الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ ٱلَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِيۤ آيَاتِ ٱللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتاً عِندَ ٱللَّهِ وَعِندَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ كَذَلِكَ يَطْبَعُ ٱللَّهُ عَلَىٰ كُـلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ } * { وَقَالَ فَرْعَوْنُ يٰهَامَانُ ٱبْنِ لِي صَرْحاً لَّعَـلِّيۤ أَبْلُغُ ٱلأَسْبَابَ } * { أَسْبَابَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ فَأَطَّلِعَ إِلَىٰ إِلَـٰهِ مُوسَىٰ وَإِنِّي لأَظُنُّهُ كَاذِباً وَكَـذَلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوۤءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ ٱلسَّبِيلِ وَمَا كَـيْدُ فِرْعَوْنَ إِلاَّ فِي تَبَابٍ } * { وَقَالَ ٱلَّذِيۤ آمَنَ يٰقَوْمِ ٱتَّبِعُونِ أَهْدِكُـمْ سَبِيـلَ ٱلرَّشَـادِ } * { يٰقَوْمِ إِنَّمَا هَـٰذِهِ ٱلْحَيَاةُ ٱلدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ ٱلآخِرَةَ هِيَ دَارُ ٱلْقَـرَارِ } * { مَنْ عَمِـلَ سَـيِّئَةً فَلاَ يُجْزَىٰ إِلاَّ مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِـلَ صَالِحاً مِّن ذَكَـرٍ أَوْ أُنْثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَـٰئِكَ يَدْخُلُونَ ٱلْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ } * { وَيٰقَوْمِ مَا لِيۤ أَدْعُوكُـمْ إِلَى ٱلنَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِيۤ إِلَى ٱلنَّارِ } * { تَدْعُونَنِي لأَكْـفُرَ بِٱللَّهِ وَأُشْرِكَ بِهِ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَأَنَاْ أَدْعُوكُمْ إِلَى ٱلْعَزِيزِ ٱلْغَفَّارِ } * { لاَ جَرَمَ أَنَّمَا تَدْعُونَنِيۤ إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي ٱلدُّنْيَا وَلاَ فِي ٱلآخِرَةِ وَأَنَّ مَرَدَّنَآ إِلَى ٱللَّهِ وَأَنَّ ٱلْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ ٱلنَّارِ } * { فَسَتَذْكُرُونَ مَآ أَقُولُ لَكُـمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِيۤ إِلَى ٱللَّهِ إِنَّ ٱللَّهَ بَصِيرٌ بِٱلْعِبَادِ }

{ ٱلَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِيۤ آيَاتِ ٱللَّهِ } يكذبون بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن { بِغَيْرِ سُلْطَانٍ } حجة { أَتَاهُمْ } من الله وهو أبو جهل وأصحابه المستهزئون { كَبُرَ مَقْتاً } عظم بغضاً { عِندَ ٱللَّهِ } يوم القيامة { وَعِندَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } في الدنيا { كَذَٰلِكَ } هكذا { يَطْبَعُ ٱللَّهُ } يختم الله { عَلَىٰ كُـلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ } عن الإيمان { جَبَّارٍ } عن قبول الحق والهدى { وَقَالَ فَرْعَوْنُ } لوزيره { يَٰهَامَانُ ٱبْنِ لِي صَرْحاً } قصراً { لَّعَـلِّيۤ أَبْلُغُ ٱلأَسْبَابَ } أصعد الأبواب { أَسْبَابَ ٱلسَّمَاوَاتِ } أبواب السموات { فَأَطَّلِعَ } فأنظر { إِلَىٰ إِلَـٰهِ مُوسَىٰ } الذي يزعم أنه في السماء أرسله إليَّ { وَإِنِّي لأَظُنُّهُ كَاذِباً } ما في السماء من إله فلم يبن واشتغل بموسى { وَكَـذَٰلِكَ } هكذا { زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوۤءُ عَمَلِهِ } قبح عمله { وَصُدَّ عَنِ ٱلسَّبِيلِ } صرف فرعون عن الحق والهدى { وَمَا كَـيْدُ فِرْعَوْنَ } صنع فرعون { إِلاَّ فِي تَبَابٍ } في خسار { وَقَالَ ٱلَّذِيۤ آمَنَ } يعني حزقيل { يَٰقَوْمِ ٱتَّبِعُونِ } في ديني { أَهْدِكُـمْ سَبِيـلَ ٱلرَّشَـادِ } أدعكم إلى الحق والهدى { يَٰقَوْمِ إِنَّمَا هَـٰذِهِ ٱلْحَيَاةُ ٱلدُّنْيَا مَتَاعٌ } كمتاع البيت لا يبقى { وَإِنَّ ٱلآخِرَةَ } يعني الجنة { هِيَ دَارُ ٱلْقَـرَارِ } المقام الدائم لا تحويل منها { مَنْ عَمِـلَ سَـيِّئَةً } في الشرك { فَلاَ يُجْزَىٰ إِلاَّ مِثْلَهَا } النار { وَمَنْ عَمِـلَ صَالِحاً } خالصاً { مِّن ذَكَـرٍ أَوْ أُنْثَىٰ } من رجال أو نساء { وَهُوَ مُؤْمِنٌ } ومع ذلك مؤمن مخلص بإيمانه { فَأُوْلَـٰئِكَ يَدْخُلُونَ ٱلْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ } يطعمون { فِيهَا } في الجنة { بِغَيْرِ حِسَابٍ } بلا قوة ولا هنداز ولا منة { وَيَٰقَوْمِ مَا لِيۤ أَدْعُوكُـمْ إِلَى ٱلنَّجَاةِ } إلى التوحيد وهذا قول حزقيل أيضاً { وَتَدْعُونَنِيۤ إِلَى ٱلنَّارِ } إلى عمل أهل النار الشرك بالله { تَدْعُونَنِي لأَكْـفُرَ بِٱللَّهِ وَأُشْرِكَ بِهِ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ } أنه شريكه ولي به علم أنه ليس له شريك { وَأَنَاْ أَدْعُوكُمْ إِلَى ٱلْعَزِيزِ } إلى توحيد العزيز بالنقمة لمن لا يؤمن به { ٱلْغَفَّارِ } لمن آمن به { لاَ جَرَمَ } حقاً { أَنَّمَا تَدْعُونَنِيۤ إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ } مقدرة { فِي ٱلدُّنْيَا وَلاَ فِي ٱلآخِرَةِ وَأَنَّ مَرَدَّنَآ } مرجعنا { إِلَى ٱللَّهِ } بعد الموت { وَأَنَّ ٱلْمُسْرِفِينَ } المشركين { هُمْ أَصْحَابُ ٱلنَّارِ } من أهل النار { فَسَتَذْكُرُونَ } فستعلمون يوم القيامة { مَآ أَقُولُ لَكُـمْ } في الدنيا من العذاب { وَأُفَوِّضُ } أكل { أَمْرِيۤ إِلَى ٱللَّهِ } وأثق به { إِنَّ ٱللَّهَ بَصِيرٌ بِٱلْعِبَادِ } لمن آمن به وبمن لا يؤمن به.