الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ ٱلأُمُورِ } * { وَمَن يُضْلِلِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُ مِن وَلِيٍّ مِّن بَعْدِهِ وَتَرَى ٱلظَّالِمِينَ لَمَّا رَأَوُاْ ٱلْعَذَابَ يَقُولُونَ هَلْ إِلَىٰ مَرَدٍّ مِّن سَبِيلٍ } * { وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا خَاشِعِينَ مِنَ ٱلذُّلِّ يَنظُرُونَ مِن طَرْفٍ خَفِيٍّ وَقَالَ ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِنَّ ٱلْخَاسِرِينَ ٱلَّذِينَ خَسِرُوۤاْ أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ أَلاَ إِنَّ ٱلظَّالِمِينَ فِي عَذَابٍ مُّقِيمٍ } * { وَمَا كَانَ لَهُم مِّنْ أَوْلِيَآءَ يَنصُرُونَهُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ وَمَن يُضْلِلِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُ مِن سَبِيلٍ } * { ٱسْتَجِيبُواْ لِرَبِّكُمْ مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ مَرَدَّ لَهُ مِنَ ٱللَّهِ مَا لَكُمْ مِّن مَّلْجَأٍ يَوْمَئِذٍ وَمَا لَكُمْ مِّن نَّكِيرٍ } * { فَإِنْ أَعْرَضُواْ فَمَآ أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً إِنْ عَلَيْكَ إِلاَّ ٱلْبَلاَغُ وَإِنَّآ إِذَآ أَذَقْنَا ٱلإِنسَانَ مِنَّا رَحْمَةً فَرِحَ بِهَا وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَإِنَّ ٱلإِنسَانَ كَفُورٌ } * { لِلَّهِ مُلْكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ يَهَبُ لِمَن يَشَآءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَن يَشَآءُ ٱلذُّكُورَ } * { أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَاناً وَإِنَاثاً وَيَجْعَلُ مَن يَشَآءُ عَقِيماً إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ } * { وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ ٱللَّهُ إِلاَّ وَحْياً أَوْ مِن وَرَآءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَآءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ } * { وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا ٱلْكِتَابُ وَلاَ ٱلإِيمَانُ وَلَـٰكِن جَعَلْنَاهُ نُوراً نَّهْدِي بِهِ مَن نَّشَآءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِيۤ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } * { صِرَاطِ ٱللَّهِ ٱلَّذِي لَهُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ أَلاَ إِلَى ٱللَّهِ تَصِيرُ ٱلأُمُورُ }

{ وَلَمَن صَبَرَ } على مظلمته { وَغَفَرَ } تجاوز ولم يقتص ولم يكافئ به { إِنَّ ذَلِكَ } الصبر والتجاوز { لَمِنْ عَزْمِ ٱلأُمُورِ } من خير الأمور ويقال من حزم الأمور ونزل من قوله { والذين يجتنبون كبائر الإثم و الفواحش } إلى قوله { لمن عزم الأمور } في شأن أبي بكر الصديق وصاحبه عمرو بن غزية الأنصاري في كلام وتنازع كان بينهما فشتم الأنصاري أبا بكر الصديق فأنزل الله فيهما هؤلاء الآيات { وَمَن يُضْلِلِ } عن دينه { ٱللَّهُ فَمَا لَهُ مِن وَلِيٍّ } من مرشد { مِّن بَعْدِهِ } غير الله { وَتَرَى ٱلظَّالِمِينَ } المشركين أبا جهل وأصحابه يوم القيامة { لَمَّا رَأَوُاْ ٱلْعَذَابَ } حين رأوا العذاب { يَقُولُونَ هَلْ إِلَىٰ مَرَدٍّ مِّن سَبِيلٍ } هل إلى رجوع إلى الدنيا من حيلة { وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا } على النار { خَاشِعِينَ مِنَ ٱلذُّلِّ } ذليلين من الحزن { يَنظُرُونَ } إليك { مِن طَرْفٍ خَفِيٍّ } مسارقة الأعين { وَقَالَ ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ } بمحمد عليه الصلاة والسلام والقرآن { إِنَّ ٱلْخَاسِرِينَ } المغبونين { ٱلَّذِينَ خَسِرُوۤاْ } الذين غبنوا { أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ } خدمهم في الجنة { يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ أَلاَ إِنَّ ٱلظَّالِمِينَ } المشركين أبا جهل وأصحابه { فِي عَذَابٍ مُّقِيمٍ } دائم { وَمَا كَانَ لَهُم مِّنْ أَوْلِيَآءَ } أقرباء { يَنصُرُونَهُم } يمنعونهم { مِّن دُونِ ٱللَّهِ } من عذاب الله { وَمَن يُضْلِلِ ٱللَّهُ } عن دينه مثل أبي جهل { فَمَا لَهُ مِن سَبِيلٍ } من دين ولا حجة { ٱسْتَجِيبُواْ لِرَبِّكُمْ } بالتوحيد { مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ } وهو يوم القيامة { لاَّ مَرَدَّ لَهُ } لا مانع له { مِنَ ٱللَّهِ } من عذاب الله { مَا لَكُمْ مِّن مَّلْجَأٍ } من نجاة { يَوْمَئِذٍ } من عذاب الله { وَمَا لَكُمْ مِّن نَّكِيرٍ } من معين { فَإِنْ أَعْرَضُواْ } عن الإيمان { فَمَآ أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً } تحفظهم { إِنْ عَلَيْكَ } ما عليك { إِلاَّ ٱلْبَلاَغُ } التبليغ عن الله ثم أمره بالقتال بعد ذلك { وَإِنَّآ إِذَآ أَذَقْنَا ٱلإِنسَانَ } أصبنا الكافر { مِنَّا رَحْمَةً } نعمة { فَرِحَ بِهَا } أعجب بها غير شاكر لها { وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ } شدة وفقر وبلية { بِمَا قَدَّمَتْ } عملت { أَيْدِيهِمْ } في الشرك { فَإِنَّ ٱلإِنسَانَ } يعني أبا جهل { كَفُورٌ } كافر بالله وبنعمته { لِلَّهِ مُلْكُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ } خزائن السموات والأرض المطر والنبات { يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ } كما يشاء { يَهَبُ لِمَن يَشَآءُ إِنَاثاً } مثل لوط لم يكن له ولد ذكر { وَيَهَبُ لِمَن يَشَآءُ ٱلذُّكُورَ } مثل إبراهيم لم يكن له أنثى { أَوْ يُزَوِّجُهُمْ } يخلطهم { ذُكْرَاناً وَإِنَاثاً } مثل محمد صلى الله عليه وسلم كان له الذكر والأنثى { وَيَجْعَلُ مَن يَشَآءُ عَقِيماً } بلا ولد مثل يحيى بن زكريا { إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ } فيما وهب من الذكور والإناث { وَمَا كَانَ } ما جاز { لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ ٱللَّهُ } مواجهة بغير ستر { إِلاَّ وَحْياً } في المنام { أَوْ مِن وَرَآءِ حِجَابٍ } ستر كما كلم موسى عليه السلام { أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً } جبريل كما أرسل إلى محمد عليه الصلاة والسلام { فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ } بأمره { مَا يَشَآءُ } الذي شاء من الأمر و النهي { إِنَّهُ عَلِيٌّ } أعلى من كل شيء { حَكِيمٌ } في أمره وقضائه { وَكَذَٰلِكَ } هكذا { أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا } يعني جبريل بالقرآن { مَا كُنتَ تَدْرِي مَا ٱلْكِتَابُ } ما القرآن قبل نزول جبريل عليك وما كنت تحسن قراءة القرآن قبل القرآن { وَلاَ ٱلإِيمَانُ } ولا الدعوة إلى التوحيد { وَلَـٰكِن جَعَلْنَاهُ } قلناه يعني القرآن { نُوراً } بياناً للأمر والنهي والحلال والحرام والحق والباطل { نَّهْدِي بِهِ } بالقرآن { مَن نَّشَآءُ } من كان أهلاً لذلك { مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِيۤ } لتدعو { إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } دين مستقيم حق { صِرَاطِ ٱللَّهِ } دين الله { ٱلَّذِي لَهُ مَا فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ } من الخلق { أَلاَ إِلَى ٱللَّهِ تَصِيرُ ٱلأُمُورُ } عواقب الأمور في الآخرة تصير إلى الحكيم الملك.