الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ فَلِذَلِكَ فَٱدْعُ وَٱسْتَقِمْ كَمَآ أُمِرْتَ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَآءَهُمْ وَقُلْ آمَنتُ بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ مِن كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ ٱللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ لَنَآ أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ لاَ حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ ٱللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا وَإِلَيْهِ ٱلْمَصِيرُ } * { وَٱلَّذِينَ يُحَآجُّونَ فِي ٱللَّهِ مِن بَعْدِ مَا ٱسَتُجِيبَ لَهُ حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ } * { ٱللَّهُ ٱلَّذِيۤ أَنزَلَ ٱلْكِتَابَ بِٱلْحَقِّ وَٱلْمِيزَانَ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ ٱلسَّاعَةَ قَرِيبٌ } * { يَسْتَعْجِلُ بِهَا ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِهَا وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ مُشْفِقُونَ مِنْهَا وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا ٱلْحَقُّ أَلاَ إِنَّ ٱلَّذِينَ يُمَارُونَ فَي ٱلسَّاعَةِ لَفِي ضَلاَلٍ بَعِيدٍ } * { ٱللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَن يَشَآءُ وَهُوَ ٱلْقَوِيُّ ٱلْعَزِيزُ } * { مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ ٱلآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ ٱلدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي ٱلآخِرَةِ مِن نَّصِيبٍ } * { أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُواْ لَهُمْ مِّنَ ٱلدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ ٱللَّهُ وَلَوْلاَ كَلِمَةُ ٱلْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ ٱلظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }

{ فَلِذَٰلِكَ فَٱدْعُ } إلى توحيد ربك وكتاب ربك { وَٱسْتَقِمْ } على التوحيد { كَمَآ أُمِرْتَ } في القرآن { وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَآءَهُمْ } قبلتهم ودينهم قبلة اليهود ودين اليهود { وَقُلْ آمَنتُ بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ } على الأنبياء { مِن كِتَابٍ } من كتاب الله { وَأُمِرْتُ } في القرآن { لأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ } بالتوحيد { ٱللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ } يقضي بيننا وبينكم يوم القيامة { لَنَآ أَعْمَالُنَا } لنا عبادة الله ودين الإسلام { وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ } عليكم أعمالكم عبادة الأصنام ودين الشيطان { لاَ حُجَّةَ } لا خصومة { بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ } في الدين { ٱللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا } وبينكم يوم القيامة { وَإِلَيْهِ ٱلْمَصِيرُ } مصير المؤمنين والكافرين ثم أمر الله بعد ذلك بالقتال { وَٱلَّذِينَ يُحَآجُّونَ فِي ٱللَّهِ } يخاصمون في دين الله يعني اليهود والنصارى { مِن بَعْدِ مَا ٱسَتُجِيبَ لَهُ } في الكتاب ويقال هم المشركون من بعد ما استجيب له يوم الميثاق { حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ } خصومتهم باطلة { عِندَ رَبِّهِمْ وَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ } سخط { وَلَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ } أشد ما يكون { ٱللَّهُ ٱلَّذِيۤ أَنزَلَ ٱلْكِتَابَ } جبريل بالقرآن { بِٱلْحَقِّ } لبيان الحق والباطل { وَٱلْمِيزَانَ } بين فيه العدل { وَمَا يُدْرِيكَ } يا محمد ولم تدر { لَعَلَّ ٱلسَّاعَةَ قَرِيبٌ } قيام الساعة يكون قريباً { يَسْتَعْجِلُ بِهَا } بقيام الساعة { ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِهَا } بقيام الساعة وهو أبو جهل وأصحابه { وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ } بمحمد عليه الصلاة و السلام والقرآن وقيام الساعة وهو أبو بكر وأصحابه { مُشْفِقُونَ مِنْهَا } خائفون من قيام الساعة وأهوالها وشدائدها { وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا } يعني قيام الساعة { ٱلْحَقُّ } الكائن { أَلاَ إِنَّ ٱلَّذِينَ يُمَارُونَ } يجادلون ويشكون { فَي ٱلسَّاعَةِ } في قيام الساعة { لَفِي ضَلاَلٍ بَعِيدٍ } عن الحق والهدى { ٱللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ } البر والفاجر ويقال لطف علمه بعباده البر والفاجر { يَرْزُقُ مَن يَشَآءُ } يوسع على من يشاء بالمال { وَهُوَ ٱلْقَوِيُّ } بأرزاق العباد { ٱلْعَزِيزُ } بالنقمة لمن لا يؤمن به { مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ ٱلآخِرَةِ } ثواب الآخرة بعمله لله { نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ } في ثوابه ويقال في قوته ونشاطه وحسنته في العمل { وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ ٱلدُّنْيَا } ثواب الدنيا بعمله الذي افترض الله عليه { نُؤْتِهِ } نعطه { مِنْهَا } من الدنيا وندفع عنه منها { وَمَا لَهُ فِي ٱلآخِرَةِ } في الجنة { مِن نَّصِيبٍ } من ثواب لأنه عمل لغير الله { أَمْ لَهُمْ } ألهم لكفار مكة { شُرَكَاءُ } آلهة { شَرَعُواْ لَهُمْ } اختاروا لهم { مِّنَ ٱلدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ ٱللَّهُ } ما لم يأمر الله به بالكافرين أبا جهل وأصحابه { وَلَوْلاَ كَلِمَةُ ٱلْفَصْلِ } الحق بتأخير العذاب عن هذه الأمة { لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ } لفرغ من هلاكهم { وَإِنَّ ٱلظَّالِمِينَ } الكافرين أبا جهل وأصحابه { لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } وجيع.