الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ حـمۤ } * { تَنزِيلُ ٱلْكِتَابِ مِنَ ٱللَّهِ ٱلْعَزِيزِ ٱلْحَكِيمِ } * { إِنَّ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ لأيَٰتٍ لِّلْمُؤْمِنِينَ } * { وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِن دَآبَّةٍ ءَايَٰتٌ لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ } * { وَٱخْتِلاَفِ ٱللَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ وَمَآ أَنَزَلَ ٱللَّهُ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَّن رِّزْقٍ فَأَحْيَا بِهِ ٱلأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَتَصْرِيفِ ٱلرِّيَاحِ ءَايَٰتٌ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ } * { تِلْكَ ءَايَٰتُ ٱللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِٱلْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ ٱللَّهِ وَءَايَٰتِهِ يُؤْمِنُونَ } * { وَيْلٌ لِّكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ } * { يَسْمَعُ ءَايَٰتِ ٱللَّهِ تُتْلَىٰ عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِراً كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ }

وبإسناده عن ابن عباس في قوله تعالى { حمۤ } يقول قضى ما هو كائن أي بين ويقال قسم أقسم به { تَنزِيلُ ٱلْكِتَابِ } إن هذا الكتاب تكليم { مِنَ ٱللَّهِ ٱلْعَزِيزِ } بالنقمة لمن لا يؤمن به { ٱلْحَكِيمِ } أمر أن لا يعبد غيره ويقال العزيز في ملكه وسلطانه الحكيم في أمره وقضائه { إِنَّ فِي ٱلسَّمَاوَاتِ } ما في السموات من الشمس والقمر والنجوم والسحاب وغير ذلك { وَٱلأَرْضِ } وما في الأرض من الشجر والجبال والبحار وغير ذلك { لآيَاتٍ } لعلامات وعبراً { لِّلْمُؤْمِنِينَ } المصدقين في إيمانهم { وَفِي خَلْقِكُمْ } في تحويل أحوالكم حالاً بعد حال آية وعبرة لكم { وَمَا يَبُثُّ مِن دَآبَّةٍ } وفيما خلق من ذوي الأرواح { آيَاتٌ } علامات وعبر { لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ } يصدقون { وَٱخْتِلاَفِ ٱللَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ } في تقليب الليل والنهار وزيادتهما ونقصانهما وذهابهما ومجيئهما آية وعبرة لكم { وَمَآ أَنَزَلَ ٱللَّهُ } فيما أنزل الله { مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَّن رِّزْقٍ } من مطر { فَأَحْيَا بِهِ } بالمطر { ٱلأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا } قحطها ويبوستها علامات وعبراً لكم { وَتَصْرِيفِ ٱلرِّيَاحِ } وفي تقليب الرياح يميناً وشمالاً قبولاً ودبوراً ورحمة { آيَاتٌ } علامات وعبر { لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ } يصدقون أنها من الله { تَلْكَ } هذه { آيَاتُ ٱللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ } نزل عليك جبريل بها { بِٱلْحَقِّ } لتبيان الحق والباطل { فَبِأَيِّ حَدِيثٍ } كلام { بَعْدَ ٱللَّهِ } بعد كلام الله { وَآيَاتِهِ } كتابه ويقال عجائبه { يُؤْمِنُونَ } إن لم يؤمنوا بهذا القرآن { وَيْلٌ } شدة العذاب ويقال ويل واد في جهنم من قيح ودم { لِّكُلِّ أَفَّاكٍ } كذاب { أَثِيمٍ } فاجر وهو النضر بن الحارث { يَسْمَعُ آيَاتِ ٱللَّهِ } قراءة آيات الله { تُتْلَىٰ عَلَيْهِ } تقرأ عليه بالأمر و النهي { ثُمَّ يُصِرُّ } يقيم على كفره { مُسْتَكْبِراً } متعظماً عن الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن { كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا } لم يعها { فَبَشِّرْهُ } يا محمد { بِعَذَابٍ أَلِيمٍ } وجيع فقتل يوم بدر صبراً.