الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَآ أَقْوَاتَهَا فِيۤ أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَآءً لِّلسَّآئِلِينَ } * { ثُمَّ ٱسْتَوَىٰ إِلَى ٱلسَّمَآءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلأَرْضِ ٱئْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَآ أَتَيْنَا طَآئِعِينَ } * { فَقَضَٰهُنَّ سَبْعَ سَمَٰوَٰتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَىٰ فِي كُلِّ سَمَآءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا ٱلسَّمَآءَ ٱلدُّنْيَا بِمَصَٰبِيحَ وَحِفْظاً ذَلِكَ تَقْدِيرُ ٱلْعَزِيزِ ٱلْعَلِيمِ } * { فَإِنْ أَعْرَضُواْ فَقُلْ أَنذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِّثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ } * { إِذْ جَآءَتْهُمُ ٱلرُّسُلُ مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ تَعْبُدُوۤاْ إِلاَّ ٱللَّهَ قَالُواْ لَوْ شَآءَ رَبُّنَا لأَنزَلَ مَلاَئِكَةً فَإِنَّا بِمَآ أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ } * { فَأَمَّا عَادٌ فَٱسْتَكْبَرُواْ فِي ٱلأَرْضِ بِغَيْرِ ٱلْحَقِّ وَقَالُواْ مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّ ٱللَّهَ ٱلَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُواْ بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ } * { فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِيۤ أَيَّامٍ نَّحِسَاتٍ لِّنُذِيقَهُمْ عَذَابَ ٱلْخِزْيِ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَلَعَذَابُ ٱلآخِرَةِ أَخْزَىٰ وَهُمْ لاَ يُنصَرُونَ }

{ وَجَعَلَ فِيهَا } خلق فيها { رَوَاسِيَ } الجبال الثوابت { مِن فَوْقِهَا } أوتاداً لها { وَبَارَكَ فِيهَا } في الأرض بالماء والشجر والنبات والثمار { وَقَدَّرَ فِيهَآ أَقْوَاتَهَا } معايشها ففي كل أرض معيشة ليست في غيرها { فِيۤ أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ } يقول خلق الله الأرواح قبل الأجساد بأربعة آلاف سنة من سني الدنيا قدر فيها أرزاق الأجساد قبل أرواحها بأربعة آلاف سنة من سني الدنيا { سَوَآءً لِّلسَّآئِلِينَ } سواء لمن سأل ولمن لم يسأل يعني الرزق ويقال بياناً للسائلين كيف خلقها هكذا خلقها { ثُمَّ ٱسْتَوَىٰ إِلَى ٱلسَّمَآءِ } ثم عمد إلى خلق السماء { وَهِيَ دُخَانٌ } بخار الماء { فَقَالَ لَهَا } للسماء { وَلِلأَرْضِ } بعد ما فرغ منهما { ٱئْتِيَا } أعطيا ما فيكما من الماء والنبات { طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَآ أَتَيْنَا } أعطينا { طَآئِعِينَ } لله كارهين بجفاء الخلق { فَقَضَاهُنَّ } خلقهن { سَبْعَ سَمَاوَاتٍ } بعضها فوق بعض { فِي يَوْمَيْنِ } طول كل يوم ألف سنة { وَأَوْحَىٰ فِي كُلِّ سَمَآءٍ أَمْرَهَا } خلق لكل سماء أهلاً وأمر لها أمرها { وَزَيَّنَّا ٱلسَّمَآءَ ٱلدُّنْيَا } الأولى { بِمَصَابِيحَ } بالنجوم { وَحِفْظاً } وحفظناها بالنجوم من الشياطين فبعض النجوم زينة السماء لا يتحرك وبعضها يهتدى به في ظلمات البر والبحر وبعضها رجوم للشياطين { ذَلِكَ تَقْدِيرُ } تدبير { ٱلْعَزِيزِ } بالنقمة لمن لا يؤمن به { ٱلْعَلِيمِ } بتدبيره وبمن آمن به وبمن لا يؤمن به { فَإِنْ أَعْرَضُواْ } كفار مكة عن الإيمان وهو عتبة وأصحابه { فَقُلْ أَنذَرْتُكُمْ } خوفتكم بالقرآن { صَاعِقَةً } عذاباً { مِّثْلَ صَاعِقَةِ } مثل عذاب { عَادٍ وَثَمُودَ إِذْ جَآءَتْهُمُ ٱلرُّسُلُ مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ } من قبل عاد وثمود إلى قومهم { وَمِنْ خَلْفِهِمْ } من بعدهم أيضاً جاءت الرسل إلى قومهم وقالوا لقومهم { أَلاَّ تَعْبُدُوۤاْ } أن لا توحدوا { إِلاَّ ٱللَّهَ قَالُواْ } كل قوم لرسولهم { لَوْ شَآءَ رَبُّنَا } أن ينزل إلينا رسولاً { لأَنزَلَ مَلاَئِكَةً } من الملائكة الذين عنده { فَإِنَّا بِمَآ أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ } جاحدون ما أنتم إلا بشر مثلنا { فَأَمَّا عَادٌ } قوم هود { فَٱسْتَكْبَرُواْ } تعظموا عن الإيمان { فِي ٱلأَرْضِ بِغَيْرِ ٱلْحَقِّ } بلا حق كان لهم { وَقَالُواْ } لهود { مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً } بالبدن والمنعة فيهلكنا { أَوَلَمْ يَرَوْاْ } أو لم يعلموا { أَنَّ ٱللَّهَ ٱلَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً } منعة يقدر على إهلاكهم { وَكَانُواْ بِآيَاتِنَا } بكتابنا ورسولنا هود { يَجْحَدُونَ } يكفرون { فَأَرْسَلْنَا } سلّطنا { عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً } بارداً شديداً { فِيۤ أَيَّامٍ نَّحِسَاتٍ } مشؤومات عليهم بالعذاب ويقال شديدة { لِّنُذِيقَهُمْ عَذَابَ ٱلْخِزْيِ } الشديد { فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَلَعَذَابُ ٱلآخِرَةِ أَخْزَىٰ } أشد ما كان لهم في الدنيا { وَهُمْ لاَ يُنصَرُونَ } لا يمنعون من عذاب الله.