الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ تَرَى ٱلظَّالِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا كَسَبُواْ وَهُوَ وَاقِعٌ بِهِمْ وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ فِي رَوْضَاتِ ٱلْجَنَّاتِ لَهُمْ مَّا يَشَآءُونَ عِندَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ هُوَ ٱلْفَضْلُ ٱلْكَبِيرُ } * { ذَلِكَ ٱلَّذِي يُبَشِّرُ ٱللَّهُ عِبَادَهُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ ٱلْمَوَدَّةَ فِي ٱلْقُرْبَىٰ وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْناً إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ } * { أَمْ يَقُولُونَ ٱفْتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِباً فَإِن يَشَإِ ٱللَّهُ يَخْتِمْ عَلَىٰ قَلْبِكَ وَيَمْحُ ٱللَّهُ ٱلْبَاطِلَ وَيُحِقُّ ٱلْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ } * { وَهُوَ ٱلَّذِي يَقْبَلُ ٱلتَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُواْ عَنِ ٱلسَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ } * { وَيَسْتَجِيبُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ وَيَزِيدُهُم مِّن فَضْلِهِ وَٱلْكَافِرُونَ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ } * { وَلَوْ بَسَطَ ٱللَّهُ ٱلرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْاْ فِي ٱلأَرْضِ وَلَـٰكِن يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَّا يَشَآءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ } * { وَهُوَ ٱلَّذِي يُنَزِّلُ ٱلْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُواْ وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ ٱلْوَلِيُّ ٱلْحَمِيدُ }

{ تَرَى ٱلظَّالِمِينَ } الكافرين يوم القيامة { مُشْفِقِينَ } خائفين { مِمَّا كَسَبُواْ } مما قالوا وعملوا في الكفر { وَهُوَ وَاقِعٌ } نازل { بِهِمْ } ما يحذرون { وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ } بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن { وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ } فيما بينهم وبين ربهم وهو أبو بكر وأصحابه { فِي رَوْضَاتِ ٱلْجَنَّاتِ } في رياض الجنة { لَهُمْ مَّا يَشَآءُونَ } ما يتمنون ويشتهون { عِندَ رَبِّهِمْ } في الجنة { ذَٰلِكَ } الجنة { هُوَ ٱلْفَضْلُ ٱلْكَبِيرُ } المن العظيم { ذَٰلِكَ } الفضل { ٱلَّذِي يُبَشِّرُ ٱللَّهُ عِبَادَهُ } في الدنيا { ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } بمحمد والقرآن { وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ } فيما بينهم وبين ربهم { قُل } لهم يا محمد لأصحابك ويقال لأهل مكة { لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ } على التوحيد والقرآن { أَجْراً } جعلاً { إِلاَّ ٱلْمَوَدَّةَ فِي ٱلْقُرْبَىٰ } إلا أن تودوا قرابتي من بعدي ويقال إلاَّ أن تتقربوا إلى الله بالتوحيد في قول الحسن البصري، وفي قول الفراء تتقربوا إلى الله بالتوبة { وَمَن يَقْتَرِفْ } يكتسب { حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْناً } تسعاً { إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ } لمن تاب { شَكُورٌ } يشكر اليسير ويجزي الجزيل { أَمْ يَقُولُونَ } بل يقولون { ٱفْتَرَىٰ } اختلق محمد { عَلَى ٱللَّهِ كَذِباً } فاغتم بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال الله عز وجل { فَإِن يَشَإِ ٱللَّهُ يَخْتِمْ } يربط { عَلَىٰ قَلْبِكَ } ويقال يحفظ قلبك { وَيَمْحُ ٱللَّهُ ٱلْبَاطِلَ } يهلك الله الشرك وأهله { وَيُحِقُّ ٱلْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ } يظهر دينه الإسلام بتحقيقه { إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ } بما في القلوب من الخير والشر { وَهُوَ ٱلَّذِي يَقْبَلُ ٱلتَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُواْ عَنِ ٱلسَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ } من الخير والشر { وَيَسْتَجِيبُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } يغفر للذين آمنوا بمحمد عليه الصلاة والسلام و القرآن { وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ } فيما بينهم وبين ربهم { وَيَزِيدُهُم مِّن فَضْلِهِ } بكرامته الثواب والكرامة في الجنة ويقال رؤية الله { وَٱلْكَافِرُونَ } أبو جهل وأصحابه { لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَلَوْ بَسَطَ ٱللَّهُ ٱلرِّزْقَ } وسع الله المال { لِعِبَادِهِ } على عباده { لَبَغَوْاْ } لطغوا وتطاولوا { فِي ٱلأَرْضِ وَلَـٰكِن يُنَزِّلُ } يوسع { بِقَدَرٍ مَّا يَشَآءُ } على من يشاء { إِنَّهُ بِعِبَادِهِ } بصلاح عباده { خَبِيرٌ بَصِيرٌ } بأعمالهم { وَهُوَ ٱلَّذِي يُنَزِّلُ ٱلْغَيْثَ } يعني المطر { مِن بَعْدِ مَا قَنَطُواْ } أي أيسوا من المطر { وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ } ينزل رحمته يعني المطر { وَهُوَ ٱلْوَلِيُّ } بالمطر عاماً بعام { ٱلْحَمِيدُ } المحمود في فعاله.