الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ ٱلْعَذَابَ إِذَا هُمْ يَنكُثُونَ } * { وَنَادَىٰ فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يٰقَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَـٰذِهِ ٱلأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِيۤ أَفَلاَ تُبْصِرُونَ } * { أَمْ أَنَآ خَيْرٌ مِّنْ هَـٰذَا ٱلَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلاَ يَكَادُ يُبِينُ } * { فَلَوْلاَ أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِّن ذَهَبٍ أَوْ جَآءَ مَعَهُ ٱلْمَلاَئِكَةُ مُقْتَرِنِينَ } * { فَٱسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُواْ قَوْماً فَاسِقِينَ } * { فَلَمَّآ آسَفُونَا ٱنتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ } * { فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفاً وَمَثَلاً لِّلآخِرِينَ } * { وَلَمَّا ضُرِبَ ٱبْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ } * { وَقَالُوۤاْ ءَأَ ٰلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلاَّ جَدَلاً بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ } * { إِنْ هُوَ إِلاَّ عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلاً لِّبَنِيۤ إِسْرَائِيلَ } * { وَلَوْ نَشَآءُ لَجَعَلْنَا مِنكُمْ مَّلاَئِكَةً فِي ٱلأَرْضِ يَخْلُفُونَ } * { وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ فَلاَ تَمْتَرُنَّ بِهَا وَٱتَّبِعُونِ هَـٰذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ } * { وَلاَ يَصُدَّنَّكُمُ ٱلشَّيْطَانُ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ }

{ فَلَمَّا كَشَفْنَا } دفعنا { عَنْهُمُ ٱلْعَذَابَ إِذَا هُمْ يَنكُثُونَ } ينقضون عهودهم ولا يؤمنون { وَنَادَىٰ فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ } خطب فرعون في قومه القبط { قَالَ يَٰقَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ } أربعين فرسخاً في أربعين فرسخاً { وَهَـٰذِهِ ٱلأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِيۤ } من حولي ويقال عنى بها الأفراس تجري من تحتي { أَفَلاَ تُبْصِرُونَ أَمْ أَنَآ خَيْرٌ } إني خير { مِّنْ هَـٰذَا ٱلَّذِي هُوَ مَهِينٌ } ضعيف في بدنه { وَلاَ يَكَادُ يُبِينُ } يبين حجته { فَلَوْلاَ أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ } هلا ألبس عليه أقبية { مِّن ذَهَبٍ } كما لكم { أَوْ جَآءَ مَعَهُ ٱلْمَلاَۤئِكَةُ مُقْتَرِنِينَ } معاونين مصدقين له بالرسالة { فَٱسْتَخَفَّ } فاستزل { قَوْمَهُ } القبط { فَأَطَاعُوهُ } في قوله { إِنَّهُمْ كَانُواْ قَوْماً فَاسِقِينَ } كافرين { فَلَمَّآ آسَفُونَا } أغضبوا نبينا موسى ومالوا إلى غضبنا { ٱنتَقَمْنَا مِنْهُمْ } بالعذاب { فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ } في البحر { فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفاً } ذهاباً بالعذاب { وَمَثَلاً } عبرة { لِّلآخِرِينَ } لمن بقي بعدهم { وَلَمَّا ضُرِبَ ٱبْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً } شبهوه بآلهتهم { إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ } من قول عبد الله بن الزبعرى وأصحابه { يَصِدُّونَ } يضحكون { وَقَالُوۤاْ } يعني عبد الله بن الزبعرى { أَآلِهَتُنَا خَيْرٌ } يا محمد { أَمْ هُوَ } يعني عيسى ابن مريم إن جاز له في النار مع النصارى يجوز لنا في النار مع آلهتنا { مَا ضَرَبُوهُ لَكَ } ما ذكروا لك عيسى ابن مريم { إِلاَّ جَدَلاَ } إلا للجدال والخصومة { بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ } جدلون بالباطل { إِنْ هُوَ } ما هو يعني عيسى ابن مريم { إِلاَّ عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ } بالرسالة وليس هو كآلهتهم { وَجَعَلْنَاهُ مَثَلاً } عبرة { لِّبَنِيۤ إِسْرَائِيلَ } ولداً بلا أب { وَلَوْ نَشَآءُ لَجَعَلْنَا مِنكُمْ } بمكانكم ويقال خلقنا منكم { مَّلاَۤئِكَةً فِي ٱلأَرْضِ يَخْلُفُونَ } خلفاء منكم بدلكم يمشون في الأرض بدلكم { وَإِنَّهُ } يعني نزول عيسى ابن مريم { لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ } لبيان قيام الساعة ويقال علامة لقيام الساعة إن قرأت بنصب العين واللام { فَلاَ تَمْتَرُنَّ بِهَا } فلا تشكن بها بقيام الساعة { وَٱتَّبِعُونِ } بالتوحيد { هَـٰذَا } التوحيد { صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ } دين قائم يرضاه وهو الإسلام { وَلاَ يَصُدَّنَّكُمُ } لا يصرفنكم { ٱلشَّيْطَانُ } عن دين الإسلام والإقرار بقيام الساعة { إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ } ظاهر العداوة.