{ يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا ضَرَبْتُمْ } خرجتم { فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ } في الجهاد { فَتَبَيَّنُواْ } تحققوا حتى يتبين لكم المؤمن من الكافر { وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ أَلْقَىۤ إِلَيْكُمُ ٱلسَّلاَمَ } لمن أسمعكم لا إله إلا الله محمد رسول الله مع السلام { لَسْتَ مُؤْمِناً } فتقتلونه { تَبْتَغُونَ عَرَضَ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا } تطلبون بذلك ما كان معه من الغنائم { فَعِنْدَ ٱللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ } ثواب كثير لمن ترك قتل المؤمن { كَذٰلِكَ كُنتُم } في قومكم تأمنون من المؤمنين من محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه بلا إله إلا الله { مِّن قَبْلُ } من قبل الهجرة { فَمَنَّ ٱللَّهُ عَلَيْكُمْ } بالهجرة من بين الكافرين { فَتَبَيَّنُواْ } فتثبتوا يقول قفوا حتى لا تقتلوا مؤمناً { إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ } من القتل وغيره { خَبِيراً } ثم بيّن ثواب المجاهدين فقال { لاَّ يَسْتَوِي ٱلْقَاعِدُونَ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ } عن الجهاد { غَيْرُ أُوْلِي ٱلضَّرَرِ } الشدة والضعف بالبدن والبصر مثل عبد الله بن أم مكتوم وعبد الله بن جحش الأسدي بخروج أنفسهم { وَٱلْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ } بنفقة أموالهم { وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ ٱللَّهُ ٱلْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى ٱلْقَاعِدِينَ } بغير الضرر { دَرَجَةً } فضيلة { وَكُـلاًّ } كلا الفريقين المجاهدين والقاعدين { وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلْحُسْنَىٰ } الجنة بالإيمان { وَفَضَّلَ ٱللَّهُ ٱلْمُجَاهِدِينَ } بالجهاد { عَلَى ٱلْقَاعِدِينَ } بغير عذر { أَجْراً عَظِيماً } ثواباً وافراً في الجنة { دَرَجَاتٍ مِّنْهُ } فضائل من الله في الدرجات { وَمَغْفِرَةً } للذنوب { وَرَحْمَةً } من العذاب { وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُوراً } لمن تاب عن القعود وخرج إلى الجهاد { رَّحِيماً } لمن مات على التوبة. ثم نزل في شأن النفر الذين قتلوا يوم بدر وكانوا خمسين رجلاً ارتدوا عن الإسلام فقتل عامتهم فقال { إِنَّ ٱلَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ ٱلْمَلاۤئِكَةُ } قبضتهم الملائكة يوم بدر { ظَالِمِيۤ أَنْفُسِهِمْ } بالشرك { قَالُواْ } قالت لهم الملائكة حين القبض { فِيمَ كُنتُمْ } ماذا كنتم تصنعون بمكة { قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ } مقهورين ذليلين { فِي ٱلأَرْضِ } في أرض مكة في أيدي الكفار { قَالْوۤاْ } قالت لهم الملائكة { أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ ٱللَّهِ } أرض المدينة { وَاسِعَةً } آمنة { فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا } إليها { فَأُوْلَـٰئِكَ } النفر { مَأْوَاهُمْ } مصيرهم { جَهَنَّمُ وَسَآءَتْ مَصِيراً } صار إليه ثم بين أهل العذر.