{ سَيَهْدِيهِمْ } يوفقهم للأعمال الصالحة { وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ } حالهم وشأنهم ونياتهم ويقال سيهديهم سينجيهم في الآخرة ويصلح بالهم يقبل أعمالهم يوم القيامة { وَيُدْخِلُهُمُ ٱلْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ } بينها لهم يهتدون إليها كما يهتدون في الدنيا إلى منازلهم { يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ } بمحمد عليه الصلاة والسلام و القرآن { إِن تَنصُرُواْ ٱللَّهَ يَنصُرْكُمْ } إن تنصروا نبي الله محمداً عليه الصلاة والسلام بالقتال مع العدو ينصركم الله بالغلبة على العدو { وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ } في الحرب لكي لا تزول { وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } بمحمد عليه الصلاة والسلام والقرآن وهم المطعمون يوم بدر { فَتَعْساً لَّهُمْ } فنكساً لهم وبعداً لهم { وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ } أبطل حسناتهم ونفقاتهم يوم بدر { ذَٰلِكَ } الإبطال { بِأَنَّهُمْ كَرِهُواْ } جحدوا { مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ } به جبريل على محمد عليه الصلاة والسلام { فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ } فأبطل حسناتهم ونفقاتهم يوم بدر { أَفَلَمْ يَسِيرُواْ } يسافروا كفار مكة { فِي ٱلأَرْضِ فَيَنظُرُواْ } يتفكروا { كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ } جزاء { ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ دَمَّرَ ٱللَّهُ عَلَيْهِمْ } أهلكهم الله { وَلِلْكَافِرِينَ } لكفار مكة { أَمْثَالُهَا } أشباهها من العذاب { ذَٰلِكَ } النصرة للمؤمنين { بِأَنَّ ٱللَّهَ مَوْلَى } ناصر { ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن { وَأَنَّ ٱلْكَافِرِينَ } كفار مكة { لاَ مَوْلَىٰ لَهُمْ } لا ناصر لهم { إِنَّ ٱللَّهَ يُدْخِلُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } بمحمد عليه الصلاة والسلام والقرآن { وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ } الطاعات فيما بينهم وبين ربهم { جَنَّاتٍ } بساتين { تَجْرِي مِن تَحْتِهَا } من تحت شجرها ومساكنها { ٱلأَنْهَارُ } أنهار الخمر والماء والعسل واللبن { وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } بمحمد عليه الصلاة والسلام والقرآن أبو سفيان وأصحابه { يَتَمَتَّعُونَ } يعيشون في الدنيا { وَيَأْكُلُونَ } بشهوة أنفسهم بلا همة ما في غد { كَمَا تَأْكُلُ ٱلأَنْعَامُ وَٱلنَّارُ مَثْوىً لَّهُمْ } منزل لهم في الآخرة { وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ } وكم من أهل قرية { هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً } بالبدن والمنعة { مِّن قَرْيَتِكَ } مكة { ٱلَّتِيۤ أَخْرَجَتْكَ } أخرجك أهلها إلى المدينة { أَهْلَكْنَاهُمْ } عند التكذيب { فَلاَ نَاصِرَ لَهُمْ } لم يكن لهم مانع من عذاب الله. { أَفَمَن كَانَ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ } على بيان ودين { مِّن رَّبِّهِ } وهو محمد صلى الله عليه وسلم { كَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوۤءُ عَمَلِهِ } قبح عمله وهو أبو جهل { وَٱتَّبَعُوۤاْ أَهْوَاءَهُمْ } بعبادة الأوثان { مَّثَلُ ٱلْجَنَّةِ } صفة الجنة { ٱلَّتِي وُعِدَ ٱلْمُتَّقُونَ } الكفر والشرك والفواحش { فِيهَآ أَنْهَارٌ مِّن مَّآءٍ غَيْرِ آسِنٍ } آجن ريحه وطعمه { وَأَنْهَارٌ مِّن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ } إلى الحموضة وزهومة زبده لم يخرج من بطون اللقاح { وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ } شهوة للشاربين لم تعصر بالأقدام { وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى } بلا شمع لم يخرج من بطون النحل { وَلَهُمْ } ولأهل الجنة { فِيهَا } في الجنة { مِن كُلِّ ٱلثَّمَرَاتِ } من ألوان الثمرات { وَمَغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ } لذنوبهم في الدنيا { كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي ٱلنَّارِ } لا يموت فيها ولا يخرج منها وهو أبو جهل { وَسُقُواْ مَآءً حَمِيماً } حاراً { فَقَطَّعَ أَمْعَآءَهُمْ } مباعرهم.