الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ فَمِنْهُمْ مَّنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُمْ مَّن صَدَّ عَنْهُ وَكَفَىٰ بِجَهَنَّمَ سَعِيراً } * { إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَٰتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَاراً كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَٰهُمْ جُلُوداً غَيْرَهَا لِيَذُوقُواْ ٱلْعَذَابَ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَزِيزاً حَكِيماً } * { وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَداً لَّهُمْ فِيهَآ أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَنُدْخِلُهُمْ ظِـلاًّ ظَلِيلاً } * { إِنَّ ٱللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ ٱلأَمَانَاتِ إِلَىۤ أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ ٱلنَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِٱلْعَدْلِ إِنَّ ٱللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً } * { يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ وَأُوْلِي ٱلأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى ٱللَّهِ وَٱلرَّسُولِ إِن كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ ذٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً } * { أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ ءَامَنُواْ بِمَآ أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَآ أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُوۤاْ إِلَى ٱلطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوۤاْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ ٱلشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيداً } * { وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ إِلَىٰ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ وَإِلَى ٱلرَّسُولِ رَأَيْتَ ٱلْمُنَٰفِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُوداً }

{ فَمِنْهُمْ } من اليهود { مَّنْ آمَنَ بِهِ } بكتاب داود وسليمان { وَمِنْهُمْ مَّن صَدَّ عَنْهُ } كفر به { وَكَفَىٰ } لكعب وأصحابه { بِجَهَنَّمَ سَعِيراً } ناراً وقوداً { إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِنَا } بمحمد والقرآن { سَوْفَ } وهذا وعيد لهم { نُصْلِيهِمْ } ندخلهم { نَاراً } في الآخرة { كُلَّمَا نَضِجَتْ } احترقت { جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُوداً غَيْرَهَا } جددنا جلودهم { لِيَذُوقُواْ ٱلْعَذَابَ } لكي يجدوا ألم العذاب { إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَزِيزاً } بالنقمة منهم { حَكِيماً } حكم عليهم بتبديل الجلود. ثم نزل في المؤمنين فقال { وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ } بمحمد والقرآن وجملة الكتب والرسل { وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ } الطاعات فيما بينهم وبين ربهم بالإخلاص { سَنُدْخِلُهُمْ } في الآخرة { جَنَّاتٍ } بساتين { تَجْرِي مِن تَحْتِهَا } من تحت شجرها وسورها { ٱلأَنْهَارُ } أنهار الخمر واللبن والعسل والماء { خَالِدِينَ فِيهَآ } مقيمين في الجنة لا يموتون ولا يخرجون منها { أَبَداً لَّهُمْ فِيهَآ } في الجنة { أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ } من الحيض والأدناس { وَنُدْخِلُهُمْ ظِـلاًّ ظَلِيلاً } كناً كنيناً ويقال ظلاً ظليلاً ممدوداً. ثم نزل في شأن المفتاح الذي أخذه النبي صلى الله عليه وسلم من عثمان بن طلحة بأمانة الله فأمر الله رسوله برد الأمانة إلى أهلها فقال { إِنَّ ٱللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ ٱلأَمَانَاتِ } أن تردوا المفتاح { إِلَىۤ أَهْلِهَا } إلى عثمان بن طلحة { وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ ٱلنَّاسِ } بين عثمان بن طلحة وعباس بن عبد المطلب { أَن تَحْكُمُواْ بِٱلْعَدْلِ } أن تردوا المفتاح إلى عثمان والسقاية إلى العباس { إِنَّ ٱللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ } نعم ما يأمركم { بِهِ } من رد الأمانات والعدل { إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ سَمِيعاً } بمقالة العباس أعطني المفتاح مع السقاية يا رسول الله { بَصِيراً } بصنع عثمان بن طلحة حيث منع المفتاح ثم قال خذ بأمانة الله حقي يا رسول الله { يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } عثمان بن طلحة وأصحابه { أَطِيعُواْ ٱللَّهَ } فيما أمركم { وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ } فيما يأمركم { وَأُوْلِي ٱلأَمْرِ مِنْكُمْ } أمراء السرايا ويقال العلماء { فَإِن تَنَازَعْتُمْ } اختلفتم { فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى ٱللَّهِ } إلى كتاب الله { وَٱلرَّسُولِ } وسنة الرسول { إِن كُنتُمْ } إذ كنتم { تُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ } البعث بعد الموت { ذٰلِكَ } الرد إلى كتاب الله وسنة الرسول { خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً } عاقبة { أَلَمْ تَرَ } ألم تخبر يا محمد { إِلَى ٱلَّذِينَ } عن الذين { يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَآ أُنْزِلَ إِلَيْكَ } يعني القرآن { وَمَآ أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ } يعني التوراة { يُرِيدُونَ } عند الخصومة { أَن يَتَحَاكَمُوۤاْ إِلَى ٱلطَّاغُوتِ } إلى كعب بن الأشرف { وَقَدْ أُمِرُوۤاْ } في القرآن { أَن يَكْفُرُواْ بِهِ } أن يتبرؤوا منه { وَيُرِيدُ ٱلشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيداً } عن الحق والهدى نزلت في رجل من المنافقين يسمى بشراً الذي قتله عمر بن الخطاب كان له خصومة مع رجل من اليهود { وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ } لحاطب بن أبي بلتعة المنافق الذي كان له خصومة مع الزبير بن العوام ابن عمة النبي صلى الله عليه وسلم { تَعَالَوْاْ إِلَىٰ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ } إلى حكم ما أنزل الله في القرآن { وَإِلَى ٱلرَّسُولِ } إلى حكم الرسول { رَأَيْتَ ٱلْمُنَافِقِينَ } يعني حاطب بن أبي بلتعة { يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُوداً } يعرضون عن حكمك إعراضاً معه لي الشدق.