الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِن دَآبَّةٍ وَهُوَ عَلَىٰ جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَآءُ قَدِيرٌ } * { وَمَآ أَصَـٰبَكُمْ مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُواْ عَن كَثِيرٍ } * { وَمَآ أَنتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي ٱلأَرْضِ وَمَا لَكُمْ مِّن دُونِ ٱللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ } * { وَمِنْ آيَاتِهِ ٱلْجَوَارِ فِي ٱلْبَحْرِ كَٱلأَعْلاَمِ } * { إِن يَشَأْ يُسْكِنِ ٱلرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ عَلَىٰ ظَهْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ } * { أَوْ يُوبِقْهُنَّ بِمَا كَسَبُوا وَيَعْفُ عَن كَثِيرٍ } * { وَيَعْلَمَ ٱلَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِيۤ آيَاتِنَا مَا لَهُمْ مِّن مَّحِيصٍ } * { فَمَآ أُوتِيتُمْ مِّن شَيْءٍ فَمَتَاعُ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَمَا عِندَ ٱللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ لِلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ } * { وَٱلَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ ٱلإِثْمِ وَٱلْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُواْ هُمْ يَغْفِرُونَ } * { وَٱلَّذِينَ ٱسْتَجَابُواْ لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلاَةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَىٰ بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ } * { وَٱلَّذِينَ إِذَآ أَصَابَهُمُ ٱلْبَغْيُ هُمْ يَنتَصِرُونَ } * { وَجَزَآءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى ٱللَّهِ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ ٱلظَّالِمِينَ } * { وَلَمَنِ ٱنتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُوْلَـٰئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِّن سَبِيلٍ } * { إِنَّمَا ٱلسَّبِيلُ عَلَى ٱلَّذِينَ يَظْلِمُونَ ٱلنَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي ٱلأَرْضِ بِغَيْرِ ٱلْحَقِّ أُوْلَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }

{ وَمِنْ آيَاتِهِ } من علامات وحدانيته وقدرته { خَلْقُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ وَمَا بَثَّ } نشر { فِيهِمَا } ما خلق في الأرض { مِن دَآبَّةٍ } كلها آية لكم { وَهُوَ عَلَىٰ جَمْعِهِمْ } على إحيائهم { إِذَا يَشَآءُ قَدِيرٌ وَمَآ أَصَابَكُمْ مِّن مُّصِيبَةٍ } ما تصابون في أنفسكم { فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ } فيما جنت أيديكم يصيبكم { وَيَعْفُواْ عَن كَثِيرٍ } من الذنوب فلا يجزيكم به { وَمَآ أَنتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي ٱلأَرْضِ } بفائتين من عذاب الله { وَمَا لَكُمْ مِّن دُونِ ٱللَّهِ } من عذاب الله { مِن وَلِيٍّ } قريب ينفعكم { وَلاَ نَصِيرٍ } مانع يمنعكم من عذاب الله { وَمِنْ آيَاتِهِ } من علامات وحدانيته وقدرته { ٱلْجَوَارِ } يعني السفن { فِي ٱلْبَحْرِ كَٱلأَعْلاَمِ } كالجبال { إِن يَشَأْ يُسْكِنِ ٱلرِّيحَ } التي تجري بها السفن { فَيَظْلَلْنَ } فيصرن { رَوَاكِدَ } ثوابت { عَلَىٰ ظَهْرِهِ } على ظهر الماء { إِنَّ فِي ذَٰلِكَ } فيما ذكرت من السفن { لآيَاتٍ } لعلامات وعبراً { لِّكُلِّ صَبَّارٍ } على الطاقة { شَكُورٍ } بنعم الله { أَوْ يُوبِقْهُنَّ } يهلكهن يعني السفن في البحر { بِمَا كَسَبُوا } بمعصية أهلهن { وَيَعْفُ عَن كَثِيرٍ } لا يجازيهم به { وَيَعْلَمَ } لكي يعلم { ٱلَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِيۤ آيَاتِنَا } يكذبون بمحمد عليه الصلاة والسلام { مَا لَهُمْ مِّن مَّحِيصٍ } من مغيث ولا نجاة من عذاب الله { فَمَآ أُوتِيتُمْ } أعطيتم { مِّن شَيْءٍ } من المال والزهرة { فَمَتَاعُ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا } لا يبقى { وَمَا عِندَ ٱللَّهِ } من الثواب { خَيْرٌ } مما عندكم في الدنيا { وَأَبْقَىٰ } أدوم من متاع الدنيا فإنها فانية ثم بين لمن هو فقال { لِلَّذِينَ آمَنُواْ } بمحمد عليه الصلاة والسلام والقرآن يعني أبا بكر وأصحابه { وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ } لا على المال { وَٱلَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ ٱلإِثْمِ } يعني الشرك { وَٱلْفَوَاحِشَ } يعني الزنا والمعاصي { وَإِذَا مَا غَضِبُواْ هُمْ } بالجفاء { يَغْفِرُونَ } يتجاوزون ولا يكافئون به { وَٱلَّذِينَ ٱسْتَجَابُواْ لِرَبِّهِمْ } أجابوا لربهم بالتوحيد والطاعة { وَأَقَامُواْ ٱلصَّلاَةَ } أتموا الصلوات الخمس { وَأَمْرُهُمْ شُورَىٰ بَيْنَهُمْ } إذا أرادوا أمراً وحاجة تشاوروا فيما بينهم ثم عملوا به { وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ } أعطيناهم من المال { يُنفِقُونَ } يتصدقون { وَٱلَّذِينَ إِذَآ أَصَابَهُمُ ٱلْبَغْيُ } المظلمة { هُمْ يَنتَصِرُونَ } ينتصفون بالقصاص لا بالمكابرة { وَجَزَآءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا } جزاء جراحة جراحة مثلها { فَمَنْ عَفَا } عن مظلمته { وَأَصْلَحَ } ترك القصاص ولا يكافئ به { فَأَجْرُهُ عَلَى ٱللَّهِ } فثوابه على الله { إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ ٱلظَّالِمِينَ } المبتدئين بالظلم { وَلَمَنِ ٱنتَصَرَ } انتصف بالقصاص { بَعْدَ ظُلْمِهِ } مظلمته { فَأُوْلَـٰئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِّن سَبِيلٍ } من مأثم بالقصاص { إِنَّمَا ٱلسَّبِيلُ } المأثم { عَلَى ٱلَّذِينَ يَظْلِمُونَ ٱلنَّاسَ } بالابتداء بغير قصاص { وَيَبْغُونَ } يتطاولون { فِي ٱلأَرْضِ بِغَيْرِ ٱلْحَقِّ } بلا حق يكون لهم { أُوْلَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } وجيع.