الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَعَصَوُاْ ٱلرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّىٰ بِهِمُ ٱلأَرْضُ وَلاَ يَكْتُمُونَ ٱللَّهَ حَدِيثاً } * { يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ ٱلصَّلَٰوةَ وَأَنْتُمْ سُكَٰرَىٰ حَتَّىٰ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ وَلاَ جُنُباً إِلاَّ عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّىٰ تَغْتَسِلُواْ وَإِنْ كُنْتُمْ مَّرْضَىٰ أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوْ جَآءَ أَحَدٌ مِّنْكُمْ مِّن ٱلْغَآئِطِ أَوْ لَٰمَسْتُمُ ٱلنِّسَآءَ فَلَمْ تَجِدُواْ مَآءً فَتَيَمَّمُواْ صَعِيداً طَيِّباً فَٱمْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَفُوّاً غَفُوراً } * { أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيباً مِّنَ ٱلْكِتَٰبِ يَشْتَرُونَ ٱلضَّلَٰلَةَ وَيُرِيدُونَ أَن تَضِلُّواْ ٱلسَّبِيلَ } * { وَٱللَّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ وَلِيّاً وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ نَصِيراً } * { مِّنَ ٱلَّذِينَ هَادُواْ يُحَرِّفُونَ ٱلْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَٱسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَٰعِنَا لَيّاً بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْناً فِي ٱلدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَٱسْمَعْ وَٱنْظُرْنَا لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِن لَّعَنَهُمُ ٱللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً } * { يَا أَيُّهَآ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَٰبَ ءَامِنُواْ بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقاً لِّمَا مَعَكُمْ مِّن قَبْلِ أَن نَّطْمِسَ وُجُوهاً فَنَرُدَّهَا عَلَىٰ أَدْبَارِهَآ أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّآ أَصْحَٰبَ ٱلسَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ ٱللَّهِ مَفْعُولاً }

{ يَوْمَئِذٍ } يوم القيامة { يَوَدُّ } يتمنى { ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } بالله { وَعَصَوُاْ ٱلرَّسُولَ } بالإجابة { لَوْ تُسَوَّىٰ بِهِمُ ٱلأَرْضُ } أي يصيرون تراباً مع البهائم { وَلاَ يَكْتُمُونَ ٱللَّهَ حَدِيثاً } لم يقولواوالله ربنا ما كنا مشركين } [الأَنعام: 23] ونزل في أصحاب محمد قبل تحريم الخمر قوله { يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } بمحمد والقرآن { لاَ تَقْرَبُواْ ٱلصَّلاَةَ } في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم مع النبي عليه الصلاة والسلام { وَأَنْتُمْ سُكَارَىٰ } نشاوى { حَتَّىٰ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ } ما يقرأ إمامكم في الصلاة { وَلاَ جُنُباً } لا تأتوا المسجد جنباً { إِلاَّ عَابِرِي سَبِيلٍ } إلا ماري الطريق فيما لا بد لكم { حَتَّىٰ تَغْتَسِلُواْ } من الجنابة { وَإِنْ كُنتُم مَّرْضَىٰ } جرحى { أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوْ جَآءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّن ٱلْغَآئِطِ } من مكان حدث { أَوْ لاَمَسْتُمُ ٱلنِّسَآءَ } أو جامعتم النساء { فَلَمْ تَجِدُواْ مَآءً فَتَيَمَّمُواْ صَعِيداً طَيِّباً } فتعمدوا إلى تراب نظيف { فَٱمْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ } بالضربة الأولى { وَأَيْدِيَكُمْ } بالضربة الثانية { إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَفُوّاً } متفضلاً فيما وسع عليكم { غَفُوراً } فيما يكون منكم من التقصير { أَلَمْ تَرَ } ألم تخبر في الكتاب { إِلَى } عن { ٱلَّذِينَ أُوتُواْ } أعطوا { نَصِيباً مِّنَ ٱلْكِتَابِ } علماً بالتوراة { يَشْتَرُونَ ٱلضَّلاَلَةَ } يختارون اليهودية { وَيُرِيدُونَ أَن تَضِلُّواْ ٱلسَّبِيلَ } أن تتركوا دين الإسلام. نزلت في اليسع ورافع بن حرملة حبرين من اليهود دعوا عبد الله بن أبي وأصحابه إلى دينهما { وَٱللَّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ } من المنافقين واليهود { وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ وَلِيّاً } حافظاً { وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ نَصِيراً } مانعاً { مِّنَ ٱلَّذِينَ هَادُواْ } يعني اليهود مالك بن الصيف وأصحابه { يُحَرِّفُونَ ٱلْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ } يغيرون صفة محمد ونعته بعد بيانه في التوراة ويأتون محمداً { وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا } قولك يا محمد { وَعَصَيْنَا } أمرك في السر عنه { وَٱسْمَعْ } منا يا محمد { غَيْرَ مُسْمَعٍ } غير مطاع ومسمع منك في السر { وَرَاعِنَا } اسمع منا يا محمد وكان بلغتهم راعنا اسمع لا سمعت { لَيّاً بِأَلْسِنَتِهِمْ } يحرفون ألسنتهم بالشتم والتعيير { وَطَعْناً فِي ٱلدِّينِ } عيباً في الإسلام { وَلَوْ أَنَّهُمْ } يعني اليهود { قَالُواْ سَمِعْنَا } قولك يا محمد { وَأَطَعْنَا } أمرك { وَٱسْمَعْ } منا { وَٱنْظُرْنَا } انظر إلينا { لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ } من السب والتعيير { وَأَقْوَمَ } أصوب { وَلَكِن } ولكنهم { لَّعَنَهُمُ ٱللَّهُ } عذبهم الله بالجزية { بِكُفْرِهِمْ } عقوبة لكفرهم { فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً } وهو من أسلم منهم عبد الله بن سلام وأصحابه { يَا أَيُّهَآ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَابَ } أعطوا علم التوراة بصفة محمد ونعته { آمِنُواْ بِمَا نَزَّلْنَا } يعني القرآن { مُصَدِّقاً } موافقاً { لِّمَا مَعَكُمْ } بالتوحيد وصفة محمد ونعته { مِّن قَبْلِ أَن نَّطْمِسَ وُجُوهاً } أن نغير قلوبكم { فَنَرُدَّهَا عَلَىٰ أَدْبَارِهَآ } فنردها عن بصائر الهدى ونحول وجوههم إلى الأقفية { أَوْ نَلْعَنَهُمْ } أو نمسخهم { كَمَا لَعَنَّآ } مسخنا { أَصْحَابَ ٱلسَّبْتِ } قردة { وَكَانَ أَمْرُ ٱللَّهِ مَفْعُولاً } كائناً فأسلم بعد نزول هذه الآية عبد الله بن سلام وأصحابه.