الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ حـمۤ } * { عۤسۤقۤ } * { كَذَلِكَ يُوحِيۤ إِلَيْكَ وَإِلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكَ ٱللَّهُ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ } * { لَهُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ وَهُوَ ٱلْعَلِيُّ ٱلعَظِيمُ } * { تَكَادُ ٱلسَّمَٰوَٰتُ يَتَفَطَّرْنَ مِن فَوْقِهِنَّ وَٱلْمَلاَئِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَن فِي ٱلأَرْضِ أَلاَ إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ } * { وَٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَآءَ ٱللَّهُ حَفِيظٌ عَلَيْهِمْ وَمَآ أَنتَ عَلَيْهِم بِوَكِيلٍ } * { وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ قُرْآناً عَرَبِيّاً لِّتُنذِرَ أُمَّ ٱلْقُرَىٰ وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنذِرَ يَوْمَ ٱلْجَمْعِ لاَ رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي ٱلْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي ٱلسَّعِيرِ } * { وَلَوْ شَآءَ ٱللَّهُ لَجَعَلَهُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَـٰكِن يُدْخِلُ مَن يَشَآءُ فِي رَحْمَتِهِ وَٱلظَّالِمُونَ مَا لَهُمْ مِّن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ }

وبإسناده عن ابن عباس في قوله تعالى { حـمۤ عۤسۤقۤ } قال هي ثناء أثنى بها على نفسه يقول الحاء حلمه والميم ملكه والعين علمه والسين سناؤه والقاف قدرته على خلقه ويقال الحاء كل حرب يكون والميم تحويل كل ملك يكون والعين كل وعد يكون والسين سنون كسني يوسف والقاف كل قذف يكون ويقال قسم أقسم بها أن لا يعذب في النار أبداً من قال لا إله إلا الله مخلصاً بها لربه ولقي بها ربه { كَذَلِكَ يُوحِيۤ إِلَيْكَ وَإِلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكَ } من الرسل يقول كما أوحينا إليك حم عسق كذلك أوحينا إلى الذين من قبلك من الرسل { ٱللَّهُ ٱلْعَزِيزُ } بالنقمة لمن لا يؤمن به { ٱلْحَكِيمُ } في أمره وقضائه أمر أن لا يعبد غيره ويقال العزيز في ملكه وسلطانه الحكيم في أمره وقضائه { لَهُ مَا فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ } من الخلق كلهم عبيده وإماؤه { وَهُوَ ٱلْعَلِيُّ } أعلى كل شيء { ٱلعَظِيمُ } أعظم كل شيء { تَكَادُ ٱلسَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ } يتشققن { مِن فَوْقِهِنَّ } بعضها فوق بعض من هيبة الرحمن ويقال من مقالة اليهود { وَٱلْمَلاَئِكَةُ } في السماء { يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ } يصلون بأمر ربهم { وَيَسْتَغْفِرُونَ } يدعون بالمغفرة { لِمَن فِي ٱلأَرْضِ } من المؤمنين المخلصين { أَلاَ إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْغَفُورُ } لمن تاب { ٱلرَّحِيمُ } لمن مات على التوبة { وَٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ } عبدوا { مِن دُونِهِ } من دون الله { أَوْلِيَآءَ } أرباباً من الأصنام { ٱللَّهُ حَفِيظٌ عَلَيْهِمْ } شهيد عليهم وعلى أعمالهم { وَمَآ أَنتَ عَلَيْهِم بِوَكِيلٍ } بكفيل تؤخذ بهم ثم أمره بعد ذلك بقتالهم { وَكَذَٰلِكَ } هكذا { أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ } أنزلنا إليك جبريل بالقرآن { قُرْآناً عَرَبِيّاً } بقرآن على مجرى لغة العرب { لِّتُنذِرَ } لتخوف بالقرآن { أُمَّ ٱلْقُرَىٰ } أهل مكة { وَمَنْ حَوْلَهَا } من البلدان { وَتُنذِرَ } تخوف { يَوْمَ ٱلْجَمْعِ } من أهوال يوم الجمع يجتمع فيه أهل السماء وأهل الأرض { لاَ رَيْبَ فِيهِ } لا شك فيه { فَرِيقٌ } منهم من أهل الجمع { فِي ٱلْجَنَّةِ } وهم المؤمنون { وَفَرِيقٌ } طائفة منهم { فِي ٱلسَّعِير } في نار الوقود وهم الكافرون { وَلَوْ شَآءَ ٱللَّهُ لَجَعَلَهُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً } لجمع اليهود والنصارى والمشركين على ملة واحدة ملة الإسلام { وَلَـٰكِن يُدْخِلُ } يكرم { مَن يَشَآءُ فِي رَحْمَتِهِ } بدينه الإسلام { وَٱلظَّالِمُونَ } اليهود والنصارى والمشركون { مَا لَهُمْ مِّن وَلِيٍّ } قريب ينفعهم { وَلاَ نَصِيرٍ } مانع يمنعهم من عذاب الله.