الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ ٱلأَزِفَةِ إِذِ ٱلْقُلُوبُ لَدَى ٱلْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلاَ شَفِيعٍ يُطَاعُ } * { يَعْلَمُ خَآئِنَةَ ٱلأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي ٱلصُّدُورُ } * { وَٱللَّهُ يَقْضِي بِٱلْحَقِّ وَٱلَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لاَ يَقْضُونَ بِشَيْءٍ إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْبَصِيرُ } * { أَوَلَمْ يَسِيروُاْ فِي ٱلأَرْضِ فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلَّذِينَ كَانُواْ مِن قَبْلِهِمْ كَانُواْ هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَآثَاراً فِي ٱلأَرْضِ فَأَخَذَهُمُ ٱللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَمَا كَانَ لَهُم مِّنَ ٱللَّهِ مِن وَاقٍ } * { ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانَت تَّأْتِيهِمْ رُسُلُهُم بِٱلْبَيِّنَاتِ فَكَفَرُواْ فَأَخَذَهُمُ ٱللَّهُ إِنَّهُ قَوِيٌّ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ } * { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَىٰ بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُّبِينٍ } * { إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَقَارُونَ فَقَالُواْ سَاحِرٌ كَـذَّابٌ } * { فَلَمَّا جَآءَهُمْ بِٱلْحَقِّ مِنْ عِندِنَا قَالُواْ ٱقْتُلُوۤاْ أَبْنَآءَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ وَٱسْتَحْيُواْ نِسَآءَهُمْ وَمَا كَـيْدُ ٱلْكَافِرِينَ إِلاَّ فِي ضَلاَلٍ } * { وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِيۤ أَقْتُلْ مُوسَىٰ وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّيۤ أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُـمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي ٱلأَرْضِ ٱلْفَسَادَ }

{ وَأَنذِرْهُمْ } خوفهم يا محمد { يَوْمَ ٱلأَزِفَةِ } من أهوال يوم الأزفة وهو يوم القيامة يزف بعضهم إلى بعض ويسرع { إِذِ ٱلْقُلُوبُ لَدَى ٱلْحَنَاجِرِ } عند الحناجر { كَاظِمِينَ } مغمومين محزونين يتردد الغيظ في أجوافهم { مَا لِلظَّالِمِينَ } المشركين { مِنْ حَمِيمٍ } من قريب ينفعهم { وَلاَ شَفِيعٍ يُطَاعُ } فيهم بالشفاعة { يَعْلَمُ خَآئِنَةَ ٱلأَعْيُنِ } النظرة بعد النظرة الثانية من الخيانة { وَمَا تُخْفِي ٱلصُّدُورُ } ما تضمر القلوب عند النظرة الثانية يعلم الله ذلك { وَٱللَّهُ يَقْضِي بِٱلْحَقِّ } يحكم بالشفاعة لمن يشاء يوم القيامة ويقال يأمر بالعدل { وَٱلَّذِينَ يَدْعُونَ } يعبدون { مِن دُونِهِ } من دون الله من الأوثان { لاَ يَقْضُونَ بِشَيْءٍ } لا يحكمون بشيء من الشفاعة يوم القيامة لأنه ليس لهم مقدرة على ذلك ويقال لا يقضون بشيء لا يأمرون بخير في الدنيا لأنهم صم بكم { إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلسَّمِيعُ } لمقالتهم { ٱلْبَصِيرُ } بهم وبأعمالهم { أَوَلَمْ يَسِيروُاْ } يسافروا كفار مكة { فِي ٱلأَرْضِ فَيَنظُرُواْ } فيتفكروا { كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ } جزاء { ٱلَّذِينَ كَانُواْ مِن قَبْلِهِمْ كَانُواْ هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً } بالبدن { وَآثَاراً فِي ٱلأَرْضِ } أشد لها طلباً وأبعد ذهاباً في طلبها { فَأَخَذَهُمُ ٱللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ } فعاقبهم الله بذنوبهم بتكذيبهم الرسل { وَمَا كَانَ لَهُم مِّنَ ٱللَّهِ } من عذاب الله { مِن وَاقٍ } من مانع { ذَٰلِكَ } العذاب في الدنيا { بِأَنَّهُمْ كَانَت تَّأْتِيهِمْ رُسُلُهُم بِٱلْبَيِّنَاتِ } بالأمر والنهي والعلامات { فَكَفَرُواْ } بالرسل وبما جاؤوا به { فَأَخَذَهُمُ ٱللَّهُ } بالعقوبة { إِنَّهُ قَوِيٌّ } بأخذه { شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ } لمن عاقبه { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَىٰ بِآيَاتِنَا } التسع { وَسُلْطَانٍ مُّبِينٍ } حجة مبينة { إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ } وزير فرعون { وَقَارُونَ } ابن عم موسى { فَقَالُواْ } لموسى هذا { سَاحِرٌ } يفرق بين الاثنين { كَـذَّابٌ } يكذب على الله { فَلَمَّا جَآءَهُمْ } موسى { بِٱلْحَقِّ } بالكتاب { مِنْ عِندِنَا قَالُواْ ٱقْتُلُوۤاْ أَبْنَآءَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ } أي أعيدوا عليهم القتل { وَٱسْتَحْيُواْ نِسَآءَهُمْ } استخدموا نساءهم ولا تقتلوهن { وَمَا كَـيْدُ ٱلْكَافِرِينَ } ما صنع فرعون وقومه { إِلاَّ فِي ضَلاَلٍ } في خطأ { وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِيۤ أَقْتُلْ } أي اتركوني أقتل { مُوسَىٰ وَلْيَدْعُ رَبَّهُ } الذي يزعم أنه أرسله إلي { إِنِّيۤ أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُـمْ } الذي أنتم عليه { أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي ٱلأَرْضِ ٱلْفَسَادَ } يقتل أبناءكم ويستخدم نساءكم كما قتلتم واستخدمتم ويقال أو أن يظهروا في الأرض الفساد بترك دينكم ودين آبائكم ويدخلكم في دينه إن قرأت بنصب الياء والهاء.