الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ مَّا يُقَالُ لَكَ إِلاَّ مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِن قَبْلِكَ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ وَذُو عِقَابٍ أَلِيمٍ } * { وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآناً أعْجَمِيّاً لَّقَالُواْ لَوْلاَ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ ءَاعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُواْ هُدًى وَشِفَآءٌ وَٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ فِيۤ آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَـٰئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ } * { وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى ٱلْكِتَابَ فَٱخْتُلِفَ فِيهِ وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مُرِيبٍ } * { مَّنْ عَمِلَ صَـٰلِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَآءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّـٰمٍ لِّلْعَبِيدِ } * { إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ ٱلسَّاعَةِ وَمَا تَخْرُجُ مِن ثَمَرَاتٍ مِّنْ أَكْمَامِهَا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَىٰ وَلاَ تَضَعُ إِلاَّ بِعِلْمِهِ وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ أَيْنَ شُرَكَآئِي قَالُوۤاْ آذَنَّاكَ مَا مِنَّا مِن شَهِيدٍ } * { وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَدْعُونَ مِن قَبْلُ وَظَنُّواْ مَا لَهُمْ مِّن مَّحِيصٍ } * { لاَّ يَسْأَمُ ٱلإِنْسَانُ مِن دُعَآءِ ٱلْخَيْرِ وَإِن مَّسَّهُ ٱلشَّرُّ فَيَئُوسٌ قَنُوطٌ }

{ مَّا يُقَالُ لَكَ } يا محمد من الشتم والتكذيب { إِلاَّ مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ } من الشتم والتكذيب من قبلك ويقال ما يقال لك ما أمر لك من تبليغ الرسالة إلا ما قد قيل أمر للرسل { مِن قَبْلِكَ } بتبليغ الرسالة { إِنَّ رَبَّكَ } يا محمد { لَذُو مَغْفِرَةٍ } لمن تاب من الكفر وآمن بالله { وَذُو عِقَابٍ أَلِيمٍ } لمن مات على الكفر { وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآناً أعْجَمِيّاً } لو نزلنا جبريل بالقرآن على غير مجرى لغة العرب { لَّقَالُواْ } كفار مكة { لَوْلاَ فُصِّلَتْ } هلا بينت وعربت { آيَاتُهُ } بالعربية { ءَاعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ } قرآن أعجمي ورجل عربي كيف هذا { قُلْ } لهم يا محمد { هُوَ } يعني القرآن { لِلَّذِينَ آمَنُواْ } أبي بكر وأصحابه { هُدىً } من الضلالة { وَشِفَآءٌ } بيان لما في الصدور من العمى { وَٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ } بمحمد صلى الله عليه وسلم وهو أبو جهل وأصحابه { فِيۤ آذَانِهِمْ وَقْرٌ } صمم { وَهُوَ } يعني القرآن { عَلَيْهِمْ عَمًى } حجة { أُوْلَـٰئِكَ } أهل مكة أبو جهل وأصحابه { يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ } كأنهم ينادون إلى التوحيد من السماء { وَلَقَدْ آتَيْنَا } أعطينا { مُوسَى ٱلْكِتَابَ } يعني التوراة { فَٱخْتُلِفَ فِيهِ } في كتاب موسى فمنهم مصدق به ومنهم مكذب به { وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ } وجبت { مِن رَّبِّكَ } بتأخير العذاب عن هذه الأمة { لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ } لفرغ من هلاك اليهود والنصارى والمشركين يقول عذبوا عند التكذيب كما عذب الذين من قبلهم عند التكذيب { وَإِنَّهُمْ } يعني اليهود والنصارى والمشركين { لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ } من القرآن { مُرِيبٍ } ظاهر الشك ويقال من كتاب موسى { مَّنْ عَمِلَ صَالِحاً } خالصاً فيما بينه وبين ربه { فَلِنَفْسِهِ } ثواب ذلك { وَمَنْ أَسَآءَ فَعَلَيْهَا } من أشرك بالله فعليها على نفسه عقوبة ذلك { وَمَا رَبُّكَ } يا محمد { بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ } أن يأخذهم بلا جرم { إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ ٱلسَّاعَةِ } علم قيام الساعة لا يعلم قيامها أحد غير الله { وَمَا تَخْرُجُ مِن ثَمَرَاتٍ مِّنْ أَكْمَامِهَا } من كفراها { وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَىٰ } الحوامل { وَلاَ تَضَعُ } حملها { إِلاَّ بِعِلْمِهِ } بإذنه لا يعلمه غيره { وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ } في النار فيقول الله { أَيْنَ شُرَكَآئِي } الذين كنتم تعبدون وتقولون أنهم شركائي { قَالُوۤاْ آذَنَّاكَ } أعلمناك وقلنا لك قبل هذا { مَا مِنَّا مِن شَهِيدٍ } على نفسه أنه عبد دونك أحداً { وَضَلَّ عَنْهُم } اشتغل عنهم { مَّا كَانُواْ يَدْعُونَ } يعبدون { مِن قَبْلُ } في الدنيا { وَظَنُّواْ } علموا وأيقنوا { مَا لَهُمْ مِّن مَّحِيصٍ } من ملجأ ولا مغيث ولا نجاة من النار { لاَّ يَسْأَمُ ٱلإِنْسَانُ } يعني الكافر لا يمل ولا يفتر { مِن دُعَآءِ ٱلْخَيْرِ } المال والولد والصحة { وَإِن مَّسَّهُ ٱلشَّرُّ } إن أصابته الشدة والفقر { فَيَئُوسٌ قَنُوطٌ } فيصير آيس شيء وأقنطه من رحمة الله.