الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَـٰكِن كَانُواْ هُمُ ٱلظَّالِمِينَ } * { وَنَادَوْاْ يٰمَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَّاكِثُونَ } * { لَقَدْ جِئْنَاكُم بِٱلْحَقِّ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ } * { أَمْ أَبْرَمُوۤاْ أَمْراً فَإِنَّا مُبْرِمُونَ } * { أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لاَ نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُم بَلَىٰ وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ } * { قُلْ إِن كَانَ لِلرَّحْمَـٰنِ وَلَدٌ فَأَنَاْ أَوَّلُ ٱلْعَابِدِينَ } * { سُبْحَانَ رَبِّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ رَبِّ ٱلْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ } * { فَذَرْهُمْ يَخُوضُواْ وَيَلْعَبُواْ حَتَّىٰ يُلَـٰقُواْ يَوْمَهُمُ ٱلَّذِي يُوعَدُونَ } * { وَهُوَ ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمآءِ إِلَـٰهٌ وَفِي ٱلأَرْضِ إِلَـٰهٌ وَهُوَ ٱلْحَكِيمُ ٱلْعَلِيمُ } * { وَتَبَارَكَ ٱلَّذِي لَهُ مُلْكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَعِندَهُ عِلْمُ ٱلسَّاعَةِ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } * { وَلاَ يَمْلِكُ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ ٱلشَّفَاعَةَ إِلاَّ مَن شَهِدَ بِٱلْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ } * { وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ ٱللَّهُ فَأَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ } * { وَقِيلِهِ يٰرَبِّ إِنَّ هَـٰؤُلاَءِ قَوْمٌ لاَّ يُؤْمِنُونَ } * { فَٱصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلاَمٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ }

{ وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ } بهلاكهم وعذابهم { وَلَـٰكِن كَانُواْ هُمُ ٱلظَّالِمِينَ } بالكفر والشرك { وَنَادَوْاْ يَٰمَالِكُ } فلما قل صبرهم نادوا يا مالك خازن النار { لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ } الموت فيجيبهم مالك بعد أربعين سنة { قَالَ إِنَّكُمْ مَّاكِثُونَ } دائمون في العذاب ولا تخرجون { لَقَدْ جِئْنَاكُم بِٱلْحَقِّ } يقول جاء جبريل إلى نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم بالقرآن { وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَكُمْ } كلكم { لِلْحَقِّ } بمحمد عليه السلام والقرآن { كَارِهُونَ } جاحدون { أَمْ أَبْرَمُوۤاْ أَمْراً } أحكموا أمراً في شأن محمد { فَإِنَّا مُبْرِمُونَ } محكمون أمراً بهلاكهم { أَمْ يَحْسَبُونَ } أيظنون يعني صفوان بن أمية وصاحبيه { أَنَّا لاَ نَسْمَعُ سِرَّهُمْ } فيما بينهم { وَنَجْوَاهُم } خلوتهم حول الكعبة { بَلَىٰ } نسمع { وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ } عندهم { يَكْتُبُونَ } سرهم ونجواهم وهم الحفظة { قُلْ } يا محمد للنضر بن الحارث وعلقمة { إِن كَانَ } ما كان { لِلرَّحْمَـٰنِ وَلَدٌ فَأَنَاْ أَوَّلُ ٱلْعَابِدِينَ } أول المقرين بأن ليس لله ولد ولا شريك { سُبْحَانَ رَبِّ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ رَبِّ ٱلْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ } يقولون من الولد والشريك { فَذَرْهُمْ } اتركهم يا محمد { يَخُوضُواْ } في الباطل { وَيَلْعَبُواْ } يهزؤوا بالقرآن { حَتَّىٰ يُلاَقُواْ } يعاينوا { يَوْمَهُمُ ٱلَّذِي يُوعَدُونَ } فيه الموت والعذاب { وَهُوَ ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمآءِ إِلَـٰهٌ } هو إله كل شيء في السماء { وَفِي ٱلأَرْضِ إِلَـٰهٌ } إله كل شيء في الأرض { وَهُوَ ٱلْحَكِيمُ } في أمره وقضائه { ٱلْعَلِيمُ } بخلقه وتدبيره { وَتَبَارَكَ } تعالى وتبرأ عن الولد والشريك { ٱلَّذِي لَهُ مُلْكُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا } من الخلق { وَعِندَهُ عِلْمُ ٱلسَّاعَةِ } علم قيام الساعة { وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } في الآخرة { وَلاَ يَمْلِكُ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَ } يعبدون { مِن دُونِهِ } من دون الله { ٱلشَّفَاعَةَ } يقول لا تقدر الملائكة أن يشفعوا لأحد { إِلاَّ مَن شَهِدَ بِٱلْحَقِّ } بلا إله إلا الله مخلصاً بها { وَهُمْ يَعْلَمُونَ } أنها حق من قبل أنفسهم نزلت هذه الآية في بني مليح حيث قالوا الملائكة بنات الله { وَلَئِن سَأَلْتَهُم } يعني بني مليح { مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ ٱللَّهُ } خلقنا { فَأَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ } فمن أين يكذبون على الله بعد الإقرار { وَقِيلِهِ } قال محمد صلى الله عليه وسلم { يَٰرَبِّ إِنَّ هَـٰؤُلاَءِ قَوْمٌ لاَّ يُؤْمِنُونَ } بك وبالقرآن فافعل بهم ما شئت { فَٱصْفَحْ عَنْهُمْ } قيل له أعرض عنهم { وَقُلْ سَلاَمٌ } سداد من القول { فَسَوْفَ } وهذا وعيد لهم { يَعْلَمُونَ } ماذا يفعل بهم يوم بدر ويوم أحد ويوم الأحزاب ثم أمره بالقتال بعد ذلك فسوف يعلمون ماذا ينزل بهم من الجوع والدخان.