الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ وَقِهِمُ ٱلسَّيِّئَاتِ وَمَن تَقِ ٱلسَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ } * { إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ ٱللَّهِ أَكْبَرُ مِن مَّقْتِكُمْ أَنفُسَكُـمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى ٱلإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ } * { قَالُواْ رَبَّنَآ أَمَتَّنَا ٱثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا ٱثْنَتَيْنِ فَٱعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَىٰ خُرُوجٍ مِّن سَبِيلٍ } * { ذَلِكُم بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ ٱللَّهُ وَحْدَهُ كَـفَرْتُمْ وَإِن يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُواْ فَٱلْحُكْمُ للَّهِ ٱلْعَلِـيِّ ٱلْكَبِيرِ } * { هُوَ ٱلَّذِي يُرِيكُمْ آيَاتِهِ وَيُنَزِّلُ لَكُم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ رِزْقاً وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلاَّ مَن يُنِيبُ } * { فَٱدْعُواْ ٱللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ ٱلْكَافِرُونَ } * { رَفِيعُ ٱلدَّرَجَاتِ ذُو ٱلْعَرْشِ يُلْقِي ٱلرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَىٰ مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنذِرَ يَوْمَ ٱلتَّلاَقِ } * { يَوْمَ هُم بَارِزُونَ لاَ يَخْفَىٰ عَلَى ٱللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِّمَنِ ٱلْمُلْكُ ٱلْيَوْمَ لِلَّهِ ٱلْوَاحِدِ ٱلْقَهَّارِ } * { ٱلْيَوْمَ تُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَـسَبَتْ لاَ ظُلْمَ ٱلْيَوْمَ إِنَّ ٱللَّهَ سَرِيعُ ٱلْحِسَابِ }

{ وَقِهِمُ ٱلسَّيِّئَاتِ } ادفع عنهم عذاب يوم القيامة { وَمَن تَقِ ٱلسَّيِّئَاتِ } ومن دفعت عنه العذاب { يَوْمَئِذٍ } يوم القيامة { فَقَدْ رَحِمْتَهُ } غفرت له وعصمته وعظمته { وَذَلِكَ } الغفران والدفع { هُوَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ } النجاة الوافرة فازوا بالجنة ونجوا من النار { إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } بالله وبالكتب والرسل إذا دخلوا النار يقول كل واحد منهم مقتك يا نفسي { يُنَادَوْنَ } فيناديهم الملائكة { لَمَقْتُ ٱللَّهِ } في الدنيا { أَكْبَرُ مِن مَّقْتِكُمْ أَنفُسَكُـمْ } اليوم في النار { إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى ٱلإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ } فتجحدون { قَالُواْ } يعني الكفار في النار { رَبَّنَآ } يا ربنا { أَمَتَّنَا ٱثْنَتَيْنِ } مرتين مرة بقبض أرواحنا ومرة بعد ما سألنا منكر ونكير في القبور { وَأَحْيَيْتَنَا ٱثْنَتَيْنِ } مرتين مرة قبل أن سألنا منكر ونكير في القبور ومرة للبعث { فَٱعْتَرَفْنَا } فأقررنا { بِذُنُوبِنَا } بشركنا وجحودنا من ذلك { فَهَلْ إِلَىٰ خُرُوجٍ } رجوع إلى الدنيا { مِّن سَبِيلٍ } من حيلة فنؤمن بك يقول الله لهم { ذَٰلِكُم } العذاب في النار والمقت { بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ ٱللَّهُ وَحْدَهُ } إذا قيل لكم قولوا لا إله إلاَّ الله { كَـفَرْتُمْ } جحدتم { وَإِن يُشْرَكْ بِهِ } الأوثان { تُؤْمِنُواْ } تقروا { فَٱلْحُكْمُ لِلَّهِ } فالقضاء بين العباد لله حكم بالنار لمن كفر به { ٱلْعَلِـيِّ } أعلى كل شيء { ٱلْكَبِيرِ } أكبر كل شيء { هُوَ ٱلَّذِي يُرِيكُمْ } يا أهل مكة { آيَاتِهِ } علامات وحدانيته وقدرته وعجائبه من خراب مساكن الذين ظلموا { وَيُنَزِّلُ لَكُم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ رِزْقاً } مطراً { وَمَا يَتَذَكَّرُ } ما يتعظ بالقرآن { إِلاَّ مَن يُنِيبُ } إلا من يقبل إلى الله { فَٱدْعُواْ ٱللَّهَ } فاعبدوا الله { مُخْلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ } لله بالعبادة والتوحيد { وَلَوْ كَرِهَ } وإن كره { ٱلْكَافِرُونَ } أهل مكة { رَفِيعُ ٱلدَّرَجَاتِ } خالق السموات رفعها فوق كل شيء { ذُو ٱلْعَرْشِ } السرير { يُلْقِي ٱلرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ } ينزل جبريل بالقرآن { عَلَىٰ مَن يَشَآءُ } على من يحب { مِنْ عِبَادِهِ } يعني محمداً عليه السلام { لِيُنذِرَ } ليخوف محمد صلى الله عليه وسلم بالقرآن { يَوْمَ ٱلتَّلاَقِ } يوم يلتقي أهل السماء وأهل الأرض ويقال يوم يلتقي الخالق والمخلوق { يَوْمَ هُم بَارِزُونَ } خارجون من القبور { لاَ يَخْفَىٰ عَلَى ٱللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ } ولا من أعمالهم شيء فيقول الله بعد نفخة الموت { لِّمَنِ ٱلْمُلْكُ ٱلْيَوْمَ } فليس يجيبه أحد فيرد على نفسه فيقول { لِلَّهِ ٱلْوَاحِدِ } بلا ولد ولا شريك { ٱلْقَهَّارِ } لخلقه بالموت الغالب عليهم { ٱلْيَوْمَ } وهو يوم القيامة { تُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍ } برة أو فاجرة { بِمَا كَـسَبَتْ } من الخير والشر { لاَ ظُلْمَ ٱلْيَوْمَ } على أحد أي لا ينقص من حسناتهم ولا يزاد على سيئاتهم { إِنَّ ٱللَّهَ سَرِيعُ ٱلْحِسَابِ } إذا حاسب ويقال شديد العقاب إذا عاقب.