الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ حـمۤ } * { تَنزِيلٌ مِّنَ ٱلرَّحْمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ } * { كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ } * { بَشِيراً وَنَذِيراً فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ } * { وَقَالُواْ قُلُوبُنَا فِيۤ أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آذانِنَا وَقْرٌ وَمِن بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ فَٱعْمَلْ إِنَّنَا عَامِلُونَ } * { قُلْ إِنَّمَآ أَنَاْ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَىٰ إِلَيَّ أَنَّمَآ إِلَـٰهُكُمْ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ فَٱسْتَقِيمُوۤاْ إِلَيْهِ وَٱسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِّلْمُشْرِكِينَ } * { ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْتُونَ ٱلزَّكَاةَ وَهُمْ بِٱلآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ } * { إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ } * { قُلْ أَإِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِٱلَّذِي خَلَقَ ٱلأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَاداً ذَلِكَ رَبُّ ٱلْعَالَمِينَ }

وباسناده عن ابن عباس في قوله تعالى { حـمۤ } يقول قضى ما هو كائن أي بين وهو قسم أقسم به { تَنزِيلٌ مِّنَ ٱلرَّحْمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ كِتَابٌ } يقول هذا كتاب تنزيل من الرحمن الرحيم على محمد عليه الصلاة والسلام { فُصِّلَتْ } بينت { آيَاتُهُ } بالأمر والنهي والحلال والحرام { قُرْآناً عَرَبِيّاً } على مجرى لغة العرب نزل الله جبريل به على محمد صلى الله عليه وسلم { لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ } يصدقون بمحمد عليه الصلاة والسلام والقرآن { بَشِيراً } بالجنة { وَنَذِيراً } من النار يبشر بالجنة من آمن بالقرآن ويخوف من النار من كفر بالقرآن { فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ } كفار مكة عن الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن { فَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ } لا يصدقون بمحمد عليه الصلاة والسلام والقرآن ولا يطيعون الله { وَقَالُواْ } كفار مكة أبو جهل وأصحابه { قُلُوبُنَا فِيۤ أَكِنَّةٍ } في أغطية { مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ } من القرآن والتوحيد { وَفِي آذانِنَا وَقْرٌ } صمم لا نسمع قولك لنا { وَمِن بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ } ستر غطوا رؤوسهم بالثياب ثم قالوا يا محمد بيننا وبينك حجاب ستر لا نسمع كلامك استهزاء منهم بك { فَٱعْمَلْ } في دينك لإلهك بهلاكنا { إِنَّنَا عَامِلُونَ } لآلهتنا في ديننا بهلاكك { قُلْ } لهم يا محمد { إِنَّمَآ أَنَاْ بَشَرٌ } آدمي { مِّثْلُكُمْ يُوحَىٰ إِلَيَّ } أرسل إلى جبريل بالقرآن أبلغكم { أَنَّمَآ إِلَـٰهُكُمْ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ } شريك { فَٱسْتَقِيمُوۤاْ إِلَيْهِ } فاقبلوا إليه بالتوبة من الشرك { وَٱسْتَغْفِرُوهُ } وحدوه.

{ وَوَيْلٌ } شدة العذاب ويقال ويل واد في جهنم من قيح ودم { لِّلْمُشْرِكِينَ } لأبي جهل وأصحابه ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْتُونَ ٱلزَّكَاةَ لا يقرون بلا إله إلا الله { وَهُمْ بِٱلآخِرَةِ } بالبعث بعد الموت والجنة والنار { هُمْ كَافِرُونَ } جاحدون { إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } بمحمد عليه الصلاة والسلام والقرآن { وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ } الطاعات فيما بينهم وبين ربهم { لَهُمْ أَجْرٌ } ثواب { غَيْرُ مَمْنُونٍ } غير منقوص ويقال غير منقطع عنهم ويقال لا يمنون بذلك ويقال يكتب ثواب أعمالهم بعد الهرم إلى الموت إلى يوم القيامة غير منقوص { قُلْ } يا محمد { أَئِنَّكُمْ } يا أهل مكة { لَتَكْفُرُونَ بِٱلَّذِي خَلَقَ ٱلأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ } طول كل يوم ألف سنة مما تعدون يوم الأحد ويوم الاثنين { وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَاداً } أعدالاً من الأصنام { ذَٰلِكَ } الذي خلقهما { رَبُّ ٱلْعَالَمِينَ } رب كل شيء ذي روح.