الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ فَلَنُذِيقَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ عَذَاباً شَدِيداً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَسْوَأَ ٱلَّذِي كَانُواْ يَعْمَلُونَ } * { ذَلِكَ جَزَآءُ أَعْدَآءِ ٱللَّهِ ٱلنَّارُ لَهُمْ فِيهَا دَارُ الخُلْدِ جَزَآءً بِمَا كَانُوا بِآياتِنَا يَجْحَدُونَ } * { وَقَال الَّذِينَ كَفَرُواْ رَبَّنَآ أَرِنَا ٱلَّذَيْنِ أَضَلاَّنَا مِنَ ٱلْجِنِّ وَٱلإِنسِ نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا لِيَكُونَا مِنَ ٱلأَسْفَلِينَ } * { إِنَّ ٱلَّذِينَ قَالُواْ رَبُّنَا ٱللَّهُ ثُمَّ ٱسْتَقَامُواْ تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ ٱلْمَلاَئِكَةُ أَلاَّ تَخَافُواْ وَلاَ تَحْزَنُواْ وَأَبْشِرُواْ بِٱلْجَنَّةِ ٱلَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ } * { نَحْنُ أَوْلِيَآؤُكُمْ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَفِي ٱلآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِيۤ أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ } * { نُزُلاً مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ } * { وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَآ إِلَى ٱللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ ٱلْمُسْلِمِينَ } * { وَلاَ تَسْتَوِي ٱلْحَسَنَةُ وَلاَ ٱلسَّيِّئَةُ ٱدْفَعْ بِٱلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا ٱلَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ }

{ فَلَنُذِيقَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } أبا جهل وأصحابه { عَذَاباً شَدِيداً } في الدنيا يوم بدر { وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَسْوَأَ ٱلَّذِي كَانُواْ يَعْمَلُونَ } بأقبح ما كانوا يعملون في الدنيا { ذَٰلِكَ } لهم في الدنيا { جَزَآءُ أَعْدَآءِ ٱللَّهِ } وجزاء أعداء الله في الآخرة { ٱلنَّارُ لَهُمْ فِيهَا } في النار { دَارُ ٱلخُلْدِ } قد خلدوا فيها { جَزَآءً بِمَا كَانُوا بِآياتِنَا } بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن { يَجْحَدُونَ } يكفرون { وَقَال ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } في النار { رَبَّنَآ } يا ربنا { أَرِنَا ٱلَّذَيْنِ أَضَلاَّنَا } عن الحق والهدى { مِنَ ٱلْجِنِّ وَٱلإِنسِ } من الجن إبليس والإنس قابيل الذي قتل أخاه هابيل ويقال من الجن إبليس والشياطين ومن الإنس رؤساؤهم { نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا } بالعذاب { لِيَكُونَا مِنَ ٱلأَسْفَلِينَ } من الأضلين بالعذاب { إِنَّ ٱلَّذِينَ قَالُواْ رَبُّنَا ٱللَّهُ } وحدوا الله { ثُمَّ ٱسْتَقَامُواْ } على الإيمان ولم يكفروا ويقال على أداء الفرائض ولم يروغوا روغان الثعلب { تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ ٱلْمَلاَۤئِكَةُ } عند قبض أرواحهم { أَلاَّ تَخَافُواْ } على ما أمامكم من العذاب { وَلاَ تَحْزَنُواْ } على ما خلفتم من خلفكم { وَأَبْشِرُواْ بِٱلْجَنَّةِ ٱلَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ } في الدنيا { نَحْنُ أَوْلِيَآؤُكُمْ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا } توليناكم في الدنيا { وَفِي ٱلآخِرَةِ } ونتولاكم في الآخرة وهم الحفظة { وَلَكُمْ فِيهَا } في الجنة { مَا تَشْتَهِيۤ } ما تتمنى { أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا } في الجنة { مَا تَدَّعُونَ } تسألون { نُزُلاً } ثواباً وطعاماً وشراباً لكم { مِّنْ غَفُورٍ } لمن تاب { رَّحِيمٍ } لمن مات على التوبة { وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً } أحكم قولاً ويقال أحسن دعوة { مِّمَّن دَعَآ إِلَى ٱللَّهِ } بالتوحيد وهو محمد صلى الله عليه وسلم { وَعَمِلَ صَالِحاً } أدى الفرائض ويقال نزلت هذه الآية في المؤذنين يقول ومن أحسن قولاً دعوة ممن دعا إلى الله بالأذان وعمل صالحاً صلى ركعتين بعد الأذان غير أذان صلاة المغرب { وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ ٱلْمُسْلِمِينَ } انتحل الإسلام وقال إني مؤمن حقاً وهو محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه { وَلاَ تَسْتَوِي ٱلْحَسَنَةُ } الدعوة إلى التوحيد من محمد صلى الله عليه وسلم { وَلاَ ٱلسَّيِّئَةُ } الدعوة إلى الشرك من أبي جهل ويقال ولا يستوي الحسنة شهادة أن لا إله إلا الله ولا السيئة الشرك بالله { ٱدْفَعْ } يا محمد الشرك من أبي جهل أن يفتنك { بِٱلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ } بلا إله إلا الله ويقال ادفع السيئة من أبي جهل عن نفسك بالتي هي أحسن بالكلام الحسن والسلام واللطف { فَإِذَا } فعلت ذلك صار { ٱلَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ } في الدين وهو أبو جهل { كَأَنَّهُ وَلِيٌّ } في الدين { حَمِيمٌ } قريب في النسب.