الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ مَّا يَفْعَلُ ٱللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ ٱللَّهُ شَاكِراً عَلِيماً } * { لاَّ يُحِبُّ ٱللَّهُ ٱلْجَهْرَ بِٱلسُّوۤءِ مِنَ ٱلْقَوْلِ إِلاَّ مَن ظُلِمَ وَكَانَ ٱللَّهُ سَمِيعاً عَلِيماً } * { إِن تُبْدُواْ خَيْراً أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُواْ عَن سُوۤءٍ فَإِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَفُوّاً قَدِيراً } * { إِنَّ ٱلَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَن يُفَرِّقُواْ بَيْنَ ٱللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَن يَتَّخِذُواْ بَيْنَ ذٰلِكَ سَبِيلاً } * { أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْكَافِرُونَ حَقّاً وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً مُّهِيناً } * { وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَمْ يُفَرِّقُواْ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ أُوْلَـٰئِكَ سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً } * { يَسْأَلُكَ أَهْلُ ٱلْكِتَابِ أَن تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَاباً مِّنَ ٱلسَّمَآءِ فَقَدْ سَأَلُواْ مُوسَىٰ أَكْبَرَ مِن ذٰلِكَ فَقَالُوۤاْ أَرِنَا ٱللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ ٱلصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ ثُمَّ ٱتَّخَذُواْ ٱلْعِجْلَ مِن بَعْدِ مَا جَآءَتْهُمُ ٱلْبَيِّنَاتُ فَعَفَوْنَا عَن ذٰلِكَ وَآتَيْنَا مُوسَىٰ سُلْطَاناً مُّبِيناً }

{ مَّا يَفْعَلُ ٱللَّهُ بِعَذَابِكُمْ } ما يصنع الله بعذابكم { إِن شَكَرْتُمْ } إن وحدتم في السر { وَآمَنْتُمْ } صدقتكم بإيمانكم في السر { وَكَانَ ٱللَّهُ شَاكِراً } يشكر اليسير ويجزي الجزيل { عَلِيماً } لمن يشكر ولمن لا يشكر { لاَّ يُحِبُّ ٱللَّهُ ٱلْجَهْرَ بِٱلسُّوۤءِ } بالشتم { مِنَ ٱلْقَوْلِ إِلاَّ مَن ظُلِمَ } فقد أذن له بالدعاء ويقال ولا من ظلم { وَكَانَ ٱللَّهُ سَمِيعاً } لدعاء المظلوم { عَلِيماً } بعقوبة الظالم نزلت في أبي بكر شتمه رجل { إِن تُبْدُواْ خَيْراً } إن تردوا جواباً حسناً { أَوْ تُخْفُوهُ } ولا تحتقروا { أَوْ تَعْفُواْ } تتجاوزوا { عَن سُوۤءٍ } عن مظلمة { فَإِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَفُوّاً } متجاوزاً للمظلوم { قَدِيراً } بعقوبة الظالم { إِنَّ ٱلَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِ } يعني كعباً وأصحابه { وَيُرِيدُونَ أَن يُفَرِّقُواْ بَيْنَ ٱللَّهِ وَرُسُلِهِ } بالنبوة والإسلام { وَيقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ } ببعض الكتب والرسل { وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ } ببعض الكتب والرسل { وَيُرِيدُونَ أَن يَتَّخِذُواْ بَيْنَ ذٰلِكَ } بين الكفر والإيمان { سَبِيلاً } ديناً { أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْكَافِرُونَ حَقّاً } البتة { وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ } لليهود وغيرهم { عَذَاباً مُّهِيناً } يهانون به ويقال شديداً { وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِ } وهو عبد الله بن سلام وأصحابه { وَلَمْ يُفَرِّقُواْ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ } بين النبيين وبين الله بالنبوة والإسلام { أُوْلَـٰئِكَ سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ } يعطيهم { أُجُورَهُمْ } ثوابهم في الآخرة { وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُوراً } لمن تاب منهم { رَّحِيماً } لمن مات على التوبة { يَسْأَلُكَ أَهْلُ ٱلْكِتَابِ } كعب وأصحابه { أَن تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَاباً مِّنَ ٱلسَّمَآءِ } جملة كالتوراة ويقال أن تنزل عليهم كتاباً فيه خيرهم وشرهم وثوابهم وعقابهم { فَقَدْ سَأَلُواْ مُوسَىٰ أَكْبَرَ مِن ذٰلِكَ } مما سألوك { فَقَالُوۤاْ أَرِنَا ٱللَّهَ جَهْرَةً } معاينة { فَأَخَذَتْهُمُ ٱلصَّاعِقَةُ } فأحرقتهم النار { بِظُلْمِهِمْ } بتكذيبهم موسى وجراءتهم على الله { ثُمَّ ٱتَّخَذُواْ ٱلْعِجْلَ } عبدوا العجل { مِن بَعْدِ مَا جَآءَتْهُمُ ٱلْبَيِّنَاتُ } الأمر والنهي { فَعَفَوْنَا عَن ذٰلِكَ } تركناهم ولم نستأصلهم { وَآتَيْنَا } أعطينا { مُوسَىٰ سُلْطَاناً مُّبِيناً } حجة بينة اليد والعصا.