الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّآ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ كَمَآ أَوْحَيْنَآ إِلَىٰ نُوحٍ وَٱلنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَآ إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَٱلأَسْبَاطِ وَعِيسَىٰ وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُوراً } * { وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِن قَبْلُ وَرُسُلاً لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ ٱللَّهُ مُوسَىٰ تَكْلِيماً } * { رُّسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى ٱللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ ٱلرُّسُلِ وَكَانَ ٱللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً } * { لَّـٰكِنِ ٱللَّهُ يَشْهَدُ بِمَآ أَنزَلَ إِلَيْكَ أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَٱلْمَلاۤئِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ شَهِيداً } * { إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ قَدْ ضَلُّواْ ضَلَٰلاً بَعِيداً } * { إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَظَلَمُواْ لَمْ يَكُنِ ٱللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلاَ لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقاً } * { إِلاَّ طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَداً وَكَانَ ذٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيراً }

{ إِنَّآ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ } أرسلنا إليك جبريل بالقرآن { كَمَآ أَوْحَيْنَآ إِلَىٰ نُوحٍ وَٱلنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ } من بعد نوح { وَأَوْحَيْنَآ إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ } أرسلنا جبريل أيضاً إلى إبراهيم { وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَٱلأَسْبَاطِ } أولاد يعقوب { وَعِيسَىٰ وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا } أعطينا { دَاوُدَ زَبُوراً وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ } سميناهم لك { مِن قَبْلُ } من قبل هذه السورة { وَرُسُلاً لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ } لم نسمهم لك { وَكَلَّمَ ٱللَّهُ مُوسَىٰ تَكْلِيماً رُّسُلاً } كل هؤلاء الرسل أرسلناهم { مُّبَشِّرِينَ } بالجنة لمن آمن بالله { وَمُنذِرِينَ } من النار لمن لا يؤمن بالله { لِئَلاَّ } لكي لا { يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى ٱللَّهِ حُجَّةٌ } يوم القيامة { بَعْدَ ٱلرُّسُلِ } بعد إرسال الرسل إليهم لكي لا يقولوا لم لم ترسل إلينا الرسل { وَكَانَ ٱللَّهُ عَزِيزاً } بالنقمة لمن لا يجيب رسله { حَكِيماً } حكم عليهم بإجابة الرسل. ثم نزل في أهل مكة لقولهم سألنا أهل الكتاب عنك فلم يشهد أحد منهم أنك نبي مرسل { لَّـٰكِنِ ٱللَّهُ يَشْهَدُ } وإن لم يشهد غيره { بِمَآ أَنزَلَ إِلَيْكَ } يعني جبريل بالقرآن { أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ } بأمره { وَٱلْمَلاۤئِكَةُ يَشْهَدُونَ } على ذلك { وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ شَهِيداً } وإن لم يشهد غيره { إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } بمحمد والقرآن { وَصَدُّواْ } الناس { عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ } عن دين الله وطاعته { قَدْ ضَلُّواْ ضَلَـٰلاً بَعِيداً } عن الهدى { إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } بمحمد والقرآن { وَظَلَمُواْ } هم الذين أشركوا بالله { لَمْ يَكُنِ ٱللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ } ما قاموا على ذلك { وَلاَ لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقاً } طريق الهدى { إِلاَّ طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَآ } مقيمين في النار لا يموتون ولا يخرجون منها { أَبَداً وَكَانَ ذٰلِكَ } الخلود والعذاب { عَلَى ٱللَّهِ يَسِيراً } هيناً.