الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّ ٱلْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ ٱللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوۤاْ إِلَى ٱلصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَىٰ يُرَآءُونَ ٱلنَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ ٱللَّهَ إِلاَّ قَلِيلاً } * { مُّذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذٰلِكَ لاَ إِلَىٰ هَـٰؤُلاۤءِ وَلاَ إِلَى هَـٰؤُلاۤءِ وَمَن يُضْلِلِ ٱللَّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً } * { يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ ٱلْكَافِرِينَ أَوْلِيَآءَ مِن دُونِ ٱلْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَن تَجْعَلُواْ للَّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَاناً مُّبِيناً } * { إِنَّ ٱلْمُنَافِقِينَ فِي ٱلدَّرْكِ ٱلأَسْفَلِ مِنَ ٱلنَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً } * { إِلاَّ ٱلَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَٱعْتَصَمُواْ بِٱللَّهِ وَأَخْلَصُواْ دِينَهُمْ للَّهِ فَأُوْلَـٰئِكَ مَعَ ٱلْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ ٱللَّهُ ٱلْمُؤْمِنِينَ أَجْراً عَظِيماً }

{ إِنَّ ٱلْمُنَافِقِينَ } عبد الله بن أبي وأصحابه { يُخَادِعُونَ ٱللَّهَ } يكذبون الله في السر ويخالفونه يظنون أنهم يخادعون الله { وَهُوَ خَادِعُهُمْ } يوم القيامة على الصراط حين يقول المؤمنون في السير ارجعوا وراءكم فالتمسوا نوراً وقد علموا أنهم لا يرجعون { وَإِذَا قَامُوۤاْ إِلَى ٱلصَّلاَةِ } أتوا إلى الصلاة { قَامُواْ كُسَالَىٰ } أتوا متثاقلين { يُرَآءُونَ ٱلنَّاسَ } إذا رأوا الناس أتوا وصلوا وإذا لم يروا لم يأتوا ولم يصلوا { وَلاَ يَذْكُرُونَ ٱللَّهَ } لا يصلون لله { إِلاَّ قَلِيلاً } رياء وسمعة { مُّذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذٰلِكَ } مترددين بين الكفر والإيمان كفر السر وإيمان العلانية { لاَ إِلَىٰ هَـٰؤُلاۤءِ } ليسوا مع المؤمنين في السر فيجب لهم ما يجب للمؤمنين { وَلاَ إِلَى هَـٰؤُلاۤءِ } وليسوا مع اليهود في العلانية فيجب عليهم ما يجب على اليهود { وَمَن يُضْلِلِ ٱللَّهُ } عن دينه وحجته في السر { فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً } ديناً ولا حجة في السر { يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } بالعلانية يعني عبد الله بن أبي وأصحابه { لاَ تَتَّخِذُواْ ٱلْكَافِرِينَ } يعني اليهود { أَوْلِيَآءَ } في التعزز { مِن دُونِ ٱلْمُؤْمِنِينَ } المخلصين { أَتُرِيدُونَ } يا معشر المنافقين { أَن تَجْعَلُواْ لِلَّهِ } لرسول الله { عَلَيْكُمْ سُلْطَاناً مُّبِيناً } حجة بينة وعذراً بيناً بالقتل { إِنَّ ٱلْمُنَافِقِينَ } عبد الله بن أبي وأصحابه { فِي ٱلدَّرْكِ ٱلأَسْفَلِ مِنَ ٱلنَّارِ } في النار لقبل شرورهم ومكرهم وخيانتهم مع النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه { وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً } مانعاً { إِلاَّ ٱلَّذِينَ تَابُواْ } من النفاق وكفر السر { وَأَصْلَحُواْ } فيما بينهم وبين ربهم من المكر والخيانة { وَٱعْتَصَمُواْ بِٱللَّهِ } تمسكوا بتوحيد الله في السر { وَأَخْلَصُواْ دِينَهُمْ } توحيدهم { لِلَّهِ فَأُوْلَـٰئِكَ مَعَ ٱلْمُؤْمِنِينَ } في السر ويقال في الوعد ويقال مع المؤمنين في السر والعلانية ويقال مع المؤمنين في الجنة { وَسَوْفَ يُؤْتِ ٱللَّهُ } يعطي الله { ٱلْمُؤْمِنِينَ } المخلصين { أَجْراً عَظِيماً } ثواباً وافراً في الجنة.