الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَـسَبُواْ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ } * { فَإِذَا مَسَّ ٱلإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِّنَّا قَالَ إِنَّمَآ أُوتِيتُهُ عَلَىٰ عِلْمٍ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } * { قَدْ قَالَهَا ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَمَآ أَغْنَىٰ عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يَكْسِبُونَ } * { فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُواْ وَٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنْ هَـٰؤُلاَءِ سَيُصِيبُهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُواْ وَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ } * { أَوَلَمْ يَعْلَمُوۤاْ أَنَّ ٱللَّهَ يَبْسُطُ ٱلرِّزْقَ لِمَن يَشَآءُ وَيَقْدِرُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } * { قُلْ يٰعِبَادِيَ ٱلَّذِينَ أَسْرَفُواْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُواْ مِن رَّحْمَةِ ٱللَّهِ إِنَّ ٱللَّهَ يَغْفِرُ ٱلذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ ٱلْغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ } * { وَأَنِـيبُوۤاْ إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُواْ لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ ٱلْعَذَابُ ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ } * { وَٱتَّبِعُـوۤاْ أَحْسَنَ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُـمْ مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُـمُ ٱلْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لاَ تَشْعُرُونَ } * { أَن تَقُولَ نَفْسٌ يٰحَسْرَتَا عَلَىٰ مَا فَرَّطَتُ فِي جَنبِ ٱللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ ٱلسَّاخِرِينَ } * { أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ ٱللَّهَ هَدَانِي لَكُـنتُ مِنَ ٱلْمُتَّقِينَ }

{ وَبَدَا لَهُمْ } ظهر لهم { سَيِّئَاتُ مَا كَـسَبُواْ } أقبحِ أعمالهم { وَحَاقَ بِهِم } نزل بهم عذاب { مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ } يهزؤون بالأنبياء والكتب ويقال عذاب ما كانوا يستهزئون به { فَإِذَا مَسَّ } أصاب { ٱلإِنسَانَ } الكافر { ضُرٌّ } شدة { دَعَانَا } لكشف الشدة { ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ } بدلناه { نِعْمَةً مِّنَّا قَالَ إِنَّمَآ أُوتِيتُهُ } أعطيت هذا المال الذي أعطيت { عَلَىٰ عِلْمٍ } صلاح وخير علمه الله مني { بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ } بلية ومكر منّا لهم { وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ } كلهم { لاَ يَعْلَمُونَ } ذلك { قَدْ قَالَهَا } يعني هذه المقالة { ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ } من قبل قومك يا محمد مثل قارون وغيره { فَمَآ أَغْنَىٰ عَنْهُمْ } ما نفع لهم من عذاب الله { مَّا كَانُواْ يَكْسِبُونَ } يقولون ويعملون ويعبدون من دون الله ولا ما كانوا يجمعون من المال { فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُواْ } عذاب ما قالوا وعملوا وجمعوا في الدنيا من المال { وَٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ } أشركوا { مِنْ هَـٰؤُلاَءِ سَيُصِيبُهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُواْ } أي عقوبات ما عملوا مثلما أصاب الذين من قبلهم { وَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ } بفائتين من عذاب الله { أَوَلَمْ يَعْلَمُوۤاْ } كفار مكة { أَنَّ ٱللَّهَ يَبْسُطُ ٱلرِّزْقَ لِمَن يَشَآءُ } يوسع المال على من يشاء وهو مكر منه { وَيَقْدِرُ } يقتر على من يشاء وهو نظر منه { إِنَّ فِي ذَٰلِكَ } في البسط والتقتير { لآيَاتٍ } لعلامات وعبراً { لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } بمحمد عليه الصلاة والسلام والقرآن { قُلْ يَٰعِبَادِيَ ٱلَّذِينَ أَسْرَفُواْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ } بالكفر والشرك والزنا والقتل { لاَ تَقْنَطُواْ مِن رَّحْمَةِ ٱللَّهِ } لا تيأسوا من مغفرة الله { إِنَّ ٱللَّهَ يَغْفِرُ ٱلذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ ٱلْغَفُورُ } لمن تاب من الكفر وآمن بالله { ٱلرَّحِيمُ } لمن مات على التوبة { وَأَنِـيبُوۤاْ إِلَىٰ رَبِّكُمْ } أقبلوا إلى ربكم بالتوبة من الكفر { وَأَسْلِمُواْ لَهُ } آمنوا بالله واطيعوا الله { مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ ٱلْعَذَابُ ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ } لا تمنعون من عذاب الله. نزلت هذه الآية في وحشي وأصحابه ثم قال { وَٱتَّبِعُـوۤاْ أَحْسَنَ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُـمْ } يعني القرآن أحلوا حلاله وحرموا حرامه واعملوا بمحكمه وآمنوا بمتشابهه { مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُـمُ ٱلْعَذَابُ بَغْتَةً } فجأة { وَأَنتُمْ لاَ تَشْعُرُونَ } لا تعلمون نزوله { أَن تَقُولَ نَفْسٌ } لا تعلمون لكي لا تقول نفس { يَٰحَسْرَتَا } يا ندامتا { عَلَىٰ مَا فَرَّطَتُ فِي جَنبِ ٱللَّهِ } تركت من طاعة الله { وَإِن كُنتُ لَمِنَ ٱلسَّاخِرِينَ } وقد كنت من المستهزئين بالكتاب والرسول { أَوْ تَقُولَ } ولكي لا تقول { لَوْ أَنَّ ٱللَّهَ هَدَانِي } بين لي الإيمان { لَكُـنتُ مِنَ ٱلْمُتَّقِينَ } من الموحدين.