{ أُوْلَـٰئِكَ أَصْحَابُ ٱلْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا } مقيمين في الجنة لا يموتون ولا يخرجون منها { جَزَآءً بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } ويقولون في الدنيا { وَوَصَّيْنَا ٱلإِنسَانَ } أمرنا عبد الرحمن بن أبي بكر في القرآن { بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً } براً بهما وهو أبو بكر بن أبي قحافة وزوجته { حَمَلَتْهُ أُمُّهُ } في بطنها { كُرْهاً } مشقة { وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً } مشقة { وَحَمْلُهُ } في بطن أمه { وَفِصَالُهُ } فطامه عن اللبن { ثَلاَثُونَ شَهْراً حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ } انتهى ثمان عشرة سنة إلى ثلاثين سنة { وَبَلَغَ } انتهى { أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ } أبو بكر { رَبِّ أَوْزِعْنِيۤ } ألهمني { أَنْ أَشكُرَ نِعْمَتَكَ ٱلَّتِيۤ أَنْعَمْتَ عَلَيَّ } بالتوحيد { وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ } بالتوحيد وقد كان آمن أبواه قبل هذا { وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً } خالصاً { تَرْضَاهُ } تقبله { وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِيۤ } وأكرم ذريتي بالتوبة والإسلام ولم يكن مسلماً ابنه عبد الرحمن قبل هذا ثم أسلم بعد ذلك { إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ } إني أقبلت إليك بالتوبة { وَإِنِّي مِنَ ٱلْمُسْلِمِينَ } مع المسلمين على دينهم { أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُواْ } بإحسانهم { وَنَتَجَاوَزُ عَن سَيِّئَاتِهِمْ } ولا نعاقبهم بها { فِيۤ أَصْحَابِ ٱلْجَنَّةِ } مع أهل الجنة في الجنة { وَعْدَ ٱلصِّدْقِ } الجنة { ٱلَّذِي كَانُواْ يُوعَدُونَ } في الدنيا { وَٱلَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ } وهو عبد الرحمن بن أبي بكر قال لأبيه وأمه قبل أن يسلم { أُفٍّ لَّكُمَآ } قذراً لكما { أَتَعِدَانِنِيۤ } أتحدثانني { أَنْ أُخْرَجَ } من القبر للبعث { وَقَدْ خَلَتِ } مضت { ٱلْقُرُونُ مِن قَبْلِي } ولم أرهم بعثوا وكان له جدان من أجداده ماتا في الجاهلية جدعان وعثمان ابنا عمرو عناهما { وَهُمَا } يعني أبويه { يَسْتَغثِيَانِ ٱللَّهَ } يدعوان الله { وَيْلَكَ } ضيق الله عليك دنياك { آمِنْ } بمحمد عليه الصلاة والسلام والقرآن { إِنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ } بالبعث { حَقٌّ } كائن بعد الموت { فَيَقُولُ } عبد الرحمن { مَا هَـٰذَآ } الذي يقول محمد { إِلاَّ أَسَاطِيرُ ٱلأَوَّلِينَ } إلا كذب الأولين { أُوْلَـٰئِكَ } أجداد عبد الرحمن جدعان وعثمان { ٱلَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ ٱلْقَوْلُ } هم الذين وجب عليهم القول بالسخط والعذاب { فِيۤ أُمَمٍ } مع أمم { قَدْ خَلَتْ } مضت { مِن قَبْلِهِمْ مِّنَ ٱلْجِنِّ وَٱلإِنسِ } كفار الجن والإنس في النار. { إِنَّهُمْ كَانُواْ خَاسِرِينَ } مغبونين لا يبعثون إلى الدنيا إلى يوم القيامة فأسلم عبد الرحمن وحسن إسلامه { وَلِكُلٍّ } أي لكل واحد من المؤمنين والكافرين { دَرَجَاتٌ } للمؤمنين في الجنة ودركات للكافرين في النار { مِّمَّا عَمِلُواْ } بما عملوا في الدنيا { وَلِيُوَفِّيَهُمْ } يوفرهم { أَعْمَالَهُمْ } جزاء أعمالهم { وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ } لا ينقص من حسناتهم ولا يزاد على سيئاتهم.