الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱبْتَلُواْ ٱلْيَتَامَىٰ حَتَّىٰ إِذَا بَلَغُواْ النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُمْ مِّنْهُمْ رُشْداً فَٱدْفَعُواْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلاَ تَأْكُلُوهَآ إِسْرَافاً وَبِدَاراً أَن يَكْبَرُواْ وَمَن كَانَ غَنِيّاً فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَن كَانَ فَقِيراً فَلْيَأْكُلْ بِٱلْمَعْرُوفِ فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُواْ عَلَيْهِمْ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ حَسِيباً } * { لِّلرِّجَالِ نَصيِبٌ مِّمَّا تَرَكَ ٱلْوَالِدَانِ وَٱلأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَآءِ نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ ٱلْوَالِدَانِ وَٱلأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيباً مَّفْرُوضاً } * { وَإِذَا حَضَرَ ٱلْقِسْمَةَ أُوْلُواْ ٱلْقُرْبَىٰ وَٱلْيَتَامَىٰ وَٱلْمَسَاكِينُ فَٱرْزُقُوهُمْ مِّنْهُ وَقُولُواْ لَهُمْ قَوْلاً مَّعْرُوفاً } * { وَلْيَخْشَ ٱلَّذِينَ لَوْ تَرَكُواْ مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافاً خَافُواْ عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُواْ ٱللَّهَ وَلْيَقُولُواْ قَوْلاً سَدِيداً } * { إِنَّ ٱلَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ ٱلْيَتَٰمَىٰ ظُلْماً إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَاراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً }

{ وَٱبْتَلُواْ ٱلْيَتَامَىٰ } اختبروا عقول اليتامى { حَتَّىٰ إِذَا بَلَغُواْ النِّكَاحَ } الحلم { فَإِنْ آنَسْتُمْ مِّنْهُمْ } فإن رأيتم منهم { رُشْداً } صلاحاً في الدين وحفظاً في المال { فَٱدْفَعُواْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ } التي عندكم { وَلاَ تَأْكُلُوهَآ إِسْرَافاً } في المعصية حراماً { وَبِدَاراً } مبادرة كبر اليتيم إلى أكلها الأول فالأول { أَن يَكْبَرُواْ } مخافة أن يكبروا فيمنعوكم من ذلك { وَمَن كَانَ غَنِيّاً } عن مال اليتيم { فَلْيَسْتَعْفِفْ } بغناه عن مال اليتيم ولا يرزأ أي لا ينقص منه شيئاً { وَمَن كَانَ فَقِيراً } محتاجاً { فَلْيَأْكُلْ } من الذي له { بِٱلْمَعْرُوفِ } بالتقدير لكي لا يحتاج إلى مال اليتيم ويقال فليأكل بالمعروف بقدر ما يعمل في مال اليتيم ويقال فليأكل بالمعروف بالقرض ليرد عليه { فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ } بعد الرشد والبلوغ { فَأَشْهِدُواْ عَلَيْهِمْ } عند الدفع { وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ حَسِيباً } شهيداً نزلت في ثابت بن رفاعة الأنصاري. ثم ذكر نصيب الرجال والنساء من الميراث لأنهم كانوا لا يعطون النساء والصبيان من الميراث شيئاً فقال { لِّلرِّجَالِ نَصيِبٌ } حظ { مِّمَّا تَرَكَ ٱلْوَالِدَانِ وَٱلأَقْرَبُونَ } في الرحم { وَلِلنِّسَآءِ نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ ٱلْوَالِدَانِ وَٱلأَقْرَبُونَ } في الرحم { مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ } يقول إن كان الميراث قليلاً أو كثيراً

{ نَصِيباً مَّفْرُوضاً } حظاً معلوماً قليلاً كان أو كثيراً ولم يبين كم هو ثم بين بعد ذلك. نزلت في أم كجَّة وبناتها كان لهن عم لا يعطيهن شيئاً { وَإِذَا حَضَرَ ٱلْقِسْمَةَ } عند قسمة الميراث { أُوْلُواْ ٱلْقُرْبَىٰ } قرابة الميت الذي ليس بوارث { وَٱلْيَتَامَىٰ } يتامى المؤمنين قبل القسمة { وَٱلْمَسَاكِينُ } مساكين المؤمنين { فَٱرْزُقُوهُمْ مِّنْهُ } أعطوهم من الميراث شيئاً قبل القسمة { وَقُولُواْ لَهُمْ } إن لم يكن الوارث بالغاً { قَوْلاً مَّعْرُوفاً } عدة حسنة أي سأوصيه حتى يعطيك شيئاً { وَلْيَخْشَ ٱلَّذِينَ } يحضرون المريض ويأمرون أن يوصي أكثر من الثلث على أولاد المريض الضيعة بعد موته { لَوْ تَرَكُواْ مِنْ خَلْفِهِمْ } بعد موتهم { ذُرِّيَّةً ضِعَافاً } عجزة عن الحيلة { خَافُواْ عَلَيْهِمْ } الضيعة وكذلك خافوا على أولاد الميت ويقال: مر الميت ما كنت آمراً لنفسك ولتخش على ضيعة أولادهم كما تخشى على ضيعة أولادك وكانوا يحضرون المريض ويقولون له أعط مالك لفلان وفلان حتى يستغرق ماله كله ولا يترك لأولاده شيئاً فنهاهم الله عن ذلك ثم قال { فَلْيَتَّقُواّ ٱللَّهَ } فليخشوا الله فيما يأمرونه فوق الثلث { وَلْيَقُولُواْ } للمريض { قَوْلاً سَدِيداً } عدلاً في الوصية { إِنَّ ٱلَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ ٱلْيَتَامَىٰ ظُلْماً } غصباً { إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَاراً } يعني حراماً ويقال يجعل في بطونهم ناراً يوم القيامة { وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً } ناراً وقوداً في الآخرة نزلت في حنظلة بن شمردل ثم بين نصيب الذكر والأنثى في الميراث.