الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ ٱللَّهُ ٱلَّذِي جَعَـلَ لَكُـمُ ٱلأَرْضَ قَـرَاراً وَٱلسَّمَآءَ بِنَـآءً وَصَوَّرَكُـمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُـمْ وَرَزَقَكُـمْ مِّنَ ٱلطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ ٱللَّهُ رَبُّكُـمْ فَتَـبَارَكَ ٱللَّهُ رَبُّ ٱلْعَالَمِينَ } * { هُوَ ٱلْحَيُّ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ فَـٱدْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ ٱلْحَـمْدُ للَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ } * { قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ ٱلَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ لَمَّا جَآءَنِيَ ٱلْبَيِّنَـٰتُ مِن رَّبِّي وَأُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ لِرَبِّ ٱلْعَـٰلَمِينَ } * { هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَكُمْ مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَـبْلُغُوۤاْ أَشُدَّكُـمْ ثُمَّ لِتَكُـونُواْ شُيُوخاً وَمِنكُمْ مَّن يُتَوَفَّىٰ مِن قَبْلُ وَلِتَبْلُغُوۤاْ أَجَلاً مُّسَمًّى وَلَعَلَّـكُمْ تَعْقِلُونَ } * { هُوَ ٱلَّذِي يُحْيِـي وَيُمِيتُ فَإِذَا قَضَىٰ أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فيَكُونُ } * { أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِيۤ آيَاتِ ٱللَّهِ أَنَّىٰ يُصْرَفُونَ } * { ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِٱلْكِـتَابِ وَبِمَآ أَرْسَلْنَا بِهِ رُسُلَنَا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ }

{ ٱللَّهُ ٱلَّذِي جَعَـلَ لَكُـمُ } خلق لكم { ٱلأَرْضَ قَـرَاراً } منزلاً للأحياء والأموات { وَٱلسَّمَآءَ بِنَـآءً } سقفاً مرفوعاً { وَصَوَّرَكُـمْ } في الأرحام { فَأَحْسَنَ صُوَرَكُـمْ } من صور الدواب ويقال أحكم صوركم { وَرَزَقَكُـمْ مِّنَ ٱلطَّيِّبَاتِ } جعل أرزاقكم أطيب وألين من رزق الدواب ويقال رزقكم من الحلال { ذَٰلِكُمُ ٱللَّهُ رَبُّكُـمْ } الذي فعل ذلك هو ربكم فاشكروه { فَتَـبَارَكَ ٱللَّهُ } ذو بركة { رَبُّ ٱلْعَالَمِينَ } رب كل ذي روح دب على وجه الأرض { هُوَ ٱلْحَيُّ } الذي لا يموت { لاَ إِلَـٰهَ } يفعل ذلك { إِلاَّ هُوَ فَـٱدْعُوهُ } فوحدوه { مُخْلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ } مخلصين له بالعبادة والتوحيد { ٱلْحَـمْدُ لِلَّهِ } الشكر لله والربوبية لله { رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ } رب كل ذي روح دب على وجه الأرض { قُلْ } لأهل مكة يا محمد حين قالوا له ارجع إلى دين آبائك { إِنِّي نُهِيتُ } في القرآن { أَنْ أَعْبُدَ ٱلَّذِينَ تَدْعُونَ } تعبدون { مِن دُونِ ٱللَّهِ } من الأوثان { لَمَّا جَآءَنِيَ ٱلْبَيِّنَاتُ } حين جاءني البيان { مِن رَّبِّي } بأن الله واحد لا شريك له { وَأُمِرْتُ } في القرآن { أَنْ أُسْلِمَ } أن استقيم على الإسلام { لِرَبِّ ٱلْعَالَمِينَ } رب كل ذي روح دب على وجه الأرض { هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَكُمْ مِّن تُرَابٍ } من آدم وآدم من تراب { ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ } ثم خلقكم من نطفة آبائكم { ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ } من دم عبيط { ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ } من بطون أمهاتكم { طِفْلاً } صغاراً { ثُمَّ لِتَـبْلُغُوۤاْ أَشُدَّكُـمْ } ما بين ثمان عشرة سنة إلى ثلاثين سنة { ثُمَّ لِتَكُـونُواْ شُيُوخاً } بعد الأشد { وَمِنكُمْ مَّن يُتَوَفَّىٰ } تقبض روحه { مِن قَبْلُ } من قبل البلوغ والشيخوخة { وَلِتَبْلُغُوۤاْ أَجَلاً مُّسَمًّى } معلوماً منتهى آجالكم { وَلَعَلَّـكُمْ تَعْقِلُونَ } لكي تصدقوا بالبعث بعد الموت { هُوَ ٱلَّذِي يُحْيِـي } للبعث { وَيُمِيتُ } في الدنيا { فَإِذَا قَضَىٰ أَمْراً } فإذا أراد أن يخلق ولداً بلا أب مثل عيسى { فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فيَكُونُ } ولداً بلا أب ويقال فإذا قضى أمراً فإذا أراد أن تكون القيامة فإنما يقول له للقيامة كن فتكون بين الكاف والنون قبل أن تتصل الكاف مع النون فيكون { أَلَمْ تَرَ } ألم تخبر يا محمد في القرآن { إِلَى ٱلَّذِينَ } عن الذين { يُجَادِلُونَ فِيۤ آيَاتِ ٱللَّهِ } يكذبون بالقرآن { أَنَّىٰ يُصْرَفُونَ } بالكذب فكيف يكذبون على الله { ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِٱلْكِـتَابِ } بالقرآن { وَبِمَآ أَرْسَلْنَا بِهِ رُسُلَنَا } من الكتب { فَسَوْفَ } وهذا وعيد لهم { يَعْلَمُونَ } يوم القيامة ماذا يفعل بهم.