الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ حـمۤ } * { وَٱلْكِتَابِ ٱلْمُبِينِ } * { إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ } * { وَإِنَّهُ فِيۤ أُمِّ ٱلْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ } * { أَفَنَضْرِبُ عَنكُمُ ٱلذِّكْرَ صَفْحاً أَن كُنتُمْ قَوْماً مُّسْرِفِينَ } * { وَكَمْ أَرْسَلْنَا مِن نَّبِيٍّ فِي ٱلأَوَّلِينَ } * { وَمَا يَأْتِيهِم مِّنْ نَّبِيٍّ إِلاَّ كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ } * { فَأَهْلَكْنَآ أَشَدَّ مِنْهُم بَطْشاً وَمَضَىٰ مَثَلُ ٱلأَوَّلِينَ } * { وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ مَّنْ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ ٱلْعَزِيزُ ٱلْعَلِيمُ } * { ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلأَرْضَ مَهْداً وَجَعَلَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلاً لَّعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ } * { وَٱلَّذِي نَزَّلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً بِقَدَرٍ فَأَنشَرْنَا بِهِ بَلْدَةً مَّيْتاً كَذَلِكَ تُخْرَجُونَ } * { وَٱلَّذِي خَلَقَ ٱلأَزْوَاجَ كُلَّهَا وَجَعَلَ لَكُمْ مِّنَ ٱلْفُلْكِ وَٱلأَنْعَامِ مَا تَرْكَبُونَ }

وبإسناده عن ابن عباس في قوله تعالى { حـمۤ } يقول قضى ما هو كائن أي بين { وَٱلْكِتَابِ ٱلْمُبِينِ } يقول وأقسم بالكتاب المبين بالحلال والحرام والنهي والأمر أن قد قضى ما هو كائن أي بين قال حكيم:

ألا يا لقومي كل ما حمۤ واقع   وذا الطير يسري والنجوم الطوالع
ويقال قسم أقسم به بالحاء والميم والكتاب المبين بالحلال والحرام والأمر والنهي { إِنَّا جَعَلْنَاهُ } قلناه ووضعناه { قُرْآناً عَرَبِيّاً } على مجرى لغة العرب ولهذا كان القسم { لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ } لكي تعلموا ما في القرآن من الحلال والحرام والأمر والنهي { وَإِنَّهُ } يعني القرآن { فِيۤ أُمِّ ٱلْكِتَابِ } في اللوح المحفوظ مكتوب { لَدَيْنَا } عندنا { لَعَلِيٌّ } كريم شريف مرتفع { حَكِيمٌ } محكم بالحلال والحرام { أَفَنَضْرِبُ عَنكُمُ ٱلذِّكْرَ } أفنرفع عنكم الوحي والرسول يا أهل مكة { صَفْحاً } أو نترككم هملاً بلا أمر ولا نهي { أَن كُنتُمْ قَوْماً مُّسْرِفِينَ } بأن كنتم قوماً مشركين لا تؤمنون في علم الله { وَكَمْ أَرْسَلْنَا مِن نَّبِيٍّ } قبلك يا محمد { فِي ٱلأَوَّلِينَ } في الأمم الماضية قد علمنا أنهم لا يؤمنون فلم نتركهم بلا كتاب ولا رسول { وَمَا يَأْتِيهِم } أي الأولين { مِّنْ نَّبِيٍّ إِلاَّ كَانُواْ بِهِ } بالنبي { يَسْتَهْزِئُونَ } يهزؤون بالنبي { فَأَهْلَكْنَآ أَشَدَّ مِنْهُم } من أهل مكة { بَطْشاً } قوة ومنعة { وَمَضَىٰ مَثَلُ ٱلأَوَّلِينَ } سنة الأولين بالعذاب عند تكذيبهم الرسل { وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ } كفار مكة { مَّنْ خَلَقَ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضَ لَيَقُولُنَّ } كفار مكة { خَلَقَهُنَّ ٱلْعَزِيزُ } في ملكه وسلطانه { ٱلْعَلِيمُ } بتدبيره وبخلقه فقال الله نعم خلق { ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلأَرْضَ مَهْداً } فراشاً { وَجَعَلَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلاً } طرقاً { لَّعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ } لكي تهتدوا بالطرق { وَٱلَّذِي نَزَّلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً } مطراً { بِقَدَرٍ } معلوم بعلم الخزان { فَأَنشَرْنَا بِهِ } أحيينا بالمطر { بَلْدَةً مَّيْتاً } مكاناً لا نبات فيه { كَذَٰلِكَ } هكذا { تُخْرَجُونَ } تحيون وتخرجون من القبور كما أحيينا الأرض بالمطر { وَٱلَّذِي خَلَقَ ٱلأَزْوَاجَ } الأصناف { كُلَّهَا } الذكر والأنثى { وَجَعَلَ لَكُمْ } وخلق لكم { مِّنَ ٱلْفُلْكِ } يعني السفن في البحر { وَٱلأَنْعَامِ } يعني الإبل { مَا تَرْكَبُونَ } الذي تركبون عليه.