{ مَّا يَفْعَلُ ٱللَّهُ بِعَذَابِكُمْ } ما يصنع الله بعذابكم { إِن شَكَرْتُمْ } إن وحدتم في السر { وَآمَنْتُمْ } صدقتكم بإيمانكم في السر { وَكَانَ ٱللَّهُ شَاكِراً } يشكر اليسير ويجزي الجزيل { عَلِيماً } لمن يشكر ولمن لا يشكر { لاَّ يُحِبُّ ٱللَّهُ ٱلْجَهْرَ بِٱلسُّوۤءِ } بالشتم { مِنَ ٱلْقَوْلِ إِلاَّ مَن ظُلِمَ } فقد أذن له بالدعاء ويقال ولا من ظلم { وَكَانَ ٱللَّهُ سَمِيعاً } لدعاء المظلوم { عَلِيماً } بعقوبة الظالم نزلت في أبي بكر شتمه رجل { إِن تُبْدُواْ خَيْراً } إن تردوا جواباً حسناً { أَوْ تُخْفُوهُ } ولا تحتقروا { أَوْ تَعْفُواْ } تتجاوزوا { عَن سُوۤءٍ } عن مظلمة { فَإِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَفُوّاً } متجاوزاً للمظلوم { قَدِيراً } بعقوبة الظالم { إِنَّ ٱلَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِ } يعني كعباً وأصحابه { وَيُرِيدُونَ أَن يُفَرِّقُواْ بَيْنَ ٱللَّهِ وَرُسُلِهِ } بالنبوة والإسلام { وَيقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ } ببعض الكتب والرسل { وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ } ببعض الكتب والرسل { وَيُرِيدُونَ أَن يَتَّخِذُواْ بَيْنَ ذٰلِكَ } بين الكفر والإيمان { سَبِيلاً } ديناً { أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْكَافِرُونَ حَقّاً } البتة { وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ } لليهود وغيرهم { عَذَاباً مُّهِيناً } يهانون به ويقال شديداً { وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِ } وهو عبد الله بن سلام وأصحابه { وَلَمْ يُفَرِّقُواْ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ } بين النبيين وبين الله بالنبوة والإسلام { أُوْلَـٰئِكَ سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ } يعطيهم { أُجُورَهُمْ } ثوابهم في الآخرة { وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُوراً } لمن تاب منهم { رَّحِيماً } لمن مات على التوبة { يَسْأَلُكَ أَهْلُ ٱلْكِتَابِ } كعب وأصحابه { أَن تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَاباً مِّنَ ٱلسَّمَآءِ } جملة كالتوراة ويقال أن تنزل عليهم كتاباً فيه خيرهم وشرهم وثوابهم وعقابهم { فَقَدْ سَأَلُواْ مُوسَىٰ أَكْبَرَ مِن ذٰلِكَ } مما سألوك { فَقَالُوۤاْ أَرِنَا ٱللَّهَ جَهْرَةً } معاينة { فَأَخَذَتْهُمُ ٱلصَّاعِقَةُ } فأحرقتهم النار { بِظُلْمِهِمْ } بتكذيبهم موسى وجراءتهم على الله { ثُمَّ ٱتَّخَذُواْ ٱلْعِجْلَ } عبدوا العجل { مِن بَعْدِ مَا جَآءَتْهُمُ ٱلْبَيِّنَاتُ } الأمر والنهي { فَعَفَوْنَا عَن ذٰلِكَ } تركناهم ولم نستأصلهم { وَآتَيْنَا } أعطينا { مُوسَىٰ سُلْطَاناً مُّبِيناً } حجة بينة اليد والعصا.