الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ فَلَوْلاَ نَصَرَهُمُ ٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ قُرْبَاناً آلِهَةَ بَلْ ضَلُّواْ عَنْهُمْ وَذَلِكَ إِفْكُهُمْ وَمَا كَانُواْ يَفْتَرُونَ } * { وَإِذْ صَرَفْنَآ إِلَيْكَ نَفَراً مِّنَ ٱلْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ ٱلْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوۤاْ أَنصِتُواْ فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْاْ إِلَىٰ قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ } * { قَالُواْ يٰقَوْمَنَآ إِنَّا سَمِعْنَا كِتَاباً أُنزِلَ مِن بَعْدِ مُوسَىٰ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِيۤ إِلَى ٱلْحَقِّ وَإِلَىٰ طَرِيقٍ مُّسْتَقِيمٍ } * { يٰقَوْمَنَآ أَجِيبُواْ دَاعِيَ ٱللَّهِ وَآمِنُواْ بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ } * { وَمَن لاَّ يُجِبْ دَاعِيَ ٱللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي ٱلأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِن دُونِهِ أَوْلِيَآءُ أُوْلَـٰئِكَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ } * { أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّ ٱللَّهَ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَىٰ أَن يُحْيِـيَ ٱلْمَوْتَىٰ بَلَىٰ إِنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } * { وَيَوْمَ يُعْرَضُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ عَلَىٰ ٱلنَّارِ أَلَيْسَ هَـٰذَا بِٱلْحَقِّ قَالُواْ بَلَىٰ وَرَبِّنَا قَالَ فَذُوقُواْ ٱلْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ } * { فَٱصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُواْ ٱلْعَزْمِ مِنَ ٱلرُّسُلِ وَلاَ تَسْتَعْجِل لَّهُمْ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوۤاْ إِلاَّ سَاعَةً مِّن نَّهَارٍ بَلاَغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلاَّ ٱلْقَوْمُ ٱلْفَاسِقُونَ }

{ فَلَوْلاَ نَصَرَهُمُ } فهلا نصرهم { ٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ } عبدوا { مِن دُونِ ٱللَّهِ قُرْبَاناً آلِهَةَ } قرباناً تقرباً إلى الله مقدم ومؤخر { بَلْ ضَلُّواْ عَنْهُمْ } بطل عنهم ما كانوا يعبدون { وَذَٰلِكَ إِفْكُهُمْ } كذبهم { وَمَا كَانُواْ يَفْتَرُونَ } يكذبون على الله { وَإِذْ صَرَفْنَآ إِلَيْكَ نَفَراً } وجهنا إليك جماعة { مِّنَ ٱلْجِنِّ } وهم تسعة رهط { يَسْتَمِعُونَ ٱلْقُرْآنَ } إلى قراءة القرآن { فَلَمَّا حَضَرُوهُ } أي النبي صلى الله عليه وسلم وهو ببطن نخل { قَالُوۤاْ } قال بعضهم لبعض { أَنصِتُواْ } حتى تسمعوا كلام النبي صلى الله عليه وسلم { فَلَمَّا قُضِيَ } فلما فرغ النبي صلى الله عليه وسلم من قراءته وصلاته آمنوا بمحمد عليه الصلاة والسلام والقرآن { وَلَّوْاْ إِلَىٰ قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ } رجعوا إلى قومهم مؤمنين بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن مخوفين لقومهم { قَالُواْ يَٰقَوْمَنَآ إِنَّا سَمِعْنَا كِتَاباً } قراءة كتاب يعنون القرآن { أُنزِلَ } على محمد صلى الله عليه وسلم { مِن بَعْدِ مُوسَىٰ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ } موافقاً بالتوحيد وصفة محمد صلى الله عليه وسلم ونعته لما بين يديه من التوراة وكانوا قد آمنوا بموسى { يَهْدِيۤ } يرشد { إِلَى ٱلْحَقِّ وَإِلَىٰ طَرِيقٍ مُّسْتَقِيمٍ } إلى دين حق قائم يرضاه وهو الإسلام { يَٰقَوْمَنَآ أَجِيبُواْ دَاعِيَ ٱللَّهِ } محمداً صلى الله عليه وسلم بالتوحيد { وَآمِنُواْ بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِّن ذُنُوبِكُمْ } يغفر لكم ربكم ذنوبكم في الجاهلية { وَيُجِرْكُمْ } ينجكم { مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ } وجيع { وَمَن لاَّ يُجِبْ دَاعِيَ ٱللَّهِ } محمداً عليه الصلاة والسلام { فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ } فليس بفائت من عذاب الله { فِي ٱلأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِن دُونِهِ } من دون الله { أَوْلِيَآءُ } أقرباء ينفعونه { أُوْلَـٰئِكَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ } في كفر بين { أَوَلَمْ يَرَوْاْ } يعلموا كفار مكة { أَنَّ ٱللَّهَ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ } يعجز { بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَىٰ أَن يُحْيِـيَ ٱلْمَوْتَىٰ } للبعث { بَلَىٰ إِنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ } من الحياة والموت { قَدِيرٌ وَيَوْمَ يُعْرَضُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن { عَلَىٰ ٱلنَّارِ } قبل أن يدخلوا النار فيقال لهم { أَلَيْسَ هَـٰذَا } العذاب { بِٱلْحَقِّ } بالعدل { قَالُواْ بَلَىٰ وَرَبِّنَا } إنه الحق { قَالَ } الله لهم { فَذُوقُواْ ٱلْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ } تجحدون في الدنيا بمحمد عليه الصلاة والسلام والقرآن { فَٱصْبِرْ } يا محمد على أذى الكفار { كَمَا صَبَرَ أُوْلُواْ ٱلْعَزْمِ } ذوو اليقين والحزم { مِنَ ٱلرُّسُلِ } مثل نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ويقال ذوو الشدة والصبر مثل نوح وأيوب وزكريا ويحيى { وَلاَ تَسْتَعْجِل لَّهُمْ } بالهلاك { كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ } من العذاب مقدم ومؤخر { لَمْ يَلْبَثُوۤاْ } لم يمكثوا في الدنيا { إِلاَّ سَاعَةً } قدر ساعة { مِّن نَّهَارٍ بَلاَغٌ } بلغه وأجل فإذا جاء وقت العذاب والهلاك { فَهَلْ يُهْلَكُ } بالعذاب { إِلاَّ ٱلْقَوْمُ ٱلْفَاسِقُونَ } الكافرون وهم الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله.