاد { وَلاَ تُبْطِلُوۤاْ أَعْمَالَكُمْ } بالرياء والسمعة { إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن وهم المطعمون يوم بدر { وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ } صرفوا الناس عن دين الله وطاعته { ثُمَّ مَاتُواْ } أو قتلوا { وَهُمْ كُفَّارٌ } بالله وبرسوله { فَلَن يَغْفِرَ ٱللَّهُ لَهُمْ } لأنهم كفار بالله وبرسوله { فَلاَ تَهِنُواْ } فلا تضعفوا يا معشر المؤمنين بالقتال مع العدو { وَتَدْعُوۤاْ إِلَى ٱلسَّلْمِ } إلى الصلح ويقال إلى الإسلام قبل القتال { وَأَنتُمُ ٱلأَعْلَوْنَ } الغالبون وآخر الأمر لكم { وَٱللَّهُ مَعَكُمْ } معينكم بالنصر على عدوكم { وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ } ولن ينقص أعمالكم في الجهاد { إِنَّمَا ٱلْحَيَاةُ ٱلدُّنْيَا } ما في الحياة الدنيا { لَعِبٌ } باطل { وَلَهْوٌ } فرح لا يبقى { وَإِن تُؤْمِنُواْ } تستقيموا على إيمانكم بالله ورسوله { وَتَتَّقُواْ } الكفر والشرك والفواحش { يُؤْتِكُمْ } يعطكم { أُجُورَكُمْ } ثواب أعمالكم { وَلاَ يَسْئَلْكُمْ أَمْوَالَكُمْ } كلها في الصدقة { إِن يَسْئَلْكُمُوهَا } كلها في الصدقة { فَيُحْفِكُمْ } يجهدكم { تَبْخَلُواْ } بالصدقة في طاعة الله { وَيُخْرِجْ أَضْغَانَكُمْ } يظهر بخلكم { هَـٰأَنتُمْ هَـٰؤُلاَءِ } أنتم يا هؤلاء { تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ } في طاعة الله { فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ } بالصدقة عن طاعة الله { وَمَن يَبْخَلْ } بالصدقة عن طاعة الله { فَإِنَّمَا يَبْخَلُ } بالثواب والكرامة { عَن نَّفْسِهِ وَٱللَّهُ ٱلْغَنِيُّ } هو الغني عن أموالكم وصدقاتكم { وَأَنتُمُ ٱلْفُقَرَآءُ } إلى رحمة الله وجنته ومغفرته { وَإِن تَتَوَلَّوْاْ } عن طاعة الله وطاعة رسوله وعما أمركم من الصدقة { يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ } يهلككم ويأت بآخرين خيراً منكم وأطوع { ثُمَّ لاَ يَكُونُوۤاْ أَمْثَالَكُم } بالمعصية والطاعة ولكن يكونوا خيراً له منكم وأطوع لله. ويقال نزل من قوله { يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ } إلى ها هنا في شأن المنافقين أسد وغطفان فبدل الله بهم جهينة ومزينة خيراً منهم وأطوع لله وذلكإنا فتحنا لك } [الفتح: 1].