الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمِنْهُمْ مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّىٰ إِذَا خَرَجُواْ مِنْ عِندِكَ قَالُواْ لِلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْعِلْمَ مَاذَا قَالَ آنِفاً أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ طَبَعَ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ وَٱتَّبَعُوۤاْ أَهْوَآءَهُمْ } * { وَٱلَّذِينَ ٱهْتَدَوْاْ زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ } * { فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ ٱلسَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَآءَ أَشْرَاطُهَا فَأَنَّىٰ لَهُمْ إِذَا جَآءَتْهُمْ ذِكْرَٰهُمْ } * { فَٱعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ ٱللَّهُ وَٱسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَاتِ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ } * { وَيَقُولُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لَوْلاَ نُزِّلَتْ سُورَةٌ فَإِذَآ أُنزِلَتْ سُورَةٌ مُّحْكَمَةٌ وَذُكِرَ فِيهَا ٱلْقِتَالُ رَأَيْتَ ٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَّرَضٌ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ ٱلْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ ٱلْمَوْتِ فَأَوْلَىٰ لَهُمْ } * { طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَّعْرُوفٌ فَإِذَا عَزَمَ ٱلأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُواْ ٱللَّهَ لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ }

{ وَمِنْهُمْ } من المنافقين { مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ } إلى خطبتك يوم الجمعة { حَتَّىٰ إِذَا خَرَجُواْ مِنْ عِندِكَ } تفرقوا من عندك { قَالُواْ } يعني المنافقين { لِلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْعِلْمَ } أعطوا العلم يعني عبد الله بن مسعود { مَاذَا قَالَ } محمد عليه الصلاة والسلام { آنِفاً } الساعة على المنبر استهزاء بما قال محمد صلى الله عليه وسلم { أُوْلَـٰئِكَ } المنافقون هم { ٱلَّذِينَ طَبَعَ ٱللَّهُ } ختم الله { عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ } فهم لا يعقلون الحق والهدى { وَٱتَّبَعُوۤاْ أَهْوَآءَهُمْ } بكفر السر والنفاق والخيانة والعداوة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم { وَٱلَّذِينَ ٱهْتَدَوْاْ } بالإيمان { زَادَهُمْ } بخطبتك { هُدىً } بصيرة في أمر الدين وتصديقاً في النيات { وَآتَاهُمْ تَقُوَاهُمْ } ألهمهم تقواهم يقول أكرمهم بترك المعاصي واجتناب المحارم ويقال والذين اهتدوا بالناسخ زادهم هدى بالمنسوخ وآتاهم الله تبارك وتعالى تقواهم أكرمهم الله باستعمال الناسخ وترك المنسوخ { فَهَلْ يَنظُرُونَ } إذا كذبوك كفار مكة { إِلاَّ ٱلسَّاعَةَ } قيام الساعة { أَن تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً } فجأة { فَقَدْ جَآءَ أَشْرَاطُهَا } معالمها انشقاق القمر وخروج النبي صلى الله عليه وسلم بالقرآن من أعلامها أي معالمها { فَأَنَّىٰ لَهُمْ } فمن أين لهم { إِذَا جَآءَتْهُمْ } قيام الساعة { ذِكْرَاهُمْ } التوبة { فَٱعْلَمْ } يا محمد { أَنَّهُ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ ٱللَّهُ } لا ضار ولا نافع ولا مانع ولا معطي ولا معز ولا مذل إلا الله ويقال فاعلم أنه ليس شيء فضله كفضل لا إله إلا الله { وَٱسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ } يا محمد من ضرب اليهودي زيد بن السمين { وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَاتِ } ولذنوب المؤمنين والمؤمنات { وَٱللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ } ذهابكم ومجيئكم وأعمالكم في الدنيا { وَمَثْوَاكُمْ } مصيركم ومنزلكم في الآخرة { وَيَقُولُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } بمحمد عليه الصلاة والسلام والقرآن وهم المخلصون { لَوْلاَ } هلا { نُزِّلَتْ سُورَةٌ } جبريل بسورة تمنوا لك ذلك من اشتياقهم إلى ذكر الله وطاعته { فَإِذَآ أُنزِلَتْ سُورَةٌ } جبريل بسورة { مُّحْكَمَةٌ } مبينة بالحلال والحرام والأمر والنهي { وَذُكِرَ فِيهَا ٱلْقِتَالُ } أمر فيها بالقتال { رَأَيْتَ ٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَّرَضٌ } شك ونفاق { يَنظُرُونَ إِلَيْكَ } نحوك عند ذكرك القتال { نَظَرَ ٱلْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ ٱلْمَوْتِ } كمن هو في غشيان الموت من كراهية قتالهم مع العدو { فَأَوْلَىٰ لَهُمْ } وعيد لهم من عذاب الله { طَاعَةٌ } يقول هذا من المؤمنين طاعة لله ولرسوله { وَقَوْلٌ مَّعْرُوفٌ } كلام حسن ويقال طاعة المنافقين لله ولرسوله وقول معروف كلام حسن لمحمد عليه الصلاة والسلام خير لهم من المعصية والمخالفة والكراهية ويقال أطيعوا طاعة الله وقولوا قولاً معروفاً لمحمد { فَإِذَا عَزَمَ ٱلأَمْرُ } جد الأمر وظهر الإسلام وكثر المسلمون { فَلَوْ صَدَقُواْ ٱللَّهَ } يعني المنافقين بإيمانهم وجهادهم { لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ } من المعصية.