الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى ٱلْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَـرَّةً فَأَكُونَ مِنَ ٱلْمُحْسِنِينَ } * { بَلَىٰ قَدْ جَآءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَٱسْتَكْبَرْتَ وَكُنتَ مِنَ ٱلْكَافِرِينَ } * { وَيَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ تَرَى ٱلَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى ٱللَّهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْمُتَكَبِّرِينَ } * { وَيُنَجِّي ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَوْاْ بِمَفَازَتِهِمْ لاَ يَمَسُّهُمُ ٱلسُّوۤءُ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ } * { ٱللَّهُ خَالِقُ كُـلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ } * { لَّهُ مَقَالِيدُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِـآيَاتِ ٱللَّهِ أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْخَاسِرُونَ } * { قُلْ أَفَغَيْرَ ٱللَّهِ تَأْمُرُونِّيۤ أَعْبُدُ أَيُّهَا ٱلْجَاهِلُونَ } * { وَلَقَدْ أُوْحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ ٱلْخَاسِرِينَ } * { بَلِ ٱللَّهَ فَٱعْبُدْ وَكُن مِّنَ ٱلشَّاكِرِينَ } * { وَمَا قَدَرُواْ ٱللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَٱلأَرْضُ جَمِيعـاً قَبْضَـتُهُ يَوْمَ ٱلْقِيَـٰمَةِ وَٱلسَّمَٰوَٰتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ } * { وَنُفِخَ فِي ٱلصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَن فِي ٱلأَرْضِ إِلاَّ مَن شَآءَ ٱللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَىٰ فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنظُرُونَ } * { وَأَشْرَقَتِ ٱلأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ ٱلْكِتَابُ وَجِـيءَ بِٱلنَّبِيِّيْنَ وَٱلشُّهَدَآءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِٱلْحَقِّ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ }

{ أَوْ تَقُولَ } ولكي لا تقول { حِينَ تَرَى ٱلْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَـرَّةً } رجعة إلى دار الدنيا { فَأَكُونَ مِنَ ٱلْمُحْسِنِينَ } من الموحدين فيقول الله لهم { بَلَىٰ قَدْ جَآءَتْكَ آيَاتِي } كتابي ورسولي { فَكَذَّبْتَ بِهَا } بالكتاب والرسول { وَٱسْتَكْبَرْتَ } عن الإيمان { وَكُنتَ مِنَ ٱلْكَافِرِينَ } مع الكافرين على دينهم { وَيَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ تَرَى ٱلَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى ٱللَّهِ } في عزير وعيسى والملائكة حين قالوا الملائكة بنات الله وعزير وعيسى ولدا الله { وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ } وأعينهم مزرقة { أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْمُتَكَبِّرِينَ } منزل للكافرين { وَيُنَجِّي ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَوْاْ } آمنوا وأطاعوا ربهم { بِمَفَازَتِهِمْ } بإيمانهم وإحسانهم { لاَ يَمَسُّهُمُ ٱلسُّوۤءُ } لا يصيبهم الشدة والعذاب { وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ } إذا حزن غيرهم { ٱللَّهُ خَالِقُ كُـلِّ شَيْءٍ } بائن منه { وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ } على قوت كل شيء كفيل ويقال على كل شيء من أعمالهم شهيد وكيل { لَّهُ مَقَالِيدُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ } خزائن السموات المطر والأرض النبات { وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِـآيَاتِ ٱللَّهِ } بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن { أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْخَاسِرُونَ } في الآخرة المغبونون بالعقوبة { قُلْ } يا محمد لأهل مكة حين قالوا له ارجع إلى دين آبائك { أَفَغَيْرَ } دين { ٱللَّهِ تَأْمُرُونِّيۤ أَعْبُدُ أَيُّهَا ٱلْجَاهِلُونَ } الكافرون { وَلَقَدْ أُوْحِيَ إِلَيْكَ } في القرآن { وَإِلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكَ } الكافرون { لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ } في الشرك { وَلَتَكُونَنَّ مِنَ ٱلْخَاسِرِينَ } من المغبونين بالعقوبة { بَلِ ٱللَّهَ فَٱعْبُدْ } وحد { وَكُن مِّنَ ٱلشَّاكِرِينَ } بما أنعم الله عليك من النبوة و الكتاب والإسلام { وَمَا قَدَرُواْ ٱللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ } ما عظموا الله حق عظمته حين قالوا يد الله مغلولة وحين قالوا إن الله فقير محتاج يطلب منا القرض وهذه مقالة مالك بن الصيف اليهودي خذله الله. { وَٱلأَرْضُ جَمِيعـاً قَبْضَـتُهُ } في قبضته { يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ وَٱلسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ } بقدرته يوم القيامة وكلتا يدي الله يمين { سُبْحَانَهُ } نزه نفسه عن مقالة اليهود { وَتَعَالَىٰ } تبرأ وارتفع { عَمَّا يُشْرِكُونَ } به من الأوثان { وَنُفِخَ فِي ٱلصُّورِ } وهي نفخة الموت { فَصَعِقَ } فمات { مَن فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَمَن فِي ٱلأَرْضِ إِلاَّ مَن شَآءَ ٱللَّهُ } من في الجنة والنار ويقال جبريل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت فإنهم لا يموتون في النفخة الأولى ولكن يموتون بعد ذلك { ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَىٰ } وهي نفخة البعث وبينهما أربعون سنة تمطر السماء بعدها كنطف الرجال { فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ } من القبور { يَنظُرُونَ } ما يقال لهم { وَأَشْرَقَتِ ٱلأَرْضُ } أضاءت الأرض { بِنُورِ رَبِّهَا } بضوء نور ربها ويقال بعدل ربها { وَوُضِعَ ٱلْكِتَابُ } في الأيمان والشمائل وهو ديوان الحفظة { وَجِـيءَ بِٱلنَّبِيِّيْنَ } الذين ليسوا بمرسلين { وَٱلشُّهَدَآءِ } يعني المرسلين ويقال وجيء بالنبيين والمرسلين و الشهداء شهداء المرسلين على قومهم { وَقُضِيَ بَيْنَهُم } وبين النبيين { بِٱلْحَقِّ } بالعدل { وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ } لا ينقص من حسناتهم ولا يزاد على سيئاتهم.