الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلاَ تَهِنُواْ فِي ٱبْتِغَآءِ ٱلْقَوْمِ إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمونَ وَتَرْجُونَ مِنَ ٱللَّهِ مَا لاَ يَرْجُونَ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً } * { إِنَّآ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ ٱلْكِتَابَ بِٱلْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ ٱلنَّاسِ بِمَآ أَرَاكَ ٱللَّهُ وَلاَ تَكُنْ لِّلْخَآئِنِينَ خَصِيماً } * { وَٱسْتَغْفِرِ ٱللَّهَ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً } * { وَلاَ تُجَادِلْ عَنِ ٱلَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ خَوَّاناً أَثِيماً } * { يَسْتَخْفُونَ مِنَ ٱلنَّاسِ وَلاَ يَسْتَخْفُونَ مِنَ ٱللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لاَ يَرْضَىٰ مِنَ ٱلْقَوْلِ وَكَانَ ٱللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطاً } * { هَٰأَنْتُمْ هَـٰؤُلاۤءِ جَٰدَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي ٱلْحَيَٰوةِ ٱلدُّنْيَا فَمَن يُجَٰدِلُ ٱللَّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَٰمَةِ أَمْ مَّن يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً } * { وَمَن يَعْمَلْ سُوۤءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ ٱللَّهَ يَجِدِ ٱللَّهَ غَفُوراً رَّحِيماً } * { وَمَن يَكْسِبْ إِثْماً فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ عَلَىٰ نَفْسِهِ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً }

{ وَلاَ تَهِنُواْ } لا تعجزوا ولا تضعفوا { فِي ٱبْتِغَآءِ ٱلْقَوْمِ } في طلب أبي سفيان وأصحابه { إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ } تتوجعون بالجراحة { فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ } يتوجعون بالجراحة { كَمَا تَأْلَمونَ } تتوجعون بالجراحة { وَتَرْجُونَ مِنَ ٱللَّهِ } ثوابه وتخافون عذابه { مَا لاَ يَرْجُونَ } ذلك { وَكَانَ ٱللَّهُ عَلِيماً } بجراحتكم { حَكِيماً } حكم عليكم بابتغاء القوم ثم بيَّن قصة طعمة بن أبيرق سارق الدرع واليهودي زيد بن سمين الذي رمي بالسرقة فقال { إِنَّآ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ ٱلْكِتَابَ } جبريل بالقرآن { بِٱلْحَقِّ } لتبيان الحق والباطل { لِتَحْكُمَ بَيْنَ ٱلنَّاسِ } بالحق بين طعمة وزيد بن سمين { بِمَآ أَرَاكَ ٱللَّهُ } بما علمك الله في القرآن وبين { وَلاَ تَكُنْ لِّلْخَآئِنِينَ } بالسرقة يعني طعمة { خَصِيماً } معيناً { وَٱسْتَغْفِرِ ٱللَّهَ } تب إلى الله من همك بضرب اليهودي زيد بن سمين { إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً } لمن مات على التوبة ويقال غفوراً لذنبك الذي هممت به رحيماً بك { وَلاَ تُجَادِلْ عَنِ ٱلَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ } بالسرقة { إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ خَوَّاناً } خائناً بالسرقة { أَثِيماً } فاجراً بالحلف الكاذب والبهتان على البريء { يَسْتَخْفُونَ } يستحون { مِنَ ٱلنَّاسِ } بالسرقة { وَلاَ يَسْتَخْفُونَ مِنَ ٱللَّهِ } لا يستحون من الله { وَهُوَ مَعَهُمْ } عالم بهم { إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لاَ يَرْضَىٰ مِنَ ٱلْقَوْلِ } يقول يؤلفون ويقولون من القول ما لا يرضي الله ولا يرضونه مقدم ومؤخر { وَكَانَ ٱللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ } ويقولون { مُحِيطاً } عالماً { هَا أَنْتُمْ هَـٰؤُلاۤءِ } أنتم يا قوم طعمة يعني بني ظفر { جَادَلْتُمْ } خاصمتم { عَنْهُمْ } عن طعمة { فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا فَمَن يُجَادِلُ ٱللَّهَ } يخاصم الله { عَنْهُمْ } عن طعمة { يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ أَمْ مَّن يَكُونُ عَلَيْهِمْ } على طعمة { وَكِيلاً } كفيلاً من عذاب الله { وَمَن يَعْمَلْ سُوۤءاً } سرقة { أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ } بالحلف الباطل والبهتان على البريء { ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ ٱللَّهَ } يتب إلى الله { يَجِدِ ٱللَّهَ غَفُوراً } لذنوبه { رَّحِيماً } حيث قبل توبته { وَمَن يَكْسِبْ إِثْماً } سرقة ويحلف بالله كاذباً { فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ } عقوبته { عَلَىٰ نَفْسِهِ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلِيماً } يعني بسارق الدرع { حَكِيماً } حكم عليه بالقطع.