{ أَمِ ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِهِ } عبدوا من دون الله { أَوْلِيَآءَ } أرباباً { فَٱللَّهُ هُوَ ٱلْوَلِيُّ } بهم جميعاً { وَهُوَ يُحْيِـي ٱلْمَوْتَىٰ } للبعث { وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ } من الإحياء والإماتة { قَدِيرٌ وَمَا ٱخْتَلَفْتُمْ فِيهِ } في الدين { مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى ٱللَّهِ } فاطلبوا حكمه من كتاب الله { ذَٰلِكُمُ ٱللَّهُ رَبِّي } أمركم بذلك { عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ } اتكلت { وَإِلَيْهِ أُنِيبُ } أقبل { فَاطِرُ ٱلسَّمَاوَاتِ } أي هو خالق السموات { وَٱلأَرْضِ جَعَلَ لَكُم } خلق لكم { مِّنْ أَنفُسِكُمْ } آدمياً مثلكم { أَزْوَاجاً } أصنافاً ذكراً وأنثى { وَمِنَ ٱلأَنْعَامِ أَزْواجاً } أصنافاً ذكراً وأنثى { يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ } يخلقكم في الرحم ويقال يكثركم بالتزويج { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ } في الصفة والعلم والقدرة والتدبير { وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ } لمقالتكم { ٱلْبَصِيرُ } بأعمالكم { لَهُ مَقَالِيدُ ٱلسَّمَاوَاتِ } خزائن السموات المطر { وَٱلأَرْضِ } النبات { يَبْسُطُ ٱلرِّزْقَ لِمَن يَشَآءُ } يوسع المال على من يشاء { وَيَقْدِرُ } يقتر على من يشاء { إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ } من البسط والتقتير { عَلِيمٌ شَرَعَ لَكُم } اختار لكم يا أمة محمد عليه الصلاة والسلام { مِّنَ ٱلدِّينِ } دين الإسلام { مَا وَصَّىٰ بِهِ نُوحاً } الذي أوحينا به إلى نوح وأمر أن يدعو الخلق إليه ويستقيم عليه { وَٱلَّذِيۤ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ } وفي الذي أوحينا إليك يا محمد يعني القرآن أمرناك أن تدعو الخلق إلى الإسلام وتستقيم عليه. { وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ } والذي اخترنا بالإسلام إبراهيم وأمرناه أن يدعو الخلق إليه ويستقيم عليه { وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰ } كذلك { أَنْ أَقِيمُواْ ٱلدِّينَ } أمر الله جملة الأنبياء أن أقيموا الدين أن اتفقوا في الدين { وَلاَ تَتَفَرَّقُواْ فِيهِ } لا تختلفوا في الدين { كَبُرَ } عظم { عَلَى ٱلْمُشْرِكِينَ } أبي جهل وأصحابه { مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ } من التوحيد والقرآن { ٱللَّهُ يَجْتَبِيۤ إِلَيْهِ } لدينه { مَن يَشَآءُ } وهو من ولد في الإسلام ويموت على ذلك { وَيَهْدِيۤ إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ } يرشد إلى دينه من يقبل إليه من أهل الكفر { وَمَا تَفَرَّقُوۤاْ } وما اختلف اليهود والنصارى في محمد صلى الله عليه وسلم والقرآن والإسلام { إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَآءَهُمُ ٱلْعِلْمُ } بيان ما في كتابهم من صفة محمد عليه الصلاة و السلام ونعته { بَغْياً بَيْنَهُمْ } حسداً منهم كفروا بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن { وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ } وجبت { مِن رَّبِّكَ } بتأخير عذاب هذه الأمة { إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى } إلى وقت معلوم { لَّقُضِيَ بِيْنَهُمْ } لفرغ من هلاك اليهود والنصارى { وَإِنَّ ٱلَّذِينَ أُورِثُواْ ٱلْكِتَابَ } أعطوا التوراة { مِن بَعْدِهِمْ } من بعد الرسل ويقال من بعد الأولين { لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ } من التوراة ويقال القرآن { مُرِيبٍ } ظاهر الشك.