الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ فَٱنتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَٱنظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلْمُكَذِّبِينَ } * { وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَآءٌ مِّمَّا تَعْبُدُونَ } * { إِلاَّ ٱلَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ } * { وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ } * { بَلْ مَتَّعْتُ هَـٰؤُلاَءِ وَآبَآءَهُمْ حَتَّىٰ جَآءَهُمُ ٱلْحَقُّ وَرَسُولٌ مُّبِينٌ } * { وَلَمَّا جَآءَهُمُ ٱلْحَقُّ قَالُواْ هَـٰذَا سِحْرٌ وَإِنَّا بِهِ كَافِرُونَ } * { وَقَالُواْ لَوْلاَ نُزِّلَ هَـٰذَا ٱلْقُرْآنُ عَلَىٰ رَجُلٍ مِّنَ ٱلْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ } * { أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَّعِيشَتَهُمْ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضاً سُخْرِيّاً وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ } * { وَلَوْلاَ أَن يَكُونَ ٱلنَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَّجَعَلْنَا لِمَن يَكْفُرُ بِٱلرَّحْمَـٰنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفاً مِّن فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ } * { وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَاباً وَسُرُراً عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ } * { وَزُخْرُفاً وَإِن كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَٱلآخِرَةُ عِندَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ }

{ فَٱنتَقَمْنَا مِنْهُمْ } بالعذاب عن تكذيبهم الرسل والكتب { فَٱنظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلْمُكَذِّبِينَ } آخر أمر المكذبين بالكتب والرسل { وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ } آزر { وَقَوْمِهِ } حين جاء إليهم { إِنَّنِي بَرَآءٌ مِّمَّا تَعْبُدُونَ إِلاَّ ٱلَّذِي فَطَرَنِي } إلا معبودي الذي خلقني { فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ } سيحفظني على دينه وطاعته { وَجَعَلَهَا } يعني لا إله إلا الله { كَلِمَةً بَاقِيَةً } ثابتة { فِي عَقِبِهِ } في نسله إبراهيم { لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ } عن كفرهم بلا إله إلا الله { بَلْ مَتَّعْتُ } أجلت { هَـٰؤُلاَءِ وَآبَآءَهُمْ } قبلهم { حَتَّىٰ جَآءَهُمُ ٱلْحَقُّ } يعني الكتاب { وَرَسُولٌ مُّبِينٌ } يبين لهم لهؤلاء بلغة يعلمونها { وَلَمَّا جَآءَهُمُ ٱلْحَقُّ } الكتاب والرسول { قَالُواْ هَـٰذَا } يعنون الكتاب { سِحْرٌ } كذب { وَإِنَّا بِهِ } بمحمد عليه الصلاة والسلام والقرآن { كَافِرُونَ } جاحدون { وَقَالُواْ } يعني كفار مكة الوليد وأصحابه { لَوْلاَ } هلا { نُزِّلَ هَـٰذَا ٱلْقُرْآنُ عَلَىٰ رَجُلٍ مِّنَ ٱلْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ } يقول على رجل عظيم كالوليد بن المغيرة وأبي مسعود الثقفي من القريتين من مكة والطائف { أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ } يعني نبوة ربك وكتاب ربك فيقسمون لمن شاؤوا { نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَّعِيشَتَهُمْ } بالمال والولد { فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ } فضائل بالمال أو الولد { لِّيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضاً سُخْرِيّاً } أي مسخراً خدماً وعبيداً { وَرَحْمَتُ رَبِّكَ } النبوة والكتاب ويقال الجنة للمؤمنين { خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ } مما يجمع الكفار في الدنيا من المال والزهرة { وَلَوْلاَ أَن يَكُونَ ٱلنَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً } على ملة واحدة ملة الكفر { لَّجَعَلْنَا لِمَن يَكْفُرُ بِٱلرَّحْمَـٰنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفاً } سماء بيوتهم { مِّن فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ } درجات { عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ } يرتقون من فضة { وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَاباً } من فضة { وَسُرُراً } من فضة { عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ } ينامون { وَزُخْرُفاً } ذهباً وكل شيء لهم من أواني منازلهم من الذهب والفضة { وَإِن كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا } يقول وما كل ذلك إلاَّ { مَتَاعُ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا } والميم صلة ويقال كل ذي متاع الحياة الدنيا ولما صلة { وَٱلآخِرَةُ } يعني الجنة { عِندَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ } الكفر والشرك والفواحش خير من متاع الدنيا.